نيويورك | طرحت روسيا أمام الدول الفاعلة والمؤثرة بالأزمة السورية خطة لعقد مؤتمر دولي للحل في أقرب وقت، يكون مقره في موسكو أو في جنيف. مؤتمر يرمي إلى تطبيق خطة أنان وقراري مجلس الأمن الدولي 2042 و2043 بمساعدة ومشاركة الدول النافذة المؤثرة على أطراف الصراع، الخارجية والداخلية، بما في ذلك المنظمات الدولية والإقليمية، على أن تنضم إلى المؤتمر في مراحل تحدد لاحقاً كل من الحكومة السورية والمجموعات المعارضة بعد جمعها حول خطة سلام موحدة.
وسيكون الهدف التوصل إلى حل سياسي سوري بعد مناقشة ومعالجة الجوانب المتعلقة بـ«كل مظاهر النظام السوري». «الأخبار» حصلت على عناصر الخطة الروسية، التي ستشرك دولاً كالسعودية وقطر والولايات المتحدة، فضلاً عن روسيا والصين وإيران مع الدول المتاخمة لسوريا. وسيطلب من هذه الدول التفاهم حول سوريا بما يجعلها تمارس الضغوط الفعلية على الحكومة والجماعات المعارضة وإلزامها بالتنفيذ.
يقول مشروع الخطة الأولية إن المؤتمر ينطلق من سياسة روسية ثابتة ترمي إلى بلوغ تسوية سياسية دبلوماسية تدعم خطة السلام للمبعوث الخاص كوفي أنان. وحددت موسكو أهداف المؤتمر بالآتي:
أولاً، التفاوض حول الخطوات العملية الآيلة إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وتشجيع اللاعبين الأساسيين، ممن قد يمارسون نفوذهم الفعلي على أطراف سورية مختلفة، على أن يتخذوا إجراءات صلبة لدعم خطة السلام التي قدمها أنان.
ثانياً، تقترح أن يشارك في المؤتمر كل من الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة وقطر والسعودية والأردن وإيران والعراق ولبنان وتركيا وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
ثالثاً، يكون التمثيل في المؤتمر على مستوى وزراء خارجية، ورؤساء المنظمات الإقليمية مع احتمال عقد اجتماعات تحضيرية على مستوى الخبراء.
رابعاً، يتعهد كل المشاركين في المؤتمر بممارسة كل ما لديهم من نفوذ على الأطراف السورية من الوقف الفوري للنزاع المسلح، والالتزام التام بواجباتهم في خطة كوفي أنان. ويتعهدون أيضاً بالتخلي عن أي خطاب يتناقض مع نص خطة أنان وروحها، ولا سيما في ما يتعلق بإنهاء العنف بكل أشكاله من قبل الجميع، وإيجاد مناخ مشجع لبدء الحوار الوطني بين الحكومة السورية وكل مجموعات المعارضة بغرض التفاوض حول مظاهر النظام السوري.
وهنا تشير الخطة إلى أن المشاكل التي تواجهها سوريا يجب أن يتم التعاطي معها انطلاقاً من الاتفاقات بين السوريين أنفسهم. ويتعهد جميع المشاركين بتقديم دعم عملي لجهود أنان من أجل تجميع المعارضة حول أرضية مشتركة من الاستعداد لمثل هذا الحوار، وكذلك بدعم بعثة «اليونسميس» وبوقف أي محاولات للتشكيك في ولايتها. كما يتعهدون بالامتناع عن وضع أي حدود، باستثناء ما له علاقة بالأسباب الأمنية، حول نشاطات وسائل الإعلام العامة التي تركز على الوضع في سوريا.
خامساً، في المرحلة الأولى ينبغي أن يقوي المؤتمر المقترح قدرات اللاعبين الخارجيين من أجل التسوية للأزمة السورية.
وفي حال النجاح، تعقد اجتماعات المؤتمر من أجل التفاوض حول الأوجه المختلفة للتسوية بسبل ملموسة أكثر. وفي مراحل مختلفة من الممكن أن تنضم إلى المؤتمر الأطراف السورية، بما في ذلك الحكومة والمعارضة، متحدين حول أرضية مشتركة من الاستعداد لإجراء حوار سياسي.
سادساً، يكون مكان المؤتمر موسكو أو جنيف. وأكدت موسكو رغبتها في أن يعقد المؤتمر في أقرب وقت ممكن.
حتى الآن، ليس هناك من تجاوب أميركي إيجابي مع هذه الخطة أو حتى مع فكرة أنان لتكوين مجموعة اتصال دولية تضم اللاعبين الرئيسيين من الخارج لحل الأزمة السورية. وأهم ما صدر في هذا الخصوص كان على لسان سوزان رايس، مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة يوم الخميس الفائت بعد اجتماعات مغلقة عقدتها مع مختلف الأطراف، بما في ذلك روسيا وكوفي أنان وبان كي مون ونبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، حيث اشترطت وقف العنف من جانب القوات الحكومية أولاً قبل النظر في أية خطط ومؤتمرات. ورفضت بعد اليوم السوري الطويل من أمام مجلس الأمن مشاركة دول مثل إيران في مجموعة الاتصال. وشككت في جدوى المؤتمرات والمجموعات طالما أن «الظروف غير ناضجة» حسب تعبيرها.
بدوره، أعرب المجلس الوطني السوري، السبت في اسطنبول، عن شكوكه حيال الاقتراح الروسي تنظيم مؤتمر حول سوريا بمشاركة إيران.