القاهرة | لم يجن المصريون من ثورتهم سوى الفوضى التي بشّرهم بها المخلوع حسني مبارك ليحذرهم من الانقلاب عليه. فرغم أن انتخابات مجلسي الشعب والشورى، التي جاءت ببرلمان أغلبيته إسلامية، تعدّ النتيجة الوحيدة لقيام ثورة «25 يناير» حتى الآن، فإن البرلمان معرّض للحل بحكم المحكمة الدستورية العليا الذي ينتظره الجميع يوم الخميس المقبل. فمن المتوقع أن تصدر المحكمة حكماً بعدم دستورية قانون انتخابات مجلسي الشعب والشورى، وهو ما يترتب عليه حتمية حل البرلمان. ومن المقرر أن تصدر حكماً آخر بعدم دستورية قانون العزل السياسي. وهو الأمر الذي من شأنه التأكيد على أحقية المرشح أحمد شفيق في خوض جولة الإعادة المقررة يومي السبت والأحد المقبلين في مواجهة مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي. القانونيون أكدوا أنه في حال استمرار شفيق في الانتخابات الرئاسية، فستحسم الانتخابات لمصلحته. وهو ما من شأنه حسب الخبراء عودة مصر الى نظام مبارك من جديد. واستشهدوا بأحكام القضاء الأخيرة، ومواقف النائب العام المصري المحسوب على نظام مبارك، عبد المجيد محمود، ولا سيما أن الأخير بدأ التحقيق أمس في عدة بلاغات تتهم الإخوان المسلمين بقتل المتظاهرين في موقعة الجمل. وتتهم البلاغات الجماعة باستئجار قناصة من كتائب القسام التابعة لحركة «حماس» الفلسطينية لمساعدتها في السيطرة على ميدان التحرير، لتلاحق قضية موقعة الجمل الجماعة ومرشحها، شأنه شأن شفيق المعروف برئيس وزراء معركة الجمل. ومن المقرر أن تستمع محكمة الجنايات غداً لأقوال شفيق كـ«شاهد» في تلك القضية إلى جانب قائد المنطقة المركزية وعضو المجلس العسكري لحماية المتظاهرين من القتل، اللواء حسن الرويني. وهو الأمر الذي رفضه محامو ضحايا أحداث موقعة الجمل، وطالبوا المحكمة بضرورة معاملة شفيق كمتهم رئيسي في القضية.
في هذه الأثناء، واصل مرشحا الرئاسة دعاياتهما الانتخابية، فأكدت حملة مرسي تفوّق الأخير في تصويت المصريين في الخارج في جولة الإعادة أمام منافسه الفريق أحمد شفيق في 16 دولة. وهو ما ردّ عليه شفيق، خلال مؤتمر صحافي عقده أمس، باتهام الجماعة بمحاولة إفساد الانتخابات والاتجار بالدين، فيما حسم المرشح الخاسر عبد المنعم أبو الفتوح موقفه من جولة الإعادة، وأعلن تأييد مرسي، في الوقت الذي عقدت حركة «مبطلون» مؤتمراً صحافياً بعنوان «أسقطوا شرعيتهم وأبطلوا أصواتكم»، وأكدت خلاله أن غالبية الشعب المصري الرافض لآلية انتخابات الرئاسة تحت حكم العسكر ستقوم بإبطال أصواتها في جولة الإعادة.
من جهةٍ ثانية، يضع مجلس الشعب اليوم اللمسات الأخيرة على قانون انتخاب أعضاء الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور الجديد. ومن المقرر أن يقوم الأعضاء المنتخبون في البرلمان بغرفتيه شعب وشورى، غداً، بانتخاب أعضاء الجمعية التأسيسية للدستور للمرة الثانية.
إلى ذلك، واصلت الحالة الصحية للرئيس المخلوع تدهورها، فترددت كثير من الأنباء عن وفاته، إلاّ أن مصادر وزارة الداخلية نقت الأمر، لكنها أكدت أن حالة مبارك الصحية حرجة.