حذّر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، السبت، من تداعيات الأزمة السورية على الوضع في العالم. ونقلت وسائل إعلام روسية عن لافروف قوله في مؤتمر صحافي إن مستقبل العالم يتوقف في جانب كبير منه على «كيف تحل الأزمة السورية»، موضحاً أن ذلك سيقرر ما إذا كان العالم سيعتمد على ميثاق الأمم المتحدة أو يقع تحت سيطرة من هو الأقوى. وأشار لافروف الى أن «ممولي المجموعات المسلحة غير المشروعة» هم أيضاً مسؤولون عما يجري في سوريا، وليس فقط الحكومة السورية.بدوره شبّه وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، أمس، الوضع في سوريا بوضع البوسنة في التسعينيات ورفض استبعاد تدخل عسكري فيها. وصرح هيغ، لشبكة سكاي نيوز، «لا نعرف كيف ستتطور الأمور. سوريا على شفير انهيار أو حرب أهلية طائفية، وبالتالي لا أعتقد أن بإمكاننا استبعاد أي شيء كان». وأضاف «لكن ذلك لا يشبه الوضع في ليبيا العام الماضي، حيث قمنا بتدخل ناجح لإنقاذ الناس من القتل».
وقال وزير الخارجية البريطاني إن سوريا «تشبه أكثر البوسنة في التسعينيات لأنها على شفير حرب أهلية طائفية، حيث تتبادل قرى مجاورة الهجوم وتتقاتل في ما بينها»، في إشارة الى حرب البوسنة والهرسك بين 1992 و1995. ورد هيغ على تصريحات موسكو التي قالت، وهي تبدي معارضتها لاستخدام القوة ضد دمشق، إن روسيا ستدعم «بسرور» تنحي الرئيس السوري بشار الأسد «إذا توافق السوريون أنفسهم على هذا الأمر». وأعلن هيغ «هذا بالتحديد ما نريده. لكن لا يمكنهم أن يقرروا مستقبلهم إذا كانوا يتقاتلون، وإذا كانت جثثهم تحترق، وإذا جرى قتل المراقبين».
من جهته، اتهم نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شاؤول موفاز الرئيس السوري بشار الأسد بارتكاب إبادة جماعية. كما انتقد موفاز روسيا لتسليحها دمشق، وكرر مطالب اسرائيل بالتدخل العسكري الدولي لإطاحة الأسد، على غرار ما حدث من تدخل العام الماضي في ليبيا لإطاحة الزعيم الراحل معمر القذافي.
وأدان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، امس، خلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته «المجازر ضد المدنيين» في سوريا، بحسب بيان صادر عن مكتبه. وتجنب نتنياهو أن يدعو صراحة إلى التدخل العسكري في سوريا، على غرار ما فعل موفاز. وصرح لصحيفة «بيلد» في الأسبوع الماضي بأن «هذا قرار تتخذه القوى الكبرى التي تتحدث عنه الآن. كلما قلّت تصريحاتي كرئيس لوزراء اسرائيل كان ذلك أفضل. من جهته، دعا الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز في مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية العامة، الأحد، الأسرة الدولية الى مضاعفة جهودها لحقن الدماء في سوريا، وعبر عن دعمه للمتمردين.
وفي فرنسا، أفاد مصدر في الشرطة الفرنسية بأن 18 شخصاً أوقفوا السبت بعد «تجاوزات» إثر محاولة متظاهرين اقتحام مبنى السفارة السورية في باريس. وأوضح المصدر أن ثلاثة أشخاص «نجحوا في الدخول الى حرم» السفارة «قبل أن يتم إبعادهم من جانب الموظفين». وقال كزافييه رينو، وهو أحد الذين تم التحقيق معهم «لقد توجهوا الى سفارة سوريا في باريس» بهدف «احتلالها احتجاجاً على الوضع والمجازر الأخيرة للأبرياء».
وأفادت صحيفة القبس الكويتية أمس بأن العشرات من المواطنين الكويتيين يقاتلون على الاراضي السورية الى جانب الجيش السوري الحر بهدف «الجهاد»، وذلك استناداً الى شهادات أقارب هؤلاء. وذكرت الصحيفة ان «عشرات المواطنين عبروا الحدود التركية الى سوريا بقصد الجهاد الى جانب الجيش السوري الحر ضد قوات النظام السوري». ونقلت الصحيفة عن أقارب لهؤلاء المقاتلين قولهم إنهم «على تواصل معهم» وإن «هناك مجموعات كبيرة من السعودية والجزائر وباكستان تنظم معاً صفوفها للدخول في القتال». وذكرت الصحيفة أنه تم توزيع هويات سورية على المقاتلين «خشية الوقوع في الأسر» وتركوا أوراقهم الكويتية في مكاتب الارتباط التابعة للجيش الحر على الحدود التركية. وبحسب ما أفاد أقارب المقاتلين، فقد رفض الجيش السوري الحر مشاركة عدد من الشباب الكويتي في القتال «بسبب صغر سنهم، اذ ان اعمارهم لم تتعدّ الـ 18 عاماً، وإن هؤلاء عادوا مؤخراً الى الكويت».
(يو بي آي، رويترز، ا ف ب)