المنامة ــ الأخبار أكّد ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، أمس، أنّ حل «الخلافات» البحرينية يكون داخلياً، مستبعداً بذلك أي وساطات خارجية، فيما وجّه رسائل شديدة اللهجة الى المتظاهرين وقياداتهم الدينية، رغم تشديد القبضة الأمنية على المسيرات السلمية وضربها بيد من حديد.
وقال الملك، خلال ترؤسه لجلسة مجلس الوزراء التي عُقدت في قصر الصخير، إن البحرين «قادرة برجالها المخلصين على حفظ أمنها مهما تنوعت أساليب الإرهاب، وأن ما حدث لن يتكرر بإذن الله تعالى وبوعي أبناء شعبنا». ودعا الوزارات المختلفة الى التعاون والتكامل من أجل «حفظ الناشئة من الانحراف في الفكر والسلوك»، وأن تقوم «وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف بدورها في حفظ المنبر الديني من الاستغلال السيئ. فالمنبر أمانة، لا يجوز أن يترك لبث الكراهية أو التحريض على العنف». وأكّد أنّ الشأن البحريني «شأن داخلي خاص بشعب البحرين وأن شعبنا قادر على إدارة خلافاته والتحاور بشأنها دون وساطات خارجية». ونوّه من جهة ثانية بأنّهم يدعمون «الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد العربي الخليجي القادم».
على المستوى الأمني، أعلنت جمعية «الوفاق» المعارضة، في بيان، أن إصابة المواطن علي الموالي، الذي أُصيب بسلاح قوات النظام خلال قمعها لمسيرة تواجدت فيها قيادات المعارضة وبينهم الأمين العام للجمعية، علي سلمان، بالغة، مشيرة الى أنه «يخضع للعناية القصوى في المستشفى نتيجة إصابته في منطقة الرأس بطلقة مباشرة تسببت في تهشم جمجمته لليوم الثالث على التوالي».
وخلال عملية فض التظاهرة يوم الجمعة الماضية، أُصيب الشيخ سلمان اضافة الى النائب المستقيل جواد فيروز ونائب الأمين العام لجمعية التجمع الوحدوي حسن المرزوق. واعتبرت المعارضة أن استهداف هؤلاء هو بمثابة محاول اغتيال من قبل قوات الأمن. وأصدر رجل الدين البارز الشيخ عيسى قاسم بياناً استنكر فيه ما تعرض له سلمان. وقال إن «الاستهداف الشخصي لحياة سماحة الشيخ حسب التصوير الحي لحادثة يوم الجمعة، وبصورة سافرة لا تُدينه جماهيره الغفيرة فحسب، وإنما يدينه كل مشفق على أمن هذا الوطن». وأضاف أن «المستهدفين لحياة هذا الرمز الكبير إنما يريدون حرق الوطن لما يعرفونه من قيمة هذه الشخصية الوفية المجاهدة عند علماء الشعب ونخبه وجماهيره، ويعرفون كم هم الذين على استعداد تام للتضيحة من أجله».
كذلك قام وفد من المجلس الإسلامي العلمائي بزيارة سلمان والاطمئنان إلى صحته وعبّر عن استنكاره الشديد لمحاولة الاستهداف وتعمد إلحاق الأذى بالأمين العام للوفاق وبقية قيادات المعارضة.
في غضون ذلك، أنهى الطبيب البحريني، سعيد السماهيجي، المحكوم عليه بالسجن لمدة عام بسبب دعمه حركة الاحتجاج اضراباً عن الطعام بدأه قبل اربعة ايام تنديدا بالعقوبة. وقال إنه أراد التنديد بالحكم الذي وصفه بأنه «سياسي». وكانت محكمة استئناف البحرين قد خفضت في 14 حزيران العقوبات المفروضة على مجموعة من الاطباء والكوادر الطبية في مستشفى السلمانية في المنامة.