الجزائر | لم تعلق أي من الدول المجاورة للجزائر على نتائج الانتخابات التي جرت الخميس وكرست هيمنة «جبهة التحرير» و«التجمع الديموقراطي» على المشهد السياسي على حساب الإسلاميين، فيما تسابقت الدول الكبرى على مباركة الانتخابات والاعتراف بنتائجها. وفي موقف غير عادي يطرح العديد من التساؤلات، امتنعت طرابلس وتونس والرباط عن إبداء الرأي في موضوع الانتخابات ونتائجها، حتى بدا الموقف مرتبكاً بعد نحو اسبوع من تلك الانتخابات وكأن الامر لا يعنيهم؛ فلم تهنئ ولم تشكك ولم تشجب، رغم الحراك الداخلي في الجزائر الذي يراوح بين الارتياح والمعارضة للنتائج المُعلنة.
وأرجع البعض تأخر طرابلس والرباط عن إبداء الرأي الى مبدأ المعاملة بالمثل، كون الجزائر تأخرت أسبوعاً قبل الاعتراف بنتائج الانتخابات التي فاز بها حزب «العدالة والتنمية الاسلامي» في المغرب، كما تأخرت مدة بعد سقوط طرابلس قبل أن تعترف بالمجلس الانتقالي حاكماً على أنقاض نظام العقيد معمر القذافي.
لكن في تونس الوضع اختلف، حيث هنأ الرئيس عبد العزيز بوتفليقة شخصياً بنجاح الانتخابات التي حملت حركة «النهضة» الاسلامية الى حصد غالبية المقاعد في المجلس التأسيسي. الا أن الحكومة التونسية في المقابل لم تردّ بالمثل. صمت لم يمرّ على الصحافة الجزائرية التي اعتبرت سكوت المحيط غير طبيعي. وكانت صحف مغربية مؤيدة للحكومة قد أشارت الى جوانب سلبية في الانتخابات الجزائرية وتأسفت لإعلان للخسارة المدوية للاسلاميين، مع أنهم، في نظرها، قوة انتخابية هائلة وكان مرجحاً أن تقطف ثمار «الربيع الهادئ» لتحدث التغيير في البلاد انسجاماً مع المحيط.
وكانت يومية «التجديد»، التي تتحدث بلسان حال الحزب الحاكم في الرباط، أكثر جرأة حين قالت إن «الجزائر فوتت على نفسها فرصة التغيير الهادئ». وشككت في النتائج التي أعلنتها الحكومة.
في المقابل، تواصلت ردود الفعل الدولية، خصوصاً من القوى الكبرى كالولايات المتحدة وفرنسا وروسيا والصين وبريطانيا فضلاً عن الامم المتحدة التي أعربت كلها عن تفاؤلها بحدوث اصلاحات في الجزائر. وعبرت هذه القوى عن أهمية الاستقرار في الجزائر، فيما لم يخف بعضها، على غرار اسبانيا، بهجته بخسارة الاسلاميين.
في غضون ذلك، تناوبت قيادات التيار الاسلامي في الجزائر على شجب موقف وزير الخارجية الاسباني خوسي مانويل غارسيا مارغالو الذي أبدى بهجة مفرطة بخسارة الاسلاميين في انتخابات الخميس في الجزائر، واستخدم عبارات مباشرة أثارت غضب حركات «مجتمع السلم» و«النهضة» و«الاصلاح» و«جبهة العدالة والتنمية»، التي حصلت مجتمعة على 57 مقعداً بعد التصحيحات التي وقعت على النتائج.