كشفت صحيفة «معاريف»، أمس، أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، طمأن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى أن هوية الرئيس المصري المقبل، مهما كانت، لن تضر بالعلاقات مع إسرائيل، مشيرة إلى أن «المجلس العسكري في مصر، أكد للمبعوث الخاص لرئيس الحكومة الإسرائيلية، يتسحاق مولخو، أن الجيش المصري سيظل المسؤول الأول عن العلاقات بين إسرائيل ومصر، وسيحافظ على اتفاقية السلام، ولن يلحق أي أضرار بالعلاقات الأمنية والسياسية والاقتصادية المعقودة بين الجانبين». وأضافت الصحيفة، نقلاً عن مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى، أنه رغم التطمينات التي تلقتها إسرائيل من الجيش المصري «لكن لا يمكن أحداً أن يضمن هذه التعهدات، وخصوصاً أنّ من غير المعلوم ما الذي سيحدث في مصر بعد عدة أشهر، وإذا كان الجيش المصري سيظل محافظاً على سيطرته ونفوذه».
من جهته، دعا رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، غابي أشكينازي، إلى المحافظة على العلاقات القائمة بين إسرائيل والجيش المصري، مؤكداً أن العلاقة تتجاوز مصر باتجاه التأثير على علاقات الدولة العبرية إقليمياً، «فهو قناة الاتصال شبه الوحيدة مع تركيا، علماً بأن لتحسين العلاقة مع أنقرة أهمية كبيرة جداً»، بالنسبة إلى تل أبيب. وأضاف أن «العاصفة التي يمر بها العالم العربي، هي بمثابة تحرك صفائح الطبقات الأرضية، التي تحدث مرة كل مئة عام، وبالتالي لا يمكن تجاهل هذه العملية، لأن ما يحدث في مصر لا يشبه على الإطلاق ما حدث فيها في الخمسينيات» من القرن الماضي.
وأكد أشكينازي أنه «لا دولة عربية محصنة من هذه المسيرة، بما يشمل الأردن والدول الخليجية، التي تعدّ ذخراً استراتيجياً للاقتصاد الدولي، وعلينا أن نفكر جيداً بما سيحدث إذا وصلت الثورات إلى دول أخرى»، مشيراً إلى أن «إسرائيل كانت تفضل دائماً دولاً وأنظمة مستقرة على حدودها، وفضلت أيضاً استقرار النظام على طبيعة النظام؛ لأن الخوف كان من الدول الضعيفة حيث يسمح ضعف النظام المركزي بتنامي الأعمال الإرهابية». وتابع قائلاً إن «مبارك لم يكن ديموقراطياً ولا صهيونياً، لكنه شكل حالة استقرار امتدت لثلاثين عاماً، ولهذا السبب قد تكون التغيرات التي تشهدها مصر سيئة» بالنسبة إلى إسرائيل.
وفي السياق نفسه، نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن باحث في الشؤون الاستراتيجية في معهد الدراسات الاستراتيجية في تل أبيب، قوله إن الرئيس المصري المنتخب، مهما كانت هويته وتطلعاته وتوجهاته، سيضطر إلى التعاون مع الجيش المصري وقياداته إذا أراد ضمان استقرار حكمه وبقائه فيه، مشيراً إلى أن «القيادات العسكرية المصرية ستحافظ على مكانتها داخل الدولة المصرية، مهما كانت نتائج الانتخابات الرئاسية الراهنة». أما الباحث والخبير الاستراتيجي في المركز نفسه، عوديد عيران، فأكد من جهته أن الانتخابات الرئاسية الراهنة في مصر ترسم بداية لتحول سياسي جذري في هذا البلد، وأن الظروف السياسية الراهنة في مصر، وما يتوقع أن يثيره فوز أي من المرشحَيْن من احتجاجات عارمة، ستضطر الرئيس المصري المنتخب، سواء كان محمد مرسي أو أحمد شفيق إلى إقامة ائتلاف حكومي.