فيما تعمل القوى السياسية على تشديد الخناق على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وإيجاد المخارج للأزمة السياسية التي تعيشها البلاد، جاء استهداف مقر الوقف الشيعي في بغداد أمس، ليزيد من الدعوات إلى «وأد الفتنة» وتجنّب اندلاع «حرب أهلية». وأدى الهجوم الانتحاري الذي استهدف مقر الوقف الشيعي في منطقة باب المعظم إلى مقتل 22 شخصاً على الاقل وإصابة العشرات بجروح مختلفة. وقال مصدر في وزارة الداخلية إن «انتحارياً يقود سيارة مفخخة فجر نفسه أمام مقر الوقف عند الساعة 11,00 صباحاً».
وفي رد على الاستهداف، دعا ديوان الوقف الشيعي، الشارع العراقي، وخصوصاً أبناء الطائفة، إلى «وأد الفتنة» لمنع مخطط إشعال «حرب اهلية» في البلاد، رافضاً اتهام جهة محددة بالقيام بالهجوم. وأكد نائب رئيس الوقف الشيعي، الشيخ سامي المسعودي، أن «الشارع الشيعي ملتزم توصيات المرجعية الدينية في النجف ولن ينجرّ إلى الفتنة»، داعياً مجلس القضاء الأعلى ووزارة الداخلية إلى مكافحة الإرهاب ومحاسبة كل من يسبب إراقة الدم العراقي وتأزيم الوضع.
ولاقى التفجير سلسلة ردود فعل منددة، فدعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى «التحلي باليقظة ونبذ الطائفية» و«التمسك بالوحدة الوطنية»، مؤكداً أن «هذه الجرائم البشعة ستفشل في زرع الفتنة الطائفية»، بينما رأى رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي أن «هذه الأفعال الإجرامية البشعة وغير الأخلاقية تهدف إلى خلق الفتنة».
بدوره، ندّد ديوان الوقف السني بالتفجير وأعلن وقوفه ومساندته لإخوانه في الوقف الشيعي. ورأى، في بيان أمس، أن من قام بالهجوم هدف إلى خلق فتنة طائفية في البلاد «ليتمكن من الاستمرار في تدمير البلد وسرقة ثرواته والانتفاع من تصارع أبنائه، لكننا لن نسمح له بتحقيق أحلامه». في موازاة ذلك، كشف المتحدث باسم الوقف السني، فارس المهداوي، أن مقر الوقف في شمال بغداد استهدف «بقذيفة أو قذيفتين» عقب الهجوم.
بدورها، اتهمت جماعة علماء العراق تنظيم «القاعدة» بالوقوف خلف الهجوم، بعدما رأت أنه «استغل الظروف السياسية الحالية، ودخل على خط الخلاف الحاصل بين الوقفين (السني والشيعي)».
وفي السياق، أعلن النائب عن كتلة الأحرار النيابية التابعة للتيار الصدري، محمد رضا الخفاجي، أن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن سيقوم اليوم الثلاثاء بزيارة رسمية للعراق، قال إنها «تستهدف إشعال الفتنة الطائفية في البلاد وتنفيذ مشروعه المتمثل بتقسيم العراق إلى أقاليم». وطالب الكتل السياسية بمقاطعة بايدن خلال زيارته المرتقبة.
وفي موقف تصعيدي للحملة المطالبة بإقالة رئيس الوزراء نوري المالكي، طالبت المتحدثة باسم القائمة العراقية، بزعامة أياد علاوي، ميسون الدملوجي، أمس، التحالف الوطني بإيجاد بديل للمالكي في أسرع وقت ممكن، ورأت أن ذلك سيجنب البلاد المزيد من الأزمات والفتنة. بدوره، جدد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر دعوته للمالكي إلى تقديم استقالته «من أجل الشعب والشركاء».
(الأخبار، يو بي آي، أ ف ب)