بدأ 587 ألف مصري في الخارج، أمس، الإدلاء بأصواتهم في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، وسط حيرة في الاختيار بين رئيس مجلس الوزراء السابق الفريق أحمد شفيق، ومرشّح حزب «الحرية والعدالة» الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي. وأكد العديد من المصريين المغتربين، الذين سيواصلون التصويت حتى يوم السبت المقبل، أن أياً من المرشحين لا يمثل أفكارهم ولا يعبر عن تطلعاتهم، ما جعلهم مضطرين إلى الاختيار على أساس «أخف الضررين». وأوضح خالد السويفي، المقيم في السعودية حيث يحق لـ 262 ألفاً التصويت، أنه سينتخب مرسي، رغم اختلافه مع الإخوان، مضيفاً «في حالة المقاطعة، سنعطي فرصة لعودة النظام القديم متمثلاً بشفيق، والثورة لم تقم من أجل تولي شفيق الرئاسة».
وفي الكويت، التي احتلت المرتبة الثانية من حيث عدد المصريين الذين يحق لهم التصويت بوجود 119 ألف ناخب، قال أشرف شهاب، إنه سيعطي صوته لمرسي من باب «أخف الضررين». لكن هاني محمد موسى، الذي يعمل في العاصمة الإماراتية، رأى «أن أحمد شفيق سيكون المناسب أكثر لمصر في المرحلة الحالية». وأضاف «هذا رجل لديه فكر اقتصادي وخبرة سياسية، ويجمع بين الحياة المدنية والعسكرية». وأشار إلى أن «جماعة الإخوان طامعون في الكراسي (السلطة) ويتظاهرون بالدين، فيما كلامهم متناقض جداً».
أما ماهي سمير، المقيمة في أبوظبي، فبدت أكثر حذراً. وقالت «ليس أمامي سوى مرشح الحرية والعدالة لقطع ذيل النظام السابق. لكنني لن أنتخبه إلا في حالة واحدة إذا أُعلنت ضمانات موثقة بعدم سيطرة الإخوان المسلمين على جميع السلطات». وأضافت «أعتقد أنني سأبطل صوتي إذا لم يحدث ذلك».
من جهته، فضل هيثم النبوي، الذي يعمل في أحد البنوك الإماراتية، العودة إلى الاحتجاج في ميدان التحرير، بدلاً من اختيار أي من المرشحين في جولة الإعادة.
لكن أسامة عبيد وهو مترجم يعمل في العاصمة القطرية، يرى أن مقاطعة التصويت لن تكون سبيلاً ناجحاً ما لم يكن هناك إجماع شعبي عليها. وأضاف «سأعطي صوتي لمرشح الإخوان، لا لأنه يمثلني ولكن لأني لا أملك سوى خيارين».
أما خالد يونس، الذي يدرس الدكتوراه في جامعة لايدن بهولندا، فيقول «لا أزال متفائلاً. منحت صوتي لأبو الفتوح في الجولة الأولى، وفي الجولة الثانية سأصوت لمرسي بالطبع، لا لاقتناعي الكامل به ولكن لعدم ثقتي بشفيق». وأضاف «أرى أنه يجب منح الإخوان فرصة لإثبات أنهم ليسوا شياطين كما تصورهم وسائل الإعلام حالياً».
لكن إبراهيم ساويرس قال من هولندا إنه سيمنح صوته لشفيق، على الرغم من عدم تأييده له. ولفت إلى أنه «لا يستطيع بأي حال دعم الإخوان لاختلافه الشديد مع أفكارهم». بدورها، قالت سونيا رياض، من الولايات المتحدة، إنها ستمنح صوتها لشفيق، مضيفةً: «جربنا الإخوان في البرلمان وأثبتوا فشلهم»، فيما تقول سيمونا عفيفي التي تقيم في كاليفورنيا إنها ستمنح صوتها لمرسي كأحد السبل التي قد تساهم في عدم فوز شفيق الذي ترى أن انتخابه «خيانة لدماء الشهداء وبمثابة التصويت لمبارك مرة أخرى».
(رويترز، يو بي آي)