القاهرة | عادت نتائج تصويت المصريين في الخارج لتتصدر مشهد الانتخابات الرئاسية مجدّداً، بعدما تقدّمت حملة «ترشّح عبد المنعم أبو الفتوح رئيساً لمصر» بمذكرة قانونية للجنة القضائية العليا لانتخابات الرئاسة، تطالبها فيها بانتداب أحد القضاة للوقوف على حقيقة ما شاب العملية الانتخابية في السعودية من مخالفات وكشف ملابساتها لتحقيق النزاهة والشفافية في انتخابات الرئاسة المقبلة، بحسب ما ورد في بيان صادر عن الحملة أمس. وقالت الحملة إنّها رصدت بعض المخالفات خلال فرز الأصوات في السعودية كان أبرزها، غلق قنصلية جدّة وإخراج جميع المندوبين منها وإتمام عملية الفرز في اليوم التالي. وأشارت إلى أن «بعض التيارات السياسية قامت بتجميع بطاقات الرقم القومي للمصريين المُقيمين بالمملكة تحت مُسمّيات ومبرّرات مختلفة والتصويت بأرقامهم القومية، الأمر الذي بدا واضحاً في كثرة الأعداد التي قدمت شكاوى بوجود أسمائهم مُقيّدة بكشوف التصويت، رغم أنهم لم يُدلوا بأصواتهم في الأساس، ووجود عدد كبير من استمارات الاقتراع الواردة من طريق البريد، التي تبدو كأنها قد كتبت بخط يد مماثل»، هذا بالإضافة، «إلى تطابق بعض الخطوط والانبعاثات في صور بطاقات الرقم القومي، التي قد تبدو شاهداً على أنّ عدداً كبيراً من بطاقات الرقم القومي قد صُوِّرت عبر ماكينة تصوير واحدة، وهو ما يُعدّ أيضاً شاهداً على حدوث واقعة تصويت جماعي».
إلا أن حملة دعم مرشح جماعة الإخوان وذراعها السياسي حزب «الحرية والعدالة»، محمد مرسي، الذي حصل على أعلى الأصوات بين المصريين في المملكة، رفضت التعليق على اتهامات حملة أبو الفتوح. وقال منسقها العام، أحمد عبد العاطي، لـ«الأخبار» إن «الحملة لا تعتبر نفسها معنية بالشكوى؛ فهو أمر يخص اللجنة القضائية العليا للانتخابات والقنصلية والسفارة المصرية في المملكة، ولا تملك معلومات عن هذا الأمر».
وكان أبو الفتوح، المرشح المستقل والقيادي الإخواني المنشق عن الجماعة، قد حلّ في المركز الثاني بعد منافسه محمد مرسي، رئيس حزب «الحرية والعدالة»، بحسب مؤشرات نتائج تصويت المصريين في السعودية، التي أعلنتها السفارة المصرية هناك. وتقدم مرسي على منافسه بنحو 30 ألف صوت في المملكة النفطية التي تضم أكبر عدد من المصريين المغتربين بين دول العالم، بعدما أبطلت السفارة هناك 4400 صوت انتخابي.
من جهته، رأى الباحث السياسي في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عمرو هاشم ربيع، أن نتائج تصويت المصريين في الخارج تعدّ مؤشراً على مزاج المصريين وتفضيلاتهم في أول انتخابات رئاسية لا يعلمون نتائجها مسبقاً. وقال لـ«الأخبار» إن المصريين في العالم العربي تحديداً أكثر تعبيراً عن توجهات الجمهور المصري في الانتخابات الرئاسية «لكونهم أكثر ارتباطاً بمصر من مصريي الغرب مثلاً. يتصلون على الدوام بأسرهم ومعظمهم يزور بلاده في أوقات متقاربة، على عكس قطاعات واسعة من المصريين في أوروبا وأميركا، الذين يعتبرون هجرتهم إلى هناك هجرة دائمة».
وبناءً على نتائج التصويت في الدول العربية، يرجح ربيع وصول أي من المرشحين الإسلاميين محمد مرسي وعبد المنعم أبو الفتوح إلى جولة الإعادة، مستبعداً وصول عمرو موسى، وزير الخارجية الأسبق والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، وأحمد شفيق، رئيس الوزراء الأسبق، اللذين ينظر لهما كمرشحين مقربين من نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك وللمجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم، إلى الجولة نفسها، وذلك بعدما حلا في المركزين الرابع والخامس، بحسب نتائج تصويت المصريين في الدول العربية بعد مرسي وأبو الفتوح وحمدين صباحي، المرشح الناصري المستقل.