استفاقت سوريا، أمس، على أنباء مجزرة جديدة وقعت في ريف حماة، أعلن عن وقوعها المجلس الوطني السوري المعارض في بيانات متلاحقة، لكن السلطات السورية نفت الأنباء عن سقوط عشرات القتلى في هذه المجزرة، مؤكدة أن ما حصل في القبير بوسط البلاد هو «جريمة ارتكبها الإرهابيون وراح ضحيتها 9 من النساء والأطفال». وأظهرت لقطات مصورة، قال نشطاء انها التقطت في مزرعة القبير، عشر جثث على الأقل لنساء وأطفال ملفوفة في ملاءات ملونة او أكفان بيضاء وأشلاء من جثث محترقة. وقال مصدر رسمي سوري إن «مجموعة إرهابية مسلحة قامت صباح أول من أمس بارتكاب جريمة مروعة في قرية القبير، ذهب ضحيتها تسعة مواطنين من النساء والأطفال». وأضاف إنه «بعد وقوع الجريمة، ناشد أهالي المزرعة السلطات المعنية بالمحافظة التدخل لحمايتهم ووقف جرائم الإرهابيين، فتوجهت الجهات المختصة إلى المزرعة المذكورة وداهمت وكر المجموعة الإرهابية واشتبكت معها، ما أدى إلى مقتل أفراد المجموعة ومصادرة أسلحتهم وشملت قواذف ار بي جي ورشاشات وقنابل يدوية». وقال المصدر ان «الاشتباك اسفر عن استشهاد عنصرين من الجهات المختصة وإصابة خمسة آخرين».
وخرج مراقبون تابعون للأمم المتحدة متمركزون في حماة باتجاه مزرعة القبير. وقالت سوزان غوشة، المتحدثة باسم المراقبين، «أرسلنا فريقاً يحاول دخول المكان»، إلا أنهم اضطروا إلى العودة أدراجهم اثر تعرضهم لإطلاق نار. ومساءً، اعلنت غوشة ان المراقبين سيحاولون مجدداً اليوم الوصول الى قرية القبير.
وكان رئيس بعثة المراقبين الدوليين «اليونسميس»، الجنرال روبرت مود، قد قال في بيان أمس إن وفد المراقبين لم يتمكن بعد من الدخول الى مزرعة القبير. ولفت مود الى ان «عدة عوامل عرقلت وفد المراقبين الدوليين من الوصول الى مزرعة القبير من اجل التحقق من تقارير عن عمليات قتل واسعة النطاق في القرية»، مشيرا الى ان «المراقبين لم يتمكنوا حتى الآن من الوصول إلى القرية ويجري توقيفهم عند حواجز تابعة للجيش السوري، وفي بعض الأحيان يعودون أدراجهم. ويجري توقيف بعض دورياتنا من قبل المدنيين في المنطقة». وفي نيويورك، اعلن الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون ان مراقبي الأمم المتحدة تعرضوا «لاطلاق نار من اسلحة خفيفة» اثناء توجههم الى موقع المجزرة.
إلا أن مصدراً رسمياً نفى منع مراقبي الامم المتحدة من الدخول الى مزرعة القبير، مؤكداً ان هناك تسهيلات كاملة للمراقبين بحرية التحرك والانتقال الى اي مكان يختارونه.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل 55 شخصاً على الاقل الاربعاء في مجزرة القبير، معظمهم من عائلة واحدة. وقال المرصد ان «العدد الموثق لدينا بالأسماء حتى الآن (لضحايا مجزرة القبير) هو 49 شخصاً، غالبيتهم من آل اليتيم»، مشيراً الى ان من بين القتلى «18 امرأة وطفلاً»، لافتاً الى ان ستة قتلى سقطوا كذلك في قرية جريجس بالقرب من القبير.
وكان المجلس الوطني السوري قد أعلن ان ثمانين مدنياً، بينهم 22 طفلاً و20 امرأة، قتلوا، داعياً «الجيش السوري الحر الى تصعيد هجماته العسكرية من اجل فك الحصار عن التجمعات السكانية المحاصرة وحماية السوريين في مختلف انحاء البلاد». من جهته أفاد الناشط احمد الاحمد من ريف حماة، بأن الناشطين «وثقوا بالأسماء مقتل 78 شخصاً نتيجة مجزرة القبير». وأضاف ان الناشطين لم يتمكنوا من دخول بعض الأحياء بسبب وجود الجيش النظامي فيها.
ميدانياً، تواصلت اعمال العنف امس في سوريا، حيث قتل 15 شخصاً على الأقل بحسب المرصد. وقتل ستة مدنيين بينهم طفلة في محافظة حمص، فيما قتل في محافظة حلب مدنيان، واغتيل قاض عسكري بمدينة درعا ومساعد أول في القوات النظامية اثر اطلاق الرصاص عليهما امام المحكمة.
وفي دمشق وريفها، قتل مدنيان، وترافق ذلك مع تحليق طائرات حوامة في سماء المنطقة، بالاضافة الى اصوات انفجارات في مدينة دوما.
وبحسب وكالة الأنباء الرسمية السورية، احبطت السلطات السورية فجر الخميس محاولة «تفجير انتحاري» لسيارة مفخخة بكمية كبيرة من المتفجرات تقدر بـ 700 كلغ في ريف درعا. وفي هذه المحافظة أيضاً، قالت الوكالة ان «انتحارياً اقدم على تفجير نفسه بسيارة محملة بمادة الحمص الأخضر ومفخخة بكمية من المتفجرات بالقرب من قوات حفظ النظام في المدخل الغربي لمدينة الحراك»، ما ادى الى اصابة احد عناصر حفظ الأمن.
(سانا، رويترز، ا ف ب، يو بي آي)