قال زعيم قائمة «العراقية البيضاء» حسن العلوي الذي احتضن منزله في أربيل غالبية اجتماعات القيادات الهادفة إلى إسقاط رئيس الوزراء نوري المالكي، إنه كان من أبرز الداعين إلى عقد جلسة لحجب الثقة عن الحكومة، «لكنه اليوم يرفض جلسة كهذه، سيتعرض في خلالها رئيس البرلمان لاعتداء، وسينقسم المجتمعون فريقين يتضاربون بالكراسي والسكاكين، ما سيكشف عورة البرلمان التي أريد أن أسترها».
وأضاف «أتفق مع الرئيس (جلال الطالباني) على أنه يجب عدم الذهاب بخطوة أبعد من جمع التواقيع»، مشيراً إلى أن «أي حكومة مقبلة ستكون من الطبقة السياسية نفسها، وستضم وزراء ما كانوا يحلمون بإيجاد وظيفة، لكنهم يصبحون فجأة في أعلى المراتب القيادية لمجرد أنهم ينتمون إلى جهة سياسية معينة».
ويعبّر العلوي عن تعاطفه مع الطالباني «الذي تترتب عليه أمور ربما خارج ما يترتّب على الرئيس العادي. فهو، إلى جانبي، آخر من بقي في الحياة السياسية من جيل الحركة الوطنية، وهو يواجه استحقاقين: استحقاق دستوري والمقصود حملة تواقيع النواب، وآخر وطني» له علاقة بضمان استقرار البلد.
أما رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني، فيرى العلوي أنه مصرّ على سحب الثقة من الحكومة. ويضيف «يمكن المالكي بقليل من الدهاء رأب الصدع مع البرزاني الذي ينتمي إلى سلالة من الأمراء في التاريخ الكردي. أما أن يجري التطاول عليه شخصياً، فهذه مشكلة لا يمكن أن يقبلها». ويتابع «يجب أن يعلم الطرفان أن التحالف الكردي الشيعي هو الذي جعل نوري المالكي رئيساً للوزراء ومسعود البرزاني رئيساً لإقليم كردستان. إذا ما انفرط هذا التحالف، فلن يبقى هذا على رأس الحكومة ولن يبقى ذاك على رأس الإقليم».
ويتابع العلوي أن رئيس البرلمان أسامة النجيفي «لطالما كان مديراً جيداً لجلسات البرلمان. لم ينحز يوماً لأي جهة. مشكلته الآن أنه جعل نفسه طرفاً. لكنه في النهاية جزء من بيئة لها مطالبها، ومن مصلحتها توريط الشيعة في صراع داخلي من أجل إقامة الإقليم السنّي». ويؤكد العلوي أن جزءاً أساسياً من مطلب تغيير المالكي تركي، مستشهداً بأن رئيس الحكومة التركية رجب طيب «أردوغان كان أول من تجرّأ على المطالبة بإسقاط المالكي، ولذلك أنا لا أبرّئ الأتراك الذين يحكمهم حلم إقامة الدولة العثمانية الجديدة». في الوقت نفسه، يقول العلوي إن إيران التي «حرّكها حلم إقامة الدولة الإسلامية، والتي لا توافق على تغيير المالكي، تريد من العراق أن يسير وفقاً للخطوط التي ترسمها».
ويختم العلوي حديثه بالتأكيد أن «الخوف الآن هو أننا مقبلون على حرب شيعية شيعية بين التيار الصدري من جهة وبين القوات الحكومية وعصائب أهل الحق من جهة ثانية»، مشيراً إلى أن «الصراع الشيعي الشيعي وصراع الطبقة السياسية يسهّلان تسلل المنتفعين من الدول الإقليمية لتتدخل وتفجّر الوضع». ودعا إلى «اتخاذ تدابير غير عادية لحماية السيد علي السيستاني الذي أعلن خوفي على حياته، بينها منع الزيارات» للعتبات المقدسة «مؤقتاً».
إلى ذلك، أعلنت وزارة العدل العراقية أنه جرى تنفيذ حكم الإعدام بالسكرتير الخاص لصدام حسين، عبد حمود، أحد أبرز رجالات النظام السابق.
(الأخبار)