رحل المتّهم الليبي الوحيد في قضية لوكربي، عبد الباسط علي محمد المقرحي، أمس، ورحلت معه أسرار عملية تفجير طائرة «البانام» فوق اسكتلندا عام 1988وقتل 259راكباً كانوا على متن الطائرة، و11 على الأرض في البلدة الاسكتلندية. وقال شقيق عبد الباسط، محمد المقرحي، إن شقيقه توفي أمس.
وكان عبد الباسط المقرحي (60 عاماً)، الذي أدين بعملية لوكربي بعد تبرئة زميله الأمين الخليفة فحيمة، قد صدر بحقه حكم في محكمة خاصة في هولندا بالسجن المؤبد عام 2001، وأطلق في شهر آب 2009 بسبب اصابته بسرطان البروستات، حيث عاد الى ليبيا ليُستقبل كالأبطال. وكان المقرحي موقوفاً في سجن «غرينوك» قرب غلاسكو (اسكتلندا)، فيما أثار الإفراج عنه جدلاً كبيراً، ولا سيما في الولايات المتحدة التي يتحدر منها غالبية ضحايا التفجير.
ومنذ اطلاقه كان ظهوره العلني نادراً، ففي 9 ايلول 2009 ظهر أمام الصحافيين لنحو عشر دقائق خلال زيارة وفد برلماني من الاتحاد الافريقي الى المستشفى التي كان يعالج فيه في طرابلس. ثم ظهر العام الماضي الى جانب نجل العقيد القذافي سيف الاسلام، داعماً السلطة في مواجهة الثورة التي انطلقت من بنغازي في شباط عام 2011.
في غضون ذلك، صوّت سكان بنغازي (شرق)، أول من أمس، في انتخابات محلية من شأنها اختبار مدى التأييد لاقتراح بمنح شرق ليبيا حكماً ذاتياً.
وخاض انصار الحكم الذاتي في اقليم برقة، الذي يضم بنغازي، انتخابات لاختيار مجلس جديد للمدينة، فيما دعا المجلس الانتقالي الأعلى للاقليم إلى مقاطعة اول انتخابات عامة من المقرر أن تجرى في ليبيا في 19 حزيران انطلاقًا من انها لن تمنح الشرق تمثيلاً عادلاً.
وقال المسؤول في المفوضية التي نظمت الانتخابات، مهدي البهلول، إن انصار النظام الاتحادي لديهم مشكلة مع النظام المركزي والجمعية التأسيسية، لكنهم يعرفون ان انتخابات اليوم تصب في صالح كل سكان بنغازي.
لكن اذا حقق المرشحون المؤيدون للحكم الذاتي نتائج جيدة في الانتخابات، فسيكون ذلك مؤشراً على ما ستفعله حركة الحكم الذاتي في انتخابات الجمعية التأسيسية في حزيران المقبل. وازعج التوجه نحو الحكم الذاتي لبرقة المجلس الوطني الانتقالي الحاكم في البلاد.
من جهة ثانية، ذكرت صحيفة «قورينا» الليبية على موقعها الإلكتروني، أن اتفاقاً بين طرابلس وأنقرة جرى توقيعه خلال زيارة وفد تركي الى ليبيا، مشيرة إلى أنه يقضي بتركيب حماية متكاملة بالكاميرات والمراقبة الإلكترونية وصيانة وإصلاح المطارات وإنشاء بعض المطارات في الصحراء الليبية وتدريب عناصر الشرطة والجيش.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)