فيما اعتبر المجلس الوطني السوري، أمس، أنه «بات جلياً أن أي مبادرة (لحل الأزمة السورية) لا يمكن أن تجد طريقها إلى التنفيذ، ما لم تتمتع بقوة إلزام دولية ويتبناها مجلس الأمن وفق الفصل السابع، بما يفرض عقوبات صارمة على النظام إن واصل القتل والإبادة»، طالبت المعارضة السورية، الولايات المتحدة، بتجاوز مخاوفها من وجود إسلاميين في صفوف المعارضة والبدء بتسليح المقاتلين.وأوضح المعارض فواز تللو، من اسطنبول، أن المعارضة ظلت تستجدي الولايات المتحدة وبقية دول العالم طوال 16 شهراً للتدخل، والآن «بعدما أهدر الأسد دماء الجميع في سوريا، تبدي الولايات المتحدة دهشة من أن القاعدة قد تكون موجودة في البلاد».
ولفت تللو إلى أن «الولايات المتحدة لها عملاء استخبارات على الأرض، ويمكنها من خلال الإدارة الذكية أن تعطي السلاح للأشخاص المناسبين، لكن عليها في البداية أن تعطي إشارة واضحة إلى أنها تريد بالفعل إنهاء الدولة الأمنية».
وفي السياق، كشفت شخصيات معارضة أن الولايات المتحدة حتى الآن أمدت المعارضة بكميات لا تذكر من المساعدات «غير المميتة» مثل أجهزة الاتصال اللاسلكية التي تم تهريبها عبر الحدود اللبنانية، مشيرين إلى أن واشنطن تعارض تسليح المعارضة لأنها تفتقر إلى القيادة الموحدة وبسبب مخاوف من إمكانية وقوع الأسلحة المتطورة في أيدي الإسلاميين.
وفي السياق، قال عضو جبهة ثوار سوريا، مهيمن الرميض الطائي، إن واشنطن «لا تدرك الاختلاف بين الثوار الإسلاميين في سوريا، وبين طالبان التي تقاتل القوات التي يقودها حلف شمالي الأطلسي في أفغانستان»، مشدداً على أن «الإسلاميين في سوريا ليسوا مناهضين للولايات المتحدة».
وأضاف «الولايات المتحدة لا تدرك أن المقاتلين الإسلاميين من بين أكثر المقاتلين تأثيراً في سوريا وأنهم ليسوا متشددين ولا جهاديين بالمفهوم الأفغاني، وأن السوريين بطبيعتهم مسلمون محافظون، لكنهم ليسوا متشددين».
من جهته، قال سامح الحموي، الناشط على الحدود السورية مع تركيا، إن بعض جماعات المعارضة المسلحة تتبنى شعارات إسلامية، لكن الإسلام السياسي ليس متجذراً في صفوف المعارضة السورية.
ولفت الحموي إلى أن الولايات المتحدة تجمع في ما يبدو معلومات استخبارية عن المعارضة السورية المسلحة، لكنها في الوقت نفسه لا تقدم لها المساعدة. وأضاف «النشطاء يجتمعون معهم (الأميركيين) على أمل الحصول على مساعدات طبية، ثم يبدأون في السؤال عن معلومات عن الجيش السوري الحر».
في هذه الأثناء، ذكر مسؤولو استخبارات أميركيون، أن «السلاح الذي يدفع ثمنه متعاطفون في السعودية وقطر يعبر الحدود اللبنانية ليصل إلى المعارضين المسلحين». ووفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز»، أغلب هذه الأسلحة صغيرة مثل بنادق الكلاشنيكوف، الى جانب بعض الذخائر الموجهة المضادة للدبابات والقذائف الصاروخية.
كذلك، قال مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة تزيد من حجم مساعداتها غير الفتاكة للمعارضة السورية. وقال أحد هؤلاء المسؤولين «ندعم بقوة الجهود لإطاحة بشار الأسد. إنه خطر على الشعب السوري الذي عانى من وحشية رهيبة على أيدي نظامه. والإشارات إلى أننا لا نشجع مقاومة النظام السوري هي ببساطة غير صحيحة».
بدورهم، قال معارضون اجتمعوا مع دبلوماسيين أميركيين لمناقشة مسألة المساعدات، إن واشنطن تبحث عن سبل لتزويد المعارضة بوسائل الحصول على خدمات الإنترنت والهاتف المحمول من دول مجاورة، لتفادي استخدام الخدمات السورية التي تراقبها الدولة بمساعدة روسية.
(رويترز)