■ كيف ترى نتيجة المناظرة التي حدثت بينكم وبين المرشح عبد المنعم أبو الفتوح؟ ــ اتفقت جميع الآراء على أن نتيجة المناظرة التلفزيونية بيني وبين عبد المنعم أبو الفتوح كانت متقاربة، وقد أعطتنا بعد التقديرات نسبة تفوق، وأعطت تقديرات أخرى نسبة مماثلة للدكتور أبو الفتوح. لكني أرى النتيجة الحقيقية هي إظهار أوجه الاختلاف بين طرفيها في القضايا الرئيسية، مثل الديموقراطية والدولة الوطنية المدنية، في مراجعة الدولة الدينية وفي السياسة الخارجية. كذلك أوضحت أوجه الاختلاف بين الخبرة السياسية والاعتماد على الأيدلوجيا.

■ لأجل من رشحت نفسك في الانتخابات، وما ردّك على من يتهمك بأنك أحد أركان نظام حسني مبارك؟
ــ رشحت نفسي من أجل كل المصريين. وأرى أن تقدم مصر وقوتها لا بد أن يتمثل في التعليم الجيد ورعاية صحية فعالة وعدالة اجتماعية، وبذلك تكون النتيجة النهائية للتقدم والقوة هي تحسين مستوى معيشة كل مواطن، بحيث يحصل الجميع على فرص عادلة في العمل وفي الدخل. وأرد على من يتحدثون عني بأنني أحد أركان نظام مبارك، بالقول إنني انفصلت عن هذا النظام لمدة عشر سنوات قبل سقوطه وإن خلافي معه قبل هذه السنوات العشر كانت علانية ومعروفة داخل مصر وخارجها. أنا مرشح لكل المصريين، بمن فيهم الأخوة الأقباط، وهذا معنى أنني سياسي ذو مرجعية وطنية وديموقراطية لا أرى فيها تعارضاً مع إسلامي.

■ هل تعدّ نفسك مرشح القوى المدنية في مصر؟
ــ بالطبع إنني مرشح القوى المدنية في مصر، وأقصد بها القوى المؤمنة بالديموقراطية والمرجعية الوطنية. وأحظى بتأييد معظمها كما أظن. أما كون بعضها لا يؤيدني، فهذه هي طبيعة الديموقراطية. ويجب عدم نسيان أن الانقسام هو حتى الآن من أسباب ضعف التيارات غير الدينية في مصر.
■ ولماذا لا تحظى بتأييدهم؟
ــ هناك من يعتقد ذلك، ولكني آمل ألا تتفتت أصوات المؤيدين للدولة الوطنية المدنية والحريصة على توازن الحياة السياسية، بحيث لا يحتكرهم تيار واحد أو نظام واحد؟

■ ما رأيك في ما يثار دائماً عن ضرورة تحالف مرشحي القوى المدنية في مواجهة القوي الثورية؟
ــ لا أفهم كيف يمكن التحالف بين مرشحين متنافسين على منصب واحد إلا بتنازل أحدهما للآخر.

■ ما هو أول ملف ستبدأ به في حال فوزك بالانتخابات الرئاسية؟
ــ بديهي أن ملف الأمن وتطبيق القانون هو الأَولى بالرعاية منذ اليوم الأول؛ لأن كل شيء في مستقبل مصر يتوقف عليه. وقد تعهدت في برنامجي إلغاء حالة الطوارئ خلال المئة يوم الأولى. وإلى جانب ذلك هناك ملفات تفرض نفسها، هي تشكيل الحكومة الجديدة وإعادة تشغيل الاقتصاد بكامل طاقته.

■ كيف تنظر إلى أداء البرلمان المصري خلال الفترة الماضية؟
ــ رأيي في أداء البرلمان خلال الفترة الماضية لا يختلف كثيراً عن رأي الشعب فيه. فقد شُغل بالتمكين لتيار معين بطريقة لا تخلو من عرض للقوى، وإقدام على افتعال أزمات مثل سحب الثقة من الحكومة والتشكيل المغيب للجنة التأسيسية للدستور، ثم تراجع في كل هذه القضايا بطريقة جعلت الناس يشعرون بتخبط الأداء، حتى إن مفكرين سياسيين قريبين من تيار الأغلبية تحدثوا وكتبوا عن «أخطاء الإخوان في الـ 100 يوم الأولى من مجلس الشعب»، كما فعل المستشار طارق البشري.

■ كيف ستتعامل مع البرلمان بتركيبته السياسية الموجودة حالياً في حال فوزك بالانتخابات؟
ــ هذه طبيعة الديموقراطية التعبيرية. فإذا فزت بالرئاسة فستكون المهمة التالية لتشكيل الحكومة هي الحوار مع جميع الاتجاهات السياسية في مجلس الشعب لوضع منهج التعاون بين مؤسسة الرئاسة ومؤسسة البرلمان باعتبار أن هذا التعاون ما يريده الشعب المصري الذي انتخب الأغلبية البرلمانية الحالية وانتخبني في الوقت نفسه رئيساً للجمهورية.

■ هل ترى أن الرئيس المقبل سيكون ناقص الصلاحيات في ظل وجود المجلس العسكري. وكيف ترى دور المجلس بعد انتخاب رئيس الجمهورية؟
ــ الرئيس القادم سيكون هو الحاكم ومسؤولاً مسؤولية كاملة عن إدارة شؤون الحكم والبلاد، والسلطة ستنتقل إليه من المجلس العسكري فور انتهاء الانتخابات في نهاية حزيران المقبل.

■ كيف ستتعامل مع فصيل كبير كجماعة الإخوان المسلمين في حال فوزك مع تهديداتهم الدائمة بالثورة مرة أخرى في حال فوز أي ممن عمل مع النظام السابق؟
ــ لم أسمع أن جماعة الإخوان المسلمين هددت بالثورة في حالة فوز أيٍّ ممن عمل في النظام السابق. حقاً إنهم يدعون إلى عدم انتخابي تحت هذه الذريعة، ولكن الثورة على نتيجة الانتخابات الحرة النزيهة ستكون ضربة قاصمة للجمهورية الثانية، ولا يعلم إلا الله إلى أين سيكون المصير.

■ ما رد فعلك لو خرجت تظاهرات ترفض فوزك بانتخابات الرئاسة؟
ــ الانتخابات ستجري في مناخ من الشفافية والنزاهة. وهناك منظمات وجهات ستعمل على مراقبة الانتخابات، ما يعني أن نتيجة تلك الانتخابات ستكون معبّرة عن رأي الشارع فعلياً. وبالتالي فأي تظاهرات للاعتراض على نتيجتها ستكون بمثابة تظاهرات ضد رأي غالبية الشعب المصري، لكن في الطبيعي سيكون حق التعبير والتظاهر والاعتصام السلمي مكفولاً للجميع، بل يجب أن يحميها الرئيس.

■ هناك بعض القوى السياسية تحاول دائماً إفساد مؤتمراتك الانتخابية؟ هل تعدّ ذلك خوفاً منك أم هو تعبير حقيقي عن رأي الشارع فيك؟
ــ لقد عقدت عشرات المؤتمرات الانتخابية، ولم يحدث شغب إلا في حالات محدودة لا تُعَد حتى على أصابع اليد الواحدة. وكان الشغب يصدر عن أفراد معدودين ينتمون إلى حركة أو حركات بعينها.

■ سيناء أحد الملفات الشائكة، كيف ستتعامل معها لو فزت بالرئاسة؟
ــ النظام السابق تعامل مع سيناء باعتبارها ملفاً أمنياً، لكني سأستمع إلى مشاكلهم وسأعمل على حل مشاكلهم، وضمن برنامجي الانتخابي أن يتملك أهالي سيناء أراضيهم وإنهاء التمييز ضدهم في تولي الوظائف العامة والالتحاق بالجيش والشرطة والقضاء كما سأفعل مع كل الذين كانوا مهمشين في النظام السابق.

■ بم تقوّم فترة توليك لوزارة الخارجية في ظل نظام مبارك؟
- لم أكن أخدم نظاماً ما، بل كنت أخدم بلادي. وبناءً على ذلك، فأنا فخور بالفترة التي كنت فيها وزيراً للخارجية؛ لأنني كنت في خدمة مصر، وكنت أعمل في تلك الفترة على الدفاع عن حقوق المصريين في الخارج.

■ في الشأن الخارجي، ما هو تصورك للعلاقات المصرية السعودية بعد فوزك بالانتخابات؟
ــ العلاقات المصرية السعودية كانت دائماً وستبقى أساساً راسخاً للعمل العربي الجماعي الناجح، والتعاون الثنائي ضرورة تحتاج إليها مصر وتحتاج إليها السعودية، وليس هناك قضايا جوهرية تؤدي إلى خلافات بين البلدين.

■ هناك قطيعة مع النظام الإيراني منذ قيام الثورة الإسلامية هناك. فما تصورك عن العلاقة معها في الفترة المقبلة؟
ــ إيران دولة إسلامية، وهي من الدول الكبيرة في إقليمنا؛ والعلاقات معها يجب أن تسهم في تحقيق الأمن الاقليمي وتسوية الخلافات الجماعية والثنائية بينها وبين الدول العربية، وإلاّ فإنها ستكون مجرد علاقة روتينية لا تحقق الغرض الأصلي من العلاقة بين دولتين كبيرتين في الإقليم مثل مصر وإيران.

■ إسرائيل وأميركا ومصر، كيف ترى العلاقة بينها في الفترة المقبلة؟
ــ العلاقة مع إسرائيل محكومة باتفاقيات سنلتزمها ما دامت إسرائيل ملتزمة إياها هي الأخرى. لكن ذلك لا يعنى أبداً قيام علاقة خاصة مع إسرائيل ولا يمنع إعادة التفاوض على ترتيبات الأمن في سيناء. كذلك تظل القضية الفلسطينية معياراً رئيسياً في العلاقة المصرية الإسرائيلية. أما العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية، فإنها مهمة للجانبين وليست مهمة لمصر فقط. وعلى هذا الأساس ينبغي أن نتعامل مع السياسة الأميركية؛ فهم يحتاجون إلينا مثلما نحتاج إليهم ولذلك فلا عودة لسياسة استرضاء واشنطن بأي ثمن.

■ ما الذي سيقدمه عمرو موسى للقضية الفلسطينية؟
ــ القضية الفلسطينية يجب أن تكون في مقدمة جدول أعمال المنطقة والأمم المتحدة. ولا شك في أن مصر في ظل الجمهورية الثانية المستقرة والمتقدمة والقوية تستطيع بالتعاون مع الأشقاء العرب والأصدقاء في العالم إعادة القضية إلى مركز الصدارة مرة أخرى، بحيث يُضغط على إسرائيل للإقرار بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

■ كيف ترى حل الأزمة السورية. وهل تعتبر ما يحدث هناك ثورة أم أنها مجرد مؤامرة على سوريا؟
ــ بالطبع ليس ما يجرى في سوريا مجرد مؤامرة، فهناك شعب يتوق إلى الديموقراطية والعدالة وحقوق الإنسان. ولا أرى أن خطوات النظام كافية لتحقيق هذه المطالب العادلة. والحل الذي أقترحه هو مؤتمر للمصالحة الوطنية على أساس إعادة الحق للشعب السوري في اختيار النظام الذي يريده.

■ في النهاية لمن سيمنح موسى صوته إذا ما خرج من السباق؟
ــ لم أفكر في هذا الاحتمال، وبالطبع لا أتمنى أن يحدث.



رأى عمرو موسى أن نجاح أحمد شفيق في انتخابات الرئاسة هو انطلاق لشرارة الفوضى وإعادة إنتاج النظام القديم مرة أخرى. ولفت موسى خلال حواره في برنامج «القاهرة اليوم» إلى أن وجود شفيق في الرئاسة سيؤدي إلى عدم الاستقرار، وأن ذلك أمر خطير؛ لأنه سيعيد الظروف نفسها التي قامت ضدها الثورة.






الحالم بمنصب الرئاسة يجهد للابتعاد عن النظام المخلوع




يسوّق المرشح لرئاسة الجمهورية، عمرو موسى، طوال الوقت أنه كان من ضمن المعارضين للرئيس المخلوع حسني مبارك، وأنه وقف في وجه التوريث، وسعى إلى إصلاح النظام الساقط. إلا أنه لم يقدّم يوماً دليلاً حقيقياً على ذلك. بل إن العودة إلى أرشيف الصحف واللقاءات التلفزيونية التي كان يجريها الأمين العام السابق لجامعة الدولة العربية ووزير الخارجية السابق، تكشف جميعها أن الرجل كان رجل دولة ملتزماً بالولاء للرئيس حتى بعدما خرج من جعبة النظام إلى جامعة الدول العربية. فعندما سئل في برنامج تلفزيوني مع الإعلامي عمرو الليثي عن مرشحه للانتخابات الرئاسية، قال بكل ثقه إنه سيرشح مبارك.
وفي لقاء ثانٍ، قال عن جمال مبارك إنه «الشاطر الذي يصلح للرئاسة». ورغم ذلك يعتبر موسى نفسه غير مرتبط بالنظام المخلوع، بل يتهم من يقول ذلك إنه ضمن «حملة تستهدف تشويه صورتي».
رجل مبارك، الذي ظل يعمل معه عشر سنوات، في الفترة ما بين عامي 1991 حتى 2001، وزيراً للخارجية وبعدها تم ترشيحه لأمانة جامعة الدول العربية يردد دائماً أن إقالته من منصبه كوزير للخارجية إلى جامعة الدول العربية لم تكن مكافأة له، وإنما كان استبعاداً بعد موجات طويلة من معارضة سياسات النظام المخلوع، ولا سيما تلك المتعلقة بالشأن الإسرائيلي. ويقول عن أسباب تركه منصب وزير الخارجية «تركت منصبي نظراً إلى انتقاداتي المستمرة لعلاقة مصر بإسرائيل، والطلبات المستمرة بأن تعالج القضية النووية في الشرق الأوسط بمنتهى الصراحة والشفافية والوضوح، وهذا ما جعل عدداً من الدول الأخرى ترى أن وجودي في منصب وزير الخارجية أصبح أمراً غير مرحب به». يقول موسى هذا الكلام، في الوقت الذي تقول فيه صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية إن «موسى المرشح الأفضل لإسرائيل» كونه ضمّن برنامجه الانتخابي «الحفاظ على معاهدة السلام المصرية _ الإسرائيلية دون التفريط بها، والحفاظ على العلاقات المصرية _ الأميركية». إلا أن موسى يعتمد على أن غالبية الشارع المصري تهتم بالمغني الشعبي المصري شعبان عبد الرحيم الذي غنى «بحب عمرو موسى وبكره إسرائيل» فيردد مثل هذا الكلام.
أثناء الأيام الأولى للثورة، كان موسى واحداً ممن استخدمهم النظام لفض اعتصام الثوار بميدان التحرير. وفي 5 شباط من عام 2011، أصدر مكتبه كأمين عام للجامعة العربية بياناً قال فيه إن موسى قام بزيارة لميدان التحرير في 4 شباط، التقى فيها المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام الحاكم، وإن الهدف من الزيارة كان من أجل «التهدئة». وكان الرجل الذي يدعي الآن معارضة نظام مبارك، من ضمن الفريق الذي يؤيد بقاء مبارك في منصبه رئيساً للجمهورية حتى نهاية آب عند انتهاء ولايته. وتناقلت وسائل إعلام عدة وقتها أن عدداً كبيراً من الثوار هتفوا رافضين وجود موسى في الميدان، مصرين على ثورتهم، بينما كان موسى يخطط لانتخابات الرئاسة. ففي 27 شباط 2011، أعلن موسى أنه ينوي الترشح لمنصب الرئيس في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وأعلنت اللجنة المشرفة على الانتخابات الرئاسية في 24 آذار أن موسى هو أول من تقدم للترشح لرئاسة الجمهورية استناداً إلى تأييدات من توكيلات للمواطنين، وخامس من تقدموا للترشيح على وجه العموم.
وتمتلئ مسيرة موسى بالتواريخ والمحطات. فالرجل السبعيني بدأ حياته ملحقاً بوزارة الخارجية المصرية عام 1985، وتدرج في الوزارة قبل أن يصبح مندوباً مناوباً لمصر لدى الأمم المتحدة في نيويورك في الفترة ما بين عامي 1981 ــ 1983، ليعين بعدها مندوباً دائماً لمصر لدى الأمم المتحدة في نيويورك لعام واحد في الفترة ما بين 1990 ــ 1991. ومنها عاد إلى القاهرة ليتولى مسؤولية وزارة الخارجية لعشر سنوات كاملة، وهي الفترة التي بدأ فيها الإعداد لتصدير لغاز الطبيعي إلى الكيان الصهيوني، رغم أن موسى نفسه يردد حالياً أن تلك الاتفاقية «صفقة اقتصادية فاشلة». وعن فترة عمله وزيراً للخارجية، يتهم الكاتب والمفكر الفلسطيني عبد القادر ياسين موسى بأنه «أحد الذين صاغوا الوثيقة التي أعطت لأميركا مبررات ضرب العراق في ما سمي بتحرير الكويت عام 1991».
أما بعدما انتقل موسى في عام 2001 حتى 2011 للعمل أميناً عاماً لجامعة الدول العربية، فلم يعرف عنه سوى إصدار بيانات الشجب والإدانة. ففي أثناء توليه منصبه الرفيع تم ضرب العراق واحتلالها، ولم يستح موسى وشارك في مؤتمر البحر الميت الاقتصادي عقب الاحتلال، وهو المؤتمر نفسه الذي كان يشارك فيه بول بريمر الحاكم العسكري الأميركي للعراق وقتها.
وكانت الجامعة العربية من أولى الجهات التي اعترفت بالحكومة العراقية التي شكلها الاحتلال. وخلال فترة تولية منصبه أيضاً، طلبت جامعة الدول العربية من قوات الأمم المتحدة فرض حظر جوي على الطيران الليبي. لأجل كل هذه الأسباب وغيرها، وضع عدد من النشطاء السياسيين على عاتقهم مسؤولية تنبيه الناخبين من خطورة انتخاب موسى. ويقوم هؤلاء النشطاء بتمزيق اللافتات الدعائية لموسى في الشوارع والميادين خوفاً من أن تؤثر تلك الدعاية على الناخب البسيط الذي لا يعرف التاريخ الحقيقي لموسى.
رنا ...



تحت مجهر التحليل النفسي

عبد الرحمن يوسف
يرى خبير الطب النفسي، هاني السبكي، أن نشأة المرشح الرئاسي عمرو موسى كطفل يتيم ووحيد مع طول مدة عمله الدبلوماسي شكلت لديه نوعاً من الزهو والثقة بالنفس تظهر في أثناء سيره وجلوسه. أما استشاري الطب النفسي، محمد المهدي، فيرى أن موسى لديه قدرة على الإقناع والحجة. وأوضح أنه «على الرغم من أنه يتحدث كثيراً، إلا أن ما يمكن استخراجه من الحديث قليل جداً، وربما عمله الدبلوماسي الكثير جعله دائماً يتحدث في العموميات ويتحدث في ما يتفق عليه الناس، وفي المبادئ العامة التي لا يستطيع أحد أن يمسك شيئاً عليه فيها». وأضاف «وهذا يجعل من يتابعه في حيرة من أمره».
ويعلّق المهدي على اللغة الجسدية، قائلاً «على الرغم من أن موسى يقول إنه نشأ نشأة بسيطة، إلا أنه تبدو عليه علامات الأرستقراطية، فيجلس واضعاً قدماً على قدم ويرجع بظهره إلى الخلف ويميل برأسه إلى الوراء مع شدة في الجسم، وهي تعطي إشارات للإحساس بالعظمة والذات المتضخمة». وأضاف «الحركات في جسده كثيرة جداً، وحركات اليدين حادة وقاطعة وسلطوية، فعندما يتحرك كثيراً يكون هناك نوع من التوتر الداخلي الذي يحاول أن يخرجه من خلال حركة الجسد حتى لا يخرجه في الألفاظ والعبارات أثناء حديثه». وأكد المهدي أن لدى موسى «نبرة تعالٍ والنظر إلى الآخر على أنه في مرتبة أقل».
لكن، يلفت المهدي إلى أن هناك تغييراً طرأ على شخصية موسى عقب الثورة بحيث لم تعد الثقة العالية التي كان يتكلم بها تظهر بشكل طبيعي، بل أصبحت تظهر كثقة مصطنعة. وظهر هذا من تقليله لعدد مرات وضعه قدماً فوق الأخرى أمام محدثه. ويبرر المهدي هذا التغيير في شخصية موسى باحتياج الأخير «إلى التوافق مع شباب الثورة وأهدافها بعدما كان متوافقاً مع النظام القديم».