كشفت صحيفة «ديلي ستار صندي» البريطانية، أمس، أن مسؤولي الدفاع البريطانيين وضعوا خططاً سرية لإقامة ملاذات آمنة في سوريا للهاربين مما اعتبرته «بطش نظامها». وقالت الصحيفة إن «وحدات من القوات الخاصة البريطانية وعملاء جهاز الأمن الخارجي البريطاني (إم آي 6) انتشرت في سوريا، وعلى استعداد لمساعدة المتمردين في حال اندلاع حرب أهلية فيها خلال الأيام القليلة المقبلة، وهي مزودة بأجهزة كمبيوتر واتصالات تعمل بالأقمار الصناعية قادرة على إرسال صور وتفاصيل عن اللاجئين وقوات النظام السوري حسب تطور الموقف».
وأشارت الصحيفة إلى أن مصادر في الحكومة البريطانية «رأت أن نشر وحدات من القوات الخاصة وعملاء جهاز (إم آي 6) أمر حيوي لرؤية ما يحدث على الأرض بنفسها». ونسبت إلى مصدر مطّلع قوله إن «القوات البريطانية ستكون على استعداد للمساعدة في القتال إذا ما اندلعت حرب أهلية شاملة في سوريا، كذلك فإن إقامة ملاذات آمنة ستكون بمثابة غزو لسوريا، لكنها تمثل فرصة لإنقاذ الأرواح، وستتولى القوات الخاصة البريطانية حماية هذه المناطق التي يمكن أن تقام في غضون ساعات».
وقالت «ديلي ستار صندي» إن «القوات البريطانية ستكون جزءاً من قوة دولية تضم جنوداً فرنسيين وأتراكاً، وربما أميركيين أيضاً، لحماية الملاذات الآمنة، التي من المتوقع إقامتها في جميع أنحاء المناطق التي يمكن الوصول إليها بسهولة في سوريا حتى على مسافة قريبة من المناطق المضطربة».
وأضافت الصحيفة أن «قلعة الحصن القريبة من مدينة حمص والمجاورة للحدود مع لبنان هي واحدة من المناطق المرشحة لإقامة ملاذات آمنة فيها، إلى جانب مدينة السويداء القريبة من الحدود الأردنية، وجسر الشغور القريبة من الحدود التركية».
وفي تطور لافت، منعت السلطات الأمنية الأردنية، في مطار الملكة علياء الدولي، خلال اليومين الماضيين، دخول عشرات السوريين إلى المملكة. وقال موقع «عمون» الإخباري إن «العشرات من السوريين وصلوا إلى مطار الملكة علياء الدولي من دول الخليج العربي وسوريا ولبنان يومي السبت والأحد، وقد تم منعهم من دخول الأردن». وأضاف الموقع إنه جرى ترحيلهم إلى البلدان التي جاؤوا منها.
من جهة ثانية، قالت تركيا، أمس، إن سوريا أعادت فتح معبر تل أبيض الحدودي معها بعد 6 أشهر على إغلاقه. ونقلت وكالة الأناضول الرسمية عن عمدة بلدة أكاكالي المحاذية للمعبر في إقليم سانليورفا عبد الحكيم أيهن، أنه جرى افتتاح المعبر الذي وصفه بأنه مصدر مهم للاقتصاد في الإقليم.
ميدانياً، دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات مسلحة في ريف دمشق بالقرب من الحدود اللبنانية، من دون أن يسجل سقوط إصابات.
وفي مدينة دوما، اغتيل الناشط الحقوقي المعارض الطبيب عدنان وهبي داخل عيادته، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتعرضت المدينة التي تعدّ أحد مراكز الاحتجاجات في الريف الدمشقي، لقصف من قبل القوات النظامية المتمركزة حولها. وقتل مدني أمس في قصف في محيط مدينة الأتارب في ريف حلب، التي تتركز فيها مجموعات كبيرة من المسلحين. وفي ريف حماة، قتل مدني إثر القصف الذي تعرضت له بلدة كفرزيتا في محافظة حماة من قبل القوات النظامية السورية التي تحاول إعادة السيطرة على البلدة. وكانت حصيلة السبت في سوريا بلغت 89 قتيلاً، بينهم 57 من عناصر القوات النظامية، بحسب المرصد. في المقابل، أعلنت وكالة سانا أنه جرى تشييع 47 عسكرياً من الجيش وحفظ النظام إلى مثواهم الأخير يومي السبت والأحد. كذلك ذكرت «سانا» أن 74 شخصاً ممن حملوا السلاح ولم تتلطّخ أيديهم بدماء السوريين سلّموا أنفسهم إلى الجهات المختصة في محافظة ريف دمشق أول من أمس.
(سانا، رويترز، أ ف ب، يو بي آي)