سيطر الهاجس الأمني على المشهد العراقي مع تزايد الهجمات الإرهابية الأسبوع الماضي، فيما بقي المطالبون بإقالة رئيس الحكومة نوري المالكي على تمسكهم بهدفهم. ودعا المالكي، أمس، الأجهزة الأمنية إلى الابتعاد عن التسييس والتعامل مع المدانين أو المتجاوزين على القانون بشكل حيادي، من أجل مصلحة العراق.
وقال بيان المالكي، عقب استقباله في مكتبه عدداً من القيادات الأمنية وآمري الأفواج في وزارتي الدفاع والداخلية، إن «المرحلة التي يمر بها العراق ليست سهلة»، مؤكداً أن «الأجهزة الأمنية والجيش والشرطة تتحمل مسؤولية كبيرة في الدفاع عن العراق وشعبه». ولفت إلى أن «من يريد مصلحة العراق عليه أن يأتي للحوار وحل الخلافات عبر الدستور». ودعا القيادات الأمنية والعسكرية إلى متابعة أداء الأجهزة الأمنية وتطوير عمل نقاط التفتيش ومحاربة الفساد وإبداء أكبر قدر من التعاون مع المواطنين.
وعلى صعيد الأزمة السياسية، قلّل زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، من أهمية الضغوط التي تمارسها بعض الدول المجاورة والإقليمية للتراجع عن المطالبة بسحب الثقة من رئيس الوزراء نوري المالكي، مؤكداً أنهم مهما فعلوا «فلن نركع إلا لله». كما أعلن رفضه لترشح المالكي لولاية ثالثة. وقال الصدر، رداً على سؤال لأحد أتباعه، «نعم نحن لا نريد أن يترشح مرة ثالثة لعدة أسباب، وهي ألا يكون نصف صدام (الرئيس العراقي الراحل)، فأرجو منه أن يحفظ هيبته وأن يعطي الفرصة لأبناء العراق كما أراد هو، وألا تكون الديموقراطية باباً للتسلط مستقبلاً وأنه سعى لخدمة العراق وكفى، وأنه إن أراد الترشيح فبعد حين وليس على التوالي». وأضاف إن «دعوة التيار الصدري لمغادرة (التحالف الوطني) تفتيت لوحدة التحالف الشيعي، فهل هم أيضاً ضد الشيعة؟».
ومن المقرّر أن يعقد «التحالف الوطني» غداً الأربعاء، اجتماعاً لتحديد استمرار بقاء التيار الصدري أو انسحابه من التحالف الذي يقود الحكومة، بعد تمسك الأخير بموقفه باستجواب المالكي من قبل البرلمان.
من جهة أخرى، كشف قيادي في جبهة الحوار الوطني، بزعامة صالح المطلك، عن أن قادة «القائمة العراقية» كلفوا المطلك بمهمة التفاوض مع «ائتلاف دولة القانون» والمالكي سعياً لتنفيذ مطالب الكتل السياسية التي اجتمعت في أربيل والنجف.
وقال القيادي، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن المطلك سيؤدي دور الوسيط في هذه المرحلة، مؤكداً أن زعماء القائمة العراقية قد خوّلوه التحدث باسمهم من أجل الوقوف على مسيرة تنفيذ الإصلاحات التي فرضتها الكتل السياسية على المالكي من أجل صرف النظر عن مساعي سحب الثقة.
إلى ذلك، وفي حلقة جديدة من مسلسل العنف المتنقل في العراق، قتل 15 شخصاً وأصيب 40 بجروح، أمس، في هجوم انتحاري استهدف مجلس عزاء شيعي في بعقوبة شمالي بغداد.
(الأخبار، يو بي آي، أ ف ب)