حرصت الإدارة الأميركية، بعد فشل مفاوضات بغداد التي عقدت الأسبوع الماضي بين ايران والدول الست «5+1» والتوافق على موعد جديد في موسكو لجولة جديدة، على طمأنة القيادة الاسرائيلية إزاء صلابة موقفها في مواجهة الجمهورية الاسلامية، وانها لا تعتزم رفع العقوبات عنها، وصولاً الى التأكيد على التوافق بين توجهات واشنطن وتل أبيب في كل ما يتعلق بالمفاوضات الجارية مع ايران.
ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤول أميركي رفيع المستوى قوله لمراسلين في تل أبيب إن الادارة الأميركية لا تشعر بأن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يحاول ممارسة ضغوط عليها في المفاوضات، وخصوصاً أننا «نحن من نضغط على أنفسنا لأننا ننظر الى أن ايران نووية هي خطر على أمن العالم لا بسبب اسرائيل».
واضاف المسؤول الأميركي: «حتى لو كان بعضنا لا يتحلى بالصبر، علينا بداية، إتاحة الفرصة أمام النشاط الدبلوماسي قبل القيام بعملية عسكرية.. وخاصة أنه لم يفت الوقت بعد، ولا أعتقد أن اسرائيل تظن أنه قد فات الأوان».
وكشفت «هآرتس» عن وصول وفد المفاوضين الأميركيين الى اسرائيل، بعد يومين من مفاوضات بغداد، برئاسة نائبة وزيرة الخارجية وندي شيرمان. وبحسب الصحيفة التقى الوفد لمدة ثلاث ساعات، كلاً من وزير الدفاع ايهود باراك، ومستشار الأمن القومي يعقوب عميدرور، وعدد من الموظفين الاسرائيليين العاملين في الملف الايراني، من اجل إطلاعهم على تفاصيل المحادثات في بغداد.
وأكد المسؤول الأميركي أن حكومة اسرائيل كانت أول حكومة اطّلعت على مجريات محادثات بغداد وبصورة مفصلة، حتى قبل إطلاع الادارة الاميركية على تفاصيلها، مفسّراً ذلك بأنه تعبير عن «الثقة التي نوليها للعلاقة مع اسرائيل».
وكتعبير عن تمسك الإدارة بالموقف المطابق لقادة الدولة العبرية، نقل موقع «هآرتس» المسؤول الأميركي أيضاً ان رئيس الوفد الايراني، سعيد جليلي، طلب خلال المحادثات أن تعترف الدول الغربية بحق ايران بتخصيب اليورانيوم داخل اراضيها، إلا أن الدول الغربية رفضت ذلك. وأعلن الوفد أيضاً أن الولايات المتحدة لا تعتزم رفع العقوبات المفروضة على ايران، مبشّراً بأنه سيكون هناك المزيد من العقوبات اذا لم تقدم ايران رداً على هواجس المجتمع
الدولي.
ولفت المسؤول الأميركي أيضاً، الى «أنه برزت في مفاوضات بغداد خلافات كثيرة، لكن توصلنا الى قاسم مشترك صغير ينبغي بموجبه التركيز اولاً على تخصيب اليورانيوم بنسبة 20في المئة، وايضاً وافقنا على أن المشكلة النووية هي القضية الجوهرية في المحادثات»، مشيراً إلى أنه تحقق قاسم مشترك واسع بمقدار كاف من اجل القيام بلقاء اضافي ولكن مُقلّص للتوصل الى اتفاق مع ايران». ولفتت «هآرتس» الى انه كان من المفترض أن تزور شيرمان وبقية المسؤولين الأميركيين السعودية ايضاً، غير انه لضيق الوقت، اكتفت شيرمان بمحادثة هاتفية مع الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج، عبد اللطيف الزياني، وأطلعته على محادثات بغداد.
من جهة اخرى، نقلت «هآرتس» عن مجموعة من الخبراء قولهم إن التغيير في موازين القوى الداخلية الإيرانية، بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة، لا التهديد الاسرائيلي بعملية عسكرية ضد المنشآت النووية، هو الذي أدى الى نوع من المرونة في الموقف الايراني، التي ظهرت في رغبتها في اجراء محادثات في بغداد، وعقد لقاء اضافي في موسكو الشهر المقبل. واضافت «هآرتس» إن وفود الدول العظمى كونت انطباعاً بأن المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية السيد علي خامنئي، لم يقرر اصدار تعليمات بإنتاج سلاح نووي.