أعلن الجيش التركي، يوم أمس، أن مقاتلات تركية انطلقت في الأجواء التركية، حين اقتربت مروحيات سورية من المجال الجوي التركي، ولكن من دون أن تنتهك الأجواء التركية. ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن بيان للجيش التركي أن «مروحية سورية من طراز «مي 17» ومروحيتين من طراز «مي 8» حلّقت على بعد 4 أميال من الأجواء التركية فوق إقليمي هاتاي وماردين». كذلك أكد الجيش التركي، مجدداً، أنّ طائرته الحربية «ف-4» أسقطتها سوريا في المياه الدولية، وليس في المجال الجوي السوري، وأُعلن وصول غواصة أميركية، قريباًً، لمواصلة أعمال البحث في مكان سقوط الطائرة.على هذا الصعيد، لم تستبعد صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، في عددها الصادر يوم أمس، مشاركة خبراء روس في عملية إسقاط المقاتلة التركية الأسبوع الماضي. ونقلت الصحيفة عن مصادر أن إسقاط سوريا للمقاتلة جاء بهدف توجيه رسالة إلى حلف الأطلسي كي يبقى بعيداً عن النزاع الدائر في سوريا. وأشارت الصحيفة إلى أن موسكو زوّدت دمشق بمنظومات متطورة مضادة للطائرات منذ 3 سنوات، وأنه من المعتقد أن خبراء من روسيا دربوا السوريين على استخدام هذه المنظومات.
ميدانياً، قتل 21 شخصاً، يوم أمس، في أعمال عنف واشتباكات في عدة مناطق سورية، وفق حصيلة أدلى بها «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وقال المرصد، في بيان، إنه «في محافظة ريف دمشق استشهد خمسة مواطنين، منهم أربعة إثر سقوط قذائف هاون على مدينة داريا، ومواطن من بلدة التل، خلال اشتباكات مع القوات النظامية».
من ناحيتها، أفادت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن الجهات المختصة ألقت القبض، في محافظة حماة أمس، على أحد أفراد المجموعة الإرهابية التي اعتدت على قوات حفظ النظام في بلدة حلفايا. وأفادت الوكالة عن «مقتل إرهابيين بانفجار عبوة أثناء محاولتهما زرعها إلى جانب طريق منطقة السفيرة عند موقع تل عرن، شرقي حلب، ما أدى إلى مقتلهما على الفور». كذلك أشارت إلى تفكيك عناصر الهندسة، يوم أمس، «ثلاث عبوات ناسفة زرعتها مجموعة إرهابية مسلحة على طريق الزعينية في جسر الشغور لاستهداف المواطنين وقوات حفظ النظام». وأفادت عن «تسليم 100 شخص ممن غرّر بهم وتورطوا في الأحداث الأخيرة ولم تتلطخ أيديهم بالدماء أنفسهم مع أسلحتهم إلى الجهات المختصة في حماة، وجرت تسوية أوضاعهم بعد تعهدهم بعدم العودة إلى حمل السلاح أو التخريب».
وتواصلت العمليات العسكرية للقوات السورية النظامية في ريف دمشق، أمس، غداة اقتحام الجيش مدينة دوما، إثر انسحاب المقاتلين المعارضين منها، بحسب ما أفاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد إن القوات النظامية قصفت مدينة داريا بمدافع الهاون، بعد منتصف ليل السبت الاحد، ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص، وقتل شخص في مدينة التل بقذيفة هاون. وأشار المرصد إلى سماع دوي انفجارات في دمشق وفي مدينة المعضمية في الريف، حيث لم يسجل وقوع إصابات.
وفي محافطة حلب، انسحبت القوات النظامية من بلدة الأتارب الواقعة على مقربة من محافظة إدلب، التي يعزز المقاتلون المعارضون سيطرتهم عليها في الآونة الأخيرة، بحسب المرصد. وفي دير الزور تواصلت الاشتباكات بين المنشقين والمعارضين المسلحين من جهة والقوات النظامية التي تحاول استعادة السيطرة على المدينة من جهة أخرى. وأفاد المرصد عن مقتل أحد مقاتلي المعارضة في الاشتباكات.
إلى ذلك، أسفرت أعمال العنف في سوريا، أول من أمس، عن مقتل 82 شخصاً، بينهم 66 مدنياً، في موازاة اقتحام القوات النظامية السورية لمدينة دوما في ريف دمشق، حسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وقتل 30 مدنياً، على الأقل، وأصيب عشرات آخرون، يوم السبت، في انفجار قذيفة هاون سقطت على سيارة خلال تشييع أحد القتلى المدنيين في بلدة زملكا، التابعة لريف دمشق، وفق المرصد. بينما قال مصدر محلي في البلدة لوكالة «يونايتد برس انترناشونال» إن «سيارة مفخخة انفجرت قرب جامع التوبة، خلال تشييع أحد القتلى الذين سقطوا في المواجهات بين الجيش السوري ومسلحين، ما أدى إلى مقتل 30 شخصاً على الأقل، وجرح أكثر من 50 جراح بعضهم حرجة». وأضاف المصدر أنه «أعقب ذلك إطلاق رصاص كثيف تبيّن أنه ناتج من اشتباكات جرت بين قوة من الجيش السوري ومسلحين من الجيش السوري الحر».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)