مع ارتفاع وتيرة المواقف والتقارير التي تتحدث عن امكانية التوصل الى توافق ما خلال قمة بغداد المرتقبة، بين إيران ودول «5+1»، عبَّر وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك، عن خشيته من إمكانية نجاح ايران خلال المفاوضات، في «تحقيق انجازات تسمح لها بخداع العالم». وأشار الى«قلق اسرائيل من أن لا يتم كبح الايرانيين» عن مواصلة برنامجهم النووي. وأكد وزير الدفاع، الذي يزور واشنطن، في مقابلة مع شبكة CNN الأميركية، على أن تل أبيب «تعتمد على الولايات المتحدة والآخرين لتحديد السقف الذي يمنع ايران من امتلاك قدرات نووية عسكرية». وحول إمكانية إقدام إسرائيل على مهاجمة إيران عسكرياً، أوضح باراك أنه «لم يتم اتخاذ قرار في هذا الموضوع» وأن الآن «ليست مرحلة اتخاذ القرار وانما مرحلة المفاوضات وسنرى الى أين ستتجه».
في موازاة ذلك، شدَّد باراك، على أن اسرائيل تحتفظ لنفسها بحق العمل والدفاع في حال الضرورة وأنها لن تنقل هذا الحق الى الأميركيين أو آخرين، مكرّراً الموقف الإسرائيلي حول الحاجة الى وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، وحتى 5.3 في المئة، لافتاً الى ضرورة اخراج كل اليورانيوم المخصب الى خارج الأراضي الايرانية. وحدّد وزير الدفاع الإسرائيلي بشكل واضح أنه «يمكن فقط السماح لهم (الإيرانيين) بكميات هي أقل من المطلوب لصناعة قنبلة نووية واحدة، واذا تم الاتفاق على كل هذه الأبعاد وكانت هناك رقابة، عندها يكون قد قضي الأمر».
وفيما ذكرت صحيفة «هآرتس» أن الإعلام الأميركي يصف باراك، في الأيام الأخيرة، باعتباره الشخصية/ المفتاح في ما يتعلق بامكانية مهاجمة اسرائيل لإيران، لفتت أيضاً الى انه اعتاد اجراء زيارات الى واشنطن لعقد لقاءات مع الأجهزة الاستخبارية الرفيعة ومع كبار المسؤولين في الكونغرس الأميركي والبيت الأبيض.
من جهة أخرى، وفي خطوة غير مسبوقة، شدَّد مقال مشترك لعدد من الشخصيات الاستخبارية والعسكرية والدبلوماسية من اسرائيل والولايات المتحدة والمانيا وبريطانيا، نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال»، على أن «عقوبات تامة على طهران يمكن ان تمنعها من استكمال مشروعها النووي»، مضيفاً أن من يريد منع هذا المستوى من العقوبات «بحجة ان ذلك يمس بالشعب الايراني، او لأن الضغط الاقتصادي لا يستطيع منع ايران من الحصول على النووي، يدعو في الواقع الى خيار الحرب».
ولفتت «هآرتس» الى أن المقال تمت عنونته بأسماء الموقعين عليه، وهم رئيس الموساد السابق مئير دغان، ورئيس الـCIA السابق، جيم وولسي، ورئيس الاستخبارات الالمانية اوغوست هانينغ، ورئيس الاركان البريطاني السابق تشارلز غاثري والدبلوماسيين الأميركيين مارك والاس وكريستين سيلبربرغ، بهدف لفت انتباه الدول العظمى الست التي ستشارك في اللقاء الثاني مع الإيرانيين الأسبوع المقبل في العاصمة العراقية بغداد.
ورأى كتبة المقال أيضاً، أن النظام الإيراني الذي يخوض سباقاً من اجل تحقيق طموحاته النووية، يضع العالم أمام خيارين: إما إيران نووية او حرب غربية على ايران. وأكد أنه «لحدّ الآن من الممكن منع أي من النتيجتين، عبر عملية فورية وحازمة تؤدي الى ضربة اقتصادية شديدة للنظام» في ايران.
رغم كل ما تقدم، أقر الموقعون على المقال، بأنه لا يمكنهم الجزم بأن العقوبات والضغط سيجبران النظام في طهران على تغيير توجهه، لكن في مقابل «خيار خطوات حربية ضد دولة، ينبغي علينا أن نحاول اولاً الضغط الاقتصادي المطلق».
من جهة اخرى، نقلت «هآرتس» عن رئيس الوزراء الإسباني السابق خوسيه ماريا، قوله في محاضرة ألقاها في «مركز القدس للشؤون العامة»، ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال له، عندما كان في منصبه قبل العام 2004، بأن بلاده ليست قلقة من قنبلة نووية إيرانية لأن الروس مقتنعون بأنه في هذه الحالة ستهاجم إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية.