عبّر الأمين العام لحلف شماليّ الأطلسي، أندرس فوغ راسموسن، أول من أمس، عن قلقه من العنف في سوريا، لكنه أكد أن الحلف «لا ينوي» القيام بأي عمل عسكري ضد النظام السوري، فيما رأى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أن عملية السعي إلى تسوية سلمية للأزمة في سوريا وصلت إلى «مرحلة دقيقة»، حسب ما نقل عنه المتحدث باسمه على هامش قمة الحلف الأطلسي في شيكاغو.
وقال المتحدث، في بيان: «قال الأمين العام إننا وصلنا إلى مرحلة دقيقة في عملية السعي إلى تسوية سلمية للأزمة (في سوريا)، وهو يبقى شديد القلق إزاء مخاطر قيام حرب أهلية شاملة في سوريا، وقلق إزاء موجة العنف التي ضربت لبنان» خلال الأيام القليلة الماضية. وجاء هذا البيان الصادر عن المتحدث مارتن نيسيركي، في ختام لقاء ضم الأمين العام للأمم المتحدة والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على هامش قمة الحلف الأطلسي في شيكاغو.
وفي القمة نفسها، عبر الأمين العام لحلف شمالي الأطلسي، أندرس فوغ راسموسن، عن قلقه من العنف في سوريا. لكنه أكد أن الحلف «ليس لديه نية للتدخل في سوريا». وقال راسموسن، في مؤتمر صحافي: «ندين بشدة سلوك قوات الأمن السورية وقمعها السكان، وندعو القيادة السورية إلى تلبية التطلعات المشروعة للشعب السوري». ودعا الأمين العام للحلف الأطلسي النظام السوري إلى تطبيق خطة الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار. وقال إن «السبيل المُثلى للتوصل إلى حل في سوريا، هي من خلال خطة أنان». وفي وقت تتواصل فيه أعمال العنف في سوريا، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، مرسوماً يقضي بانعقاد مجلس الشعب الذي انتُخب أعضاؤه في السابع من أيار، الخميس المقبل، حسبما أفادت وكالة (سانا). وينتخب المجلس في اجتماعه الأول رئيسه وأعضاء مكتبه الذين يعاد انتخابهم سنوياً. وتتألف ولاية مجلس الشعب من أربع سنوات تبدأ من تاريخ أول اجتماع ولا يجوز تمديدها إلا في حالة الحرب بموجب قانون. ودانت دمشق «التفجير الإرهابي» الذي نفذه عسكري انتحاري أمس وسط العاصمة اليمنية، مشيرة إلى أن تنظيم القاعدة يستهدف اليمن كما يستهدف سوريا. في المواقف الدولية من الأزمة السورية، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إن «الانتهاكات اليومية لوقف إطلاق النار لا يمكن التغاضي عنها ويجب أن تتوقف»، مشيراً إلى أن التقارير التي تصل يومياً إلى الوزارة تثبت أن «النظام يواصل الاعتقالات وأعمال التعذيب».
وبحسب وكالة الأنباء الأردنية الرسمية، أكد رئيس الوزراء الأردني فايز الطراونة لعضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وانغ جانغ، الذي يقوم بزيارة للأردن، أن «الأردن يراقب بقلق الأوضاع في سوريا وغيرها من الدول العربية»، مشيراً إلى «تطلع الأردن لدور صيني في حل هذا الموضوع». من جهته، أكد جانغ أن «الصين تدعم مبادرة كوفي أنان وترى أنها قدمت فرصاً مهمة»، مشيراً إلى أن «الصين تدعو الأطراف المعنية إلى التعامل مع المبادرة بإيجابية».
من جهة ثانية، تبنت مجموعة إسلامية تطلق على نفسها اسم «جبهة النصرة» انفجاراً وقع في دير الزور شرق سوريا السبت، وأدى إلى مقتل تسعة قتلى، بحسب ما جاء في بيان نشر على مواقع إسلامية على الإنترنت. وقال بيان حمل الرقم تسعة إن «جنود جبهة النصرة في المنطقة الشرقية ـــ دير الزور شنوا هجوماً على المنطقة الأمنية التي تضم فرعي الأمن العسكري وفرع المخابرات الجوية».
وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» قد ذكرت أن انفجاراً انتحارياً وقع أمام مبنى مؤسسة الإنشاءات العسكرية في دير الزور السبت، ما أدى إلى مقتل «تسعة من المدنيين وحراس المبنى وإصابة العشرات، بعضهم جروحه خطيرة». ميدانياً، قتل 18 جندياً نظامياً وعنصران منشقّان، أمس، في اشتباكات بين الطرفين في منطقة تقع بين بلدة الاتارب في ريف حلب الغربي وقرية كفر كرمين في ريف إدلب الشمالي، وفقاً لما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
كذلك أشار المرصد إلى «تدمير آليات عسكرية ثقيلة من دبابة وناقلة جند مدرعة وشاحنة عسكرية».
كذلك، شهدت بلدة في ريف حماة في وسط سوريا أمس قصفاً عنيفاً في انتهاك مستمر لوقف إطلاق النار. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الاثنين بأن القوات النظامية تقوم «بقصف عنيف» على قرية قسطون. وذكر المرصد أن تظاهرات عديدة خرجت أمس في بلدات وقرى عدة في ريف حماة طالبت بإسقاط النظام ونددت بخطة أنان. وبينت أشرطة فيديو بثها معارضون على الإنترنت عشرات الأشخاص يتظاهرون في قرية اللطامنة، مطالبين «بتسليح الجيش الحر». وقتل مواطن من قرية سوحا في حماة إثر إطلاق رصاص. كذلك سقط أربعة من عناصر الأمن السوري إثر استهداف حاجز بعد منتصف ليل الأحد الاثنين في حي الأربعين بمدينة حماة.
وفي ريف دمشق، قتل تسعة عناصر من المجموعات المسلحة ليلاً في كمين نصبته القوات النظامية في ضواحي مدينة دوما.
ووقعت اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين في مناطق جسرين وكفربطنا وسقبا في الريف الدمشقي.
في مدينة حمص، سقطت قذائف هاون بعد منتصف الليل على حي الخالدية. وفي منطقة درعا (جنوب)، نفذت قوات الأمن السورية حملة دهم واعتقالات في بلدة الشيخ مسكين، حيث اعتقلت نحو 20 مواطناً. في مدينة دير الزور، سمعت أصوات انفجارات، بحسب المرصد الذي لم يفد عن سقوط إصابات. وفي مدينة حلب انفجرت عبوة ناسفة أدت إلى إصابة عنصر من القوات النظامية. وفي السياق، صرح المحامي والناشط الحقوقي ميشيل شماس بأن القضاء السوري قرر الإفراج عن الصحافية والناشطة ماري عيسى، على أن تحاكم طليقة بتهمة «إثارة النعرات الطائفية». وأعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أمس أن عدد النازحين السوريين المسجلين الذين دخلوا إلى إقليم كردستان العراق بلغ 3284 شخصاً. إلى ذلك، أعلنت الشرطة التركية أمس اعتقال 3 أشخاص، تركيان وسوري، للاشتباه في تورّطهم بمؤامرة لاختطاف عقيد سوري منشق كان قد فرّ إلى تركيا. ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة «زمان» التركية عن المدّعي العام في هاتاي، آدم يازار، قوله في بيان إن تحقيقات بدأت بعد معلومات عن أن عقيداً سورياً يسكن في قرية أبايدين في إقليم هاتي، سيختطف ويسلّم للسلطات السورية.
(سانا، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)