في أحدث استهداف لفريق «اليونسيمس»، انفجرت قذيفة «آر بي جي»، امس، لدى مرور موكب قائد فريق المراقبين الدوليين الجنرال روبرت مود قرب أحد حواجز قوات حفظ النظام السورية في مدينة دوما قرب دمشق، لكن لم يبلغ عن إصابات. وقال شهود إن القذيفة انفجرت قرب أحد الحواجز، على بعد حوالى 100 متر من موكب الجنرال مود، الذي كان يرافقه مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام ارفيه لادسو. ولم يصب أيّ من أعضاء الفريق الدولي بأذى. وأضافوا إن إطلاق رصاص كثيف أعقب الانفجار استهدف حافلة تقل عناصر من قوات حفظ النظام، ما أدى إلى إصابة 30 منهم بجروح، كما استهدفت سيارة إسعاف أيضاً.
وكان فريق من المراقبين الدوليين بقيادة الجنرال مود قد تعرض لانفجار عبوة ناسفة بداية الشهر الجاري في مدينة درعا جنوب سوريا، كما استهدفت سيارتان لفرق المراقبين بعبوة ناسفة في بلدة خان شيخون في محافظة ادلب بشمال غرب سوريا. وقال جندي للصحافيين «حين سيرحل المراقبون، سيعود المسلحون لإثارة المشاكل».
ونفى عدد من كبار المسؤولين السوريين الأحد متحدثين للتلفزيون الرسمي معلومات أفادت عن اغتيالهم، متهمين قناتي الجزيرة والعربية بشن حملة «كذب وافتراء». وكانت القناتان قد بثتا الأحد شريطاً مصوراً يظهر فيه رجل جالس خلف طاولة مكسوة بعلم الانتفاضة السورية، يعلن باسم «كتائب الصحابة في دمشق وريفها» اغتيال ستة مسؤولين سياسيين وأمنيين كبار من الدائرة المقربة من الرئيس بشار الأسد، بدون أن يورد تفاصيل عن عملية الاغتيال.
وأعلن الرجل، الذي يظهر في الشريط مرتدياً الزي العسكري، أنه من «كتائب الصحابة في دمشق وريفها»، ويؤكد أنه على أثر «عملية مراقبة لأشخاص خلية ما يسمى ادارة الازمة في سوريا على مدى شهرين» جرى قتل هؤلاء المسؤولين، ويعدد المسؤولين وهم آصف شوكت مدير الاستخبارات العامة، وصهر الرئيس السوري بشار الأسد، ووزيرا الداخلية محمد الشعار والدفاع داوود راجحة، وحسن توركماني مساعد نائب الرئيس فاروق الشرع، ومحمد سعيد بختيان الأمين القطري المساعد في حزب البعث الحاكم.
وقال الشعار، في اتصال هاتفي أجراه معه التلفزيون الرسمي، ونقلت مضمونه وكالة سانا الرسمية، «إن ما بثته قناتا الجزيرة والعربية عارٍ من الصحة تماماً، وقد اعتدنا مثل هذه الأخبار المضحكة من المحطات المفلسة التي تقود حملات الكذب والافتراء منذ بداية الأزمة في سوريا». من جهته، اكد توركماني الذي ظهر على شاشة التلفزيون «أن ما تناقلته قناتا الجزيرة والعربية عار من الصحة تماماً، وهو منتهى الإفلاس والتضليل الإعلامي»، كذلك قال داوود راجحة «إن هذه الأخبار كاذبة وتعكس حالة الإفلاس والفشل التي أصابت المجموعات الإرهابية ومن يدعمها بالمال والسلاح والإعلام».
من جهة ثانية، رأت سوريا السبت أن حزمة العقوبات «غير المشروعة» المفروضة عليها هي عبارة عن «إرهاب اقتصادي» ينتهك مبادئ حقوق الإنسان، مطالبة المجتمع الدولي بإدانة فرض هذه العقوبات. وقالت وزارة الخارجية والمغتربين، في تقرير أرسلته الى مجلس حقوق الإنسان والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إن «العقوبات الأميركية والأوروبية الأخيرة على سوريا تمثّل إرهاباً اقتصادياً».
الى ذلك، التقى معاون الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام ارفيه لادسوس وجان ماري غيهينو وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم بحضور الجنرال مود. وأكد الوزير المعلم خلال اللقاء أن توسيع منظور المساعدات يعني أنه لا يمكن المنظمة الدولية أن تدعي الاهتمام بمصير نحو مليون متضرر من الأعمال المسلحة، فيما يجري غض الطرف عن موضوع استهداف 23 مليون سوري بعقوبات أوروبية وأميركية تستهدف معيشة المواطن السوري، آملا أن ينقل لادسوس هذه النقطة إلى المنظمة الدولية.
وكانت الحكومة الكندية قد أعلنت الجمعة منع تجارة المواد الكمالية مع سوريا، وكذلك فرض عقوبات مالية على ستة أشخاص وهيئات جديدة تابعة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وفي نيويورك، بحث وزير الخارجية الفرنسي الجديد لوران فابيوس مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «الوضع البالغ الخطورة في سوريا والعواقب المقلقة» بالنسبة إلى الدول المجاورة.
ميدانياً، دارت معارك عنيفة ليل السبت ـــــ الأحد بين مسلحين والجيش السوري في عدة مناطق من دمشق. وفي انتهاك جديد لوقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ نظرياً في 12 نيسان، وقعت اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من المجموعات المسلحة وحاجز للقوات النظامية قرب جسر اللوان في حي كفرسوسة جنوب غرب دمشق. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن تعزيزات كبيرة للجيش أُرسلت الى المنطقة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات عنيفة دارت في منطقة المتحلق الجنوبي، ترافقت مع سماع اصوات انفجارات في المنطقة، وسُمعت أصوات اطلاق رصاص في ساحة العباسين وشارعي بغداد والثورة، كما أعلن المرصد أن ما لا يقل عن 16 شخصاً قتلوا بينهم أطفال في قصف قامت به القوات السورية على بلدة صوران في منطقة حماة في وسط سوريا.
ووقعت هذه الاشتباكات غداة سقوط 23 قتيلاً في أعمال عنف، كما قتل السبت تسعة أشخاص في انفجار سيارة مفخخة استهدف لأول مرة مدينة دير الزور موقعاً تسعة قتلى. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن «إرهابياً انتحارياً اقتحم بالسيارة المفخخة التي يقودها مبنى مؤسسة الإنشاءات العسكرية في حي مساكن عياش، ما أدى إلى استشهاد تسعة من المدنيين وحراس المبنى، واصابة العشرات بعضهم جروحه خطيرة»، كما أدى «التفجير الإرهابي» الذي قدرت كمية متفجراته بنحو طن الى تصدع الأبنية على مسافة مئة متر في محيطه، وأحدث حفرة بقطر خمسة أمتار وعمق مترين ونصف متر، حسب الوكالة. واطلع وفد المراقبين الدوليين المتمركزين في المدينة على «موقع التفجير الإرهابي وعاين الأضرار في المكان».
واغتال مسلحون أمس طبيباً في عيادته، فيما أطلق آخرون النار على سيارة تاجر، ما أدى الى مقتل 3 من أفراد أسرته في مدينة حلب شمال سوريا. بحسب ما نقلت وكالة «سانا».
(سانا، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)