تعمّدت إسرائيل إظهار جهوزية جيشها في هضبة الجولان، عبر اتخاذها سلسلة من الاستعدادات «الضرورية» لمواجهة إمكان حدوث عمليات مسلحة في المنطقة الحدودية بينها وبين سوريا. وبهدف توجيه رسائل للجانب السوري، جال قائد الفرقة 36 العميد تامير هايمان، برفقة عدد من مندوبي وسائل الإعلام في هضبة الجولان، معلناً أن «المسارات التي تجري ما وراء الحدود ترفع من إمكان حدوث عمليات، الأمر الذي يفرض علينا إعداد البنية التحتية وإعداد القوات وتجهيزها». وأكد هايمان أن فرضية العمل لدى قيادة الجيش في هذه المرحلة هي «إمكان حدوث عمليات في تلك المنطقة، في ظل غياب معلومات استخبارية مسبقة».
وبالرغم من أن كشف الاستعدادات العملانية للجيش الإسرائيلي، أمام وسائل الإعلام، يدفع الى التساؤل عن حقيقة الأهداف الكامنة وراء هذه الخطوة، إلا أنّ حديث هايمن للصحافيين حول إمكان تطور الوضع في الداخل السوري باتجاه «فقدان الاستقرار والانهيار التام للحكم، وهو ما يمكن أن يجذب المنظمات الإرهابية الى المنطقة والعمل من هناك»، يدفع الى الاعتقاد بأن إسرائيل تريد القول بأنها لا تقوم بذلك مقدمة لاعتداءات مفترضة، وإنما كما قال قائد الفرقة 36 «حتى لو كان هناك هدوء في الوقت الحالي، إلا أنه ينبغي الاستعداد للسيناريو الأسوأ».
في السياق نفسه، نقلت صحيفة «هآرتس» عن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن نشطاء من «منظمات إرهابية إسلامية متطرفة تتدفق من العراق ودول أخرى الى سوريا»، مشيرةً الى أنه بالرغم من أن هدفهم الأول إسقاط نظام الأسد، لكن خشية الأجهزة الأمنية من إمكان أن يستغل هؤلاء الفرصة والمبادرة الى تنفيذ عمليات عبر الحدود ضد مواطنين إسرائيليين في هضبة الجولان.
ورغم الاستعدادات الإسرائيلية للسيناريوهات غير المتوقعة، إلا أن «هآرتس» أكدت أن الأحداث التي شهدتها سوريا، في الأسابيع الأخيرة، دفعت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية الى تكوين انطباع بأن «مكانة الرئيس الأسد أقل ضعفاً مما كانوا يعتقدون في البداية»، واستدلت على ذلك بالقول إن الرئيس الأسد «ما زال يسيطر نسبياً على الجيش»، لكنهم يُشخّصون في الوقت نفسه صعوبات أمام الجيش السوري في أداء دوره، وتراجعاً في معنوياته. ولفتت «هآرتس» الى أن عدد الفارين من الجيش السوري بلغ، حتى الآن، 12 ألف جندي، كما سجل تراجع في عدد الملتحقين بالتجند لدى الجيش.