اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أمس، الرئيس السوري بشار الأسد بالتصرف بـ«استبداد»، معتبراً أن مقاربته لن تخدم السلام. وقال أردوغان، في تصريح متلفز، «حتى الآن لم أره يطبّق الاصلاحات بتفهّم ديموقراطي، لا يزال يتعامل مع المشكلات بمنطق استبدادي ومقاربة استبدادية». وأضاف «أعتقد أنه سيكون من الصعب جداً إرساء السلام في سوريا ما دام هذا الموقف سائداً». وتأتي تصريحات أردوغان بعدما وصف الأسد الانتخابات التشريعية في سوريا بأنها رد «على المجرمين والذين يموّلونهم»، في خطاب ألقاه أمس أمام مجلس الشعب. وقال أردوغان إنّ هذه الانتخابات «لا يمكن اعتبارها عادلة في الانظمة البرلمانية في العالم الحديث»، لافتاً إلى مقاطعة المعارضة السورية لها.
بدوره، أعلن مسؤول أميركي توافق وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرغي لافروف على ضرورة العمل معاً في شأن الأزمة السورية. وقال المسؤول إنّ كلينتون أبلغت لافروف، خلال اتصال هاتفي، أنّ «علينا أن نبدأ بالعمل معاً لمساعدة السوريين في استراتيجيا الانتقال السياسي لسوريا، وأريد أن يعمل مسؤولونا معاً بشأن أفكار في موسكو وأوروبا وواشنطن وفي كل مكان يكون ضرورياً بالنسبة إلينا».
من ناحيته، حذّر المبعوث الدولي ـــ العربي كوفي أنان، في الاجتماع الوزاري العربي الذي عقد في الدوحة، من اندلاع حرب طائفية شاملة جرّاء العنف في سوريا، محمّلاً النظام المسؤولية الاولى عن وقف العنف. وقال إن الازمة السورية بلغت «نقطة التحول»، مشيراً الى أن اللاعبين الرئيسيين في المجتمع الدولي متفقون على عدم إمكان بقاء الوضع الراهن في سوريا على حاله. وأشار الى أن للأزمة السورية «تداعيات إقليمية» على شكل توترات وحوادث عبر الحدود، وعمليات خطف لمواطنين وأجانب، وتهجير سوريين الى دول مجاورة.
من ناحيته، قال عضو المكتب التنفيذي في «المجلس الوطني السوري» المعارض، سمير نشار، لوكالة «فرانس برس»، إن «خطاب الأسد هو إعلان لاستمرار الحل الدموي، وقمع الثورة بأي ثمن». وأضاف أن الأسد «يحاول إخماد الثورة بغض النظر عن تداعيات هذا القمع على المجتمع السوري»، معتبراً أن خطابه، أمام مجلس الشعب، مشابه «لخطاب الانظمة الاستبدادية العربية الاخرى التي سقطت في المنطقة وهي تردد نظرية المؤامرة الخارجية ولا تعترف بأنّ هناك أزمة داخلية وثورة وشعوباً تطالب بالحرية والديموقراطية». وأبدى نشار قلقه من «إشارة الاسد دائماً الى التقسيم والفتنة الطائفية في ظلّ عمل نظامه باستمرار على الدفع في هذا الاتجاه».
من ناحية أخرى، يبدأ وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيلي، اليوم، جولة في الشرق الاوسط، «يجري خلالها مباحثات في إطار السعي الى تسوية تضع حداً للنزاع الدائر في سوريا»، كما صرحت المتحدثة باسم الخارجية الالمانية. وتبدأ جولة فيسترفيلي في تركيا، وتشمل أيضاً لبنان وقطر والامارات. ولفت الوزير الألماني، في حديث إلى صحيفة «بيلد ام سونتاغ»، إلى أن «علينا العمل على تفادي حريق يمكن أن يشعل المنطقة بأسرها». وقال «نظراً إلى خطورة الوضع وتعقده في سوريا، لا ينبغي أن نثير توقعات غير مناسبة بادّعاء القدرة على إيجاد تسوية سريعة من خلال تدخل عسكري».
في سياق آخر، جمّدت سويسرا مبلغ 20 مليون فرنك سويسري (16,6 مليون يورو) يعود إلى مقربين من الرئيس السوري بشار الاسد، بحسب ما قالت متحدثة باسم السلطات السويسرية لصحيفة «ان زد زد ام سونتاغ». وقالت المتحدثة باسم أمانة الدولة للشؤون الاقتصادية، ماري افيت، رداً على سؤال للصحيفة، «في سويسرا جرى في الأسابيع الماضية تجميد 20 مليون فرنك» تعود إلى مقربين من الاسد. ويرتفع بذلك إلى 70 مليون فرنك سويسري (58,2 مليون يورو) مجمل الارصدة السورية التي جمدتها برن في حسابات سويسرية.
إلى ذلك، يلتقي قادة الاتحاد الأوروبي وروسيا في مدينة سان بطرسبورغ الروسية، اليوم، في إطار اجتماع قمة سيبحثون خلاله مسألة العنف في سوريا، والبرنامج النووي الإيراني، والأزمة في منطقة اليورو.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، أ ب)