استمرت جهود الضغط الدولية على دمشق، وكان أبرزها التلويح الفرنسي بوضع خطة المبعوث الدولي كوفي أنان تحت الفصل السابع في مجلس الأمن الدولي، بالتزامن مع استمرار الانتقاد الأميركي للدور الروسي في الأزمة السوريّة. وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن بلاده ستقترح على الدول الاخرى الأعضاء في مجلس الامن أن تجعل بنود خطة أنان في سوريا «إلزامية» عبر إدراجها تحت «الفصل السابع» في ميثاق الامم المتحدة. وقال، في مؤتمر صحافي، «نعمل في هذا الاتجاه ونأمل باتخاذ هذا الإجراء سريعاً». وأضاف الوزير الفرنسي «سمعنا حتى الصين اليوم تعرب عن قلقها البالغ. ينبغي إذاً أن يتحرك مجلس الأمن بسرعة قصوى ويدرج تحت الفصل السابع بنود خطة أنان تحت طائلة عقوبات قوية جداً».
وكانت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» نقلت عن المتحدث باسم وزارة الخارجية ليو وايمين قوله إن النزاع هو في سوريا في مرحلة «حرجة»، وتأمل بكين من كل الأطراف المعنيّة أن توقف القتال وأن تعمل على حماية المدنيين الأبرياء.
من جهتها، دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون روسيا مجدداً الى وقف إمداد سوريا بالسلاح، وقالت إن البلد المضطرب «ينحدر باتجاه حرب أهلية». وأضافت أنها تدعم التعاون مع روسيا، إلا أنها أكدت على دعوتها موسكو إلى وقف شحنات السلاح الى سوريا بعد يوم من اتهامها بإرسال مروحيات قتالية الى سوريا. وأضافت كلينتون «تقول روسيا إنها تريد استعادة السلام والاستقرار. وتقول إنه ليس لديها حب خاص للأسد، وتدّعي أيضاً أن لها مصالح حيوية وعلاقات في المنطقة تريد الاستمرار في الاحتفاظ بها»، مشددةً على أن الروس يضعون كل ذلك في خطر إذا لم يتحركوا بصورة بنّاءة في الوقت الراهن.
في هذا الوقت، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن سوريا على شفا الانهيار، وإنه سيجري محادثات عاجلة مع نظيره الروسي سيرغي لافروف اليوم لضمان تنفيذ خطة السلام التي توسط فيها المبعوث الدولي كوفي أنان، إضافة إلى الاقتراح الروسي بعقد مؤتمر دولي حول الأوضاع في سوريا.
وفي موقف يعاكس الاتجاه الغربي في ما يخص الاقتراح الروسي، قال وزير الخارجية الإيطالي، جوليو تيرسي، إنه ينبغي إشراك طهران في هذه العملية بسبب وزنها في القضايا الإقليمية، لكنه أشار إلى وجود تحفّظات قوية ناجمة عن بعض مواقفها. ونقلت وكالة أنباء «آكي» الإيطالية عن تيرسي قوله، في المؤتمر الصحافي المشترك مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في روما، إن «وزن إيران في القضايا الإقليمية ينبغي أن يؤدي إلى شكل من أشكال المشاركة في العملية المتعلقة في سوريا». وذكر تيرسي أن دور روسيا بدأ يفرض نفسه الآن بصورة بناءة أكثر في الأسابيع الأخيرة، في ما يخص الأزمة السورية، مشيراً إلى وجود بوادر مشجعة في هذا المجال، وأكد عدم وجود بوادر لتدخل عسكري في سوريا حالياً.
بدوره قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، إن على كل دولة أن تؤدي دوراً بالنسبة للأزمة السورية بطريقة أو بأخرى، في إشارة إلى إيران. وأضاف أن «المجتمع الدولي يعكف حالياً على مجموعة الاتصال التي ستجتمع في وقت لاحق من هذا الشهر، وسوف تشارك فيها كل من روسيا والصين».
من جهة ثانية، رأى الأمين العام للحلف الاطلسي، اندرس فوغ راسموسن، أن تدخلاً عسكرياً أجنبياً في سوريا «لن يكون الطريق الصحيح». وأضاف «ليس هناك أي خطط حالياً» لشن عملية للحلف الاطلسي في سوريا، وأن فشل مجلس الامن الدولي في التوصل الى اتفاق لتشديد الضغط على دمشق «خطأ جسيم»، معتبراً أن في وسع روسيا أداء «دور أساسي» من أجل وقف العنف وإعادة السلام الى سوريا.
إلى ذلك، رأى السفير البابوي في سوريا، المونسنيور ماريو زيناري، أن «انحداراً نحو الجحيم قد بدأ في سوريا»، مؤكداً أن على المسيحيين أن «يضطلعوا بدور الجسر».
(رويترز، أ ف ب، يو بي آي)