أثارت تصريحات صدرت في الآونة الأخيرة عن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، ونائبه صالح المطلك، تفاؤلاً باحتمال قرب انفراج الأزمة السياسية التي تعصف بالعراق منذ أشهر. وتعزز جو التفاؤل إثر تصريحات المطلك، التي وصف فيها المالكي بأنه «الشخصية الوطنية». وذلك بعد اعلان المالكي أن «قضية المطلك سياسية قابلة للحوار». وقال المطلك، في مقابلة مع قناة «العراقية» الرسمية أمس، إنه «بالتأكيد كان هناك فتور ومشكلة مع الأخ دولة رئيس الوزراء. لكن رغم ما حصل لا توجد عندي ضغينة على الرجل»، مضيفاً «كان هناك اختلاف في وجهات النظر على طريقة ادارة البلد، والاخ المالكي يعرف جيداً أن الأمور التي تسير فيها البلاد تحتاج الى تصحيح، وعلينا جميعا ان نتعاون للقيام بذلك». واضاف «أعرف أن المالكي لديه مواقف وطنية مشهودة، وينادي بوحدة العراق وانا انادي بوحدة العراق، ويطرح هيبة القانون وتحقيق القانون على الجميع، وهذه الأمور نحن نتفق عليها».
واتفق الرجلان على أن «كركوك عراقية وهي لكل العراقيين»، الأمر الذي عارضه الأكراد الذين يريدون إلحاقها بكردستان، بعد اجراء استفتاء سكاني في هذه المدينة الغنية بالنفط. كما اتفق المطلك مع المالكي في رفضه الدعوة الى الفدرالية التي تبنتها بعض المحافظات ذات الغالبية السنية. وقال بهذا الخصوص «نريد عراقاً موحداً، لكن اذا ما كان هناك إصرار فعلينا التوجه الى الفدرالية الادارية لا السياسية».
ولم يتطرق المطلك الى قضية الهاشمي، التي يطالب بعض أعضاء القائمة العراقية بمعالجتها عبر صفقة سياسية في وقت يؤكد فيه المالكي أنها مسألة قضائية. وكان المالكي قد طالب بحجب الثقة عن المطلك، اثر وصف الأخير له بأنه «ديكتاتور أسوأ من صدام» حسين، ما ادخل البلاد في ازمة سياسية.
في سياق متصل، أزالت رئاسة الجمهورية العراقية حقل نائب الرئيس طارق الهاشمي عن موقعها الالكتروني بعد بدء محاكمته أول من أمس غيابياً بتهم ارهابية. وحدّث المكتب الاعلامي للرئاسة الموقع الذي يتضمن حقولاً خاصة برئيس الجمهورية ونائبه خضير الخزاعي ومدير الديوان نصير العاني، فيما حذف حقل الهاشمي.
من جهة ثانية، وصف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر عناصر تابعين لتنظيمه السري المسلح «لواء اليوم الموعود» بالخونة. وقال رداً على سؤال لأحد أنصاره حول قيام بعض قيادات التنظيم بالتدخل في عمل المؤسسات والمراكز التابعة للتيار الصدري بعد خروج قوات الاحتلال، من دون تحفظ على سرية انتمائهم الى التنظيم، «هذه كارثة وخيانة».
(أ ف ب)