يوماً بعد آخر، يتفاقم القلق الاسرائيلي من المتغيرات التي تشهدها المنطقة العربية عامة، ومن ضمنها الساحة السورية، وخصوصاً أن التطورات فيها مفتوحة على العديد من السيناريوهات التي تنطوي في معظمها على اخطار متفاوتة على الامن الاسرائيلي. الى جانب كونهم الطرف المتأثر، وبمعنى من المعاني، المؤثر بالاحداث التي تشهدها الساحة السورية، يؤدي بعض المسؤولين الاسرائيليين، ضباطاً وسياسيين، حاليين وسابقين، دور المعلقين في توصيف الواقع الذي آلت اليه الساحة السورية ومحاولة استشراف الآفاق المفتوحة عليها.
ضمن هذا الاطار، اعتبر رئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي السابق، اللواء احتياط غيورا ايلاند، خلال مؤتمر «أوكونوميكس» لـ«غلوبوس» ومكتب التجارة في تل أبيب والوسط، ان «بقاء الوضع على ما هو عليه الى أطول فترة ممكنة في سوريا هو الافضل بالنسبة إلى اسرائيل، وخصوصاً أن الرئيس الاسد يحارب على شرعيته امام العالم». وفيما يبدو أن كلام ايلاند يأتي في ظل انسداد الافاق امام امكانية تطبيق النموذج اليمني في سوريا، وتدخل خارجي يؤدي الى حسم سريع وبلورة نظام بديل حليف الغرب، وبالتالي انحسار الخيارات البديلة، بحسب ايلاند، بـ«صعود نظام اسلامي متطرف... وتفكك سوريا بشكل كامل» الامر الذي سيؤدي الى تصعيد في العالم العربي والشرق الاوسط.
الى ذلك، اكد ضابط اسرائيلي رفيع المستوى، لوكالة رويترز، أن العالم ينزلق مرة اخرى الى حرب باردة بفعل «دعم روسيا والصين للرئيس (السوري بشار) الاسد»، معتبراً ان أحداث العالم ليست استعراضاً يقدمه طرف واحد. ولفت الى امكانية تفكك سوريا الى جزئين او ثلاثة اجزاء مع تداعيات بشأن سوريا، محذراً من انها قد تنقسم الى جزئين او ثلاثة اجزاء متحاربة مع تداعيات لا يمكن التنبؤ بها في الشرق الاوسط. ووصف الضابط الاسرائيلي ما يجري في سوريا بأنه «بالفعل حرب اقليمية بالوكالة»، وأنه ليس امام الاسد خيار، وهو «يعلم بأن الاقلية العلوية التي ينتمي اليها ستتعرض للذبح»، مضيفاً «اننا نعلم جميعاً نهاية القصة فقط، ولكننا لا نعرف فصولها». وفي الوقت الذي اكد فيه الضابط على ان الاسد يحظى بدعم ايران وحزب الله، تساءل عمن سيحل بدل الاسد، «هل سيكون كل هؤلاء الذين يحملون لقب دكتور في اوروبا، أم سيكون تنظيم القاعدة، وان السعودية تشعر بقلق بالغ» من هذا الامر. وأكد الضابط أن «كل شيء جاهز لحريق كبير لكن لا نعلم ما الذي سيثير النيران، اننا لا نعلم من الذي سيشعل عود الثقاب».