اكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بكين أمس، ان روسيا والصين ستعززان تحالفهما الاساسي، لا سيما في اطار الامم المتحدة حيث تعارض القوتان مساعي الدول الغربية في مجلس الامن للتدخل العسكري في سوريا. وفي اليوم الاول لزيارة الدولة التي بدأها بوتين الى الصين وتستمر حتى يوم الخميس، استقبل بوتين من قبل نظيره الصيني هو جينتاو في قصر الشعب الكبير في العاصمة الصينية. وعبر الرئيس الروسي عن ارتياحه «لأن مصالح بلدينا تتوافق في العديد من الميادين الهامة»، فيما يتوقع ان ينسق الزعيمان مواقفهما بشأن الوضع في سوريا والبرنامج النووي الايراني.
وسيشارك الرئيس الروسي الاربعاء والخميس في قمة منظمة تعاون شنغهاي التي تعتبر كتلة موازية للنفوذ الاميركي في آسيا الوسطى. وبعد رفض بوتين المشاركة في قمة مجموعة الثماني في اواسط ايار وفي قمة الحلف الاطلسي في الولايات المتحدة، فإن مشاركته في قمة منظمة شنغهاي للتعاون ترتدي طابعاً رمزياً.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو ويمين «حول المسألة السورية، ما زالت الصين وروسيا على اتصال وتنسيق وثيقين سواء في نيويورك (الامم المتحدة) او في موسكو وبكين».
من جهتها، دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون روسيا والصين، الى «المساهمة في حل» للنزاع في سوريا. وقالت «نعتقد أن هناك طريقا يجب سلوكه ونحن مستعدون لذلك. ندعو الروس والصينيين الى المساهمة في الحل».
وأشاد الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز بروسيا لموقفها من الصراع في سوريا، واتهم الجامعة العربية بالانحياز الى «الامبراطورية» الاميركية في هذا الصراع والحرب في ليبيا العام الماضي.
بدوره، اعلن وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في ختام اجتماع المجلس الوزاري للدول الخليجية في جدة امس، ان الوقت حان لكي «ينتقل الروس من تأييد النظام السوري الى وقف القتال وانتقال السلطة سلميا». واضاف خلال مؤتمر صحافي ان تغيير موقف موسكو «سيحفظ لها مصالحها في سوريا والعالم العربي». وتابع «نأمل ان تعيد تقييمها لسياستها في المنطقة وخصوصاً تجاه سوريا، فهي تخطئ مع التيار الشعبي السوري (...) والا فإنها ستفقد الشيء الكثير على الساحة العربية». واعتبر أن «موقفها في مجلس الامن لا مبرر له»، في اشارة الى لجوء موسكو الى حق النقض مرتين لافشال قرارات من شأنها ادانة النظام في سوريا.
من جهة ثانية، برز تباين في مواقف نائبي وزير الخارجية الروسي، إذ اعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ان روسيا لا تعتبر بقاء الرئيس السوري بشار الاسد في السلطة شرطاً مسبقا لتسوية النزاع في سوريا، وقال لوكالة ايتار تاس، غداة لقائه الموفد الدولي كوفي انان في جنيف، «لم نقل بتاتاً، او لم نفرض شرطاً أن الاسد يجب ان يبقى بالضرورة في السلطة عند انتهاء العملية السياسية» في سوريا.
بدوره، نفى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف صحة تقارير تحدثت عن أن روسيا تتباحث مع الولايات المتحدة بشأن تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، فيما يتوجه وفد من وزارة الخارجية الأميركية الى موسكو هذا الأسبوع لمناقشة الأزمة في سوريا.
إلى ذلك، اعلن المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني أن الولايات المتحدة تركز حاليا على «الإعداد للانتقال السياسي في سوريا».
وفي السياق نفسه، قال الفيصل رداً على سؤال حول خطة انان «لقد بدأنا نفقد الامل في الوصول الى حل عن طريق مبادرة انان (...) واذا لم يتخذ مجلس الامن الدولي قراراً بموجب الفصل السابع فلن يتم تطبيقها».
(يو بي آي، رويترز، ا ف ب)