تواصلت الاشتباكات والعمليات العسكرية في أنحاء مختلفة من سوريا مع دخول الأزمة شهرها الخامس عشر. في هذا الوقت، جددت الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري المعارض المنعقدة في روما أمس انتخاب برهان غليون رئيساً للمجلس بأكثرية 21 صوتاً، مقابل 11 صوتاً لعضو المجلس جورج صبرا، في أول انتخابات تجري بالاقتراع السري في المجلس. وهي المرة الأولى التي ينتخب فيها أعضاء الأمانة العامة رئيس المجلس، لا المكتب التنفيذي. وبحسب مصادر المجلس، كلف أعضاء الأمانة العامة غليون «تنفيذ خطة إصلاح للمجلس خلال الأشهر الثلاثة التي تمتد فيها ولايته». وكان غليون قد اختير رئيساً للمجلس الوطني لدى تأسيسه في تشرين الأول، ومدّد له المكتب التنفيذي في شباط الماضي.
على الأرض، تواصلت الاشتباكات والعمليات العسكرية في مناطق مختلفة من سوريا. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل أربعة أشخاص في مدينة بانياس الساحلية في انفجار. وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن «عبوة انفجرت بينما كان إرهابيون يعدّونها في إحدى الشقق السكنية». في ريف دمشق، قتلت طفلة في إطلاق نار عشوائي في منطقة شهاب الدين. وقتل رجل برصاص قناص في مدينة دوما. كذلك قتل فتى على أيدي قوات الأمن بعد اعتقاله في مدينة التل، وشاب في قدسيا برصاص الأمن. وأشار المرصد إلى تنفيذ القوات النظامية حملة دهم واعتقالات في حي ركن الدين في العاصمة ومناطق عدة من دوما التي تُعَدّ أحد معاقل الاحتجاج في الريف الدمشقي.
في دير الزور، أفادت لجان التنسيق المحلية في بيانات متلاحقة بتعرض أحياء المدينة لإطلاق رصاص كثيف من القوات النظامية وسماع دوي انفجارات في ظل تقدم مدرعات الجيش باتجاه المدينة. ولاحقاً، أفاد المرصد بسقوط سبعة قتلى في المدينة، بينهم شرطي منشق برصاص القوات النظامية. في محافظة درعا، قتل شاب في اشتباكات في مدينة داعل، وفقاً للمرصد.
وواصلت القوات النظامية قصف مدينة الرستن، ما أدى إلى إصابة عشرات الأشخاص بجروح، بحسب ناشطين في المدينة التي تُعَدّ أحد معاقل الجيش الحر في ريف حمص. وأفادت لجان التنسيق بأن وفداً من المراقبين الدوليين وصل إلى مدخل كفرزيتا ووقف عند الحاجز الأمني من دون دخول المدينة الواقعة في الريف الشمالي الغربي لحماة. من جهة أخرى، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» إن «مجموعة إرهابية مسلحة اغتالت أمس العميد نزار الحسين مع سائقه قرب مفرق شنشار على طريق حمص _ دمشق أثناء توجههما إلى عملهما».
بدوره قال رئيس فريق المراقبين الدوليين في سوريا الميجر جنرال روبرت مود، إن عدد المراقبين الدوليين في سوريا بلغ أكثر من 200 مراقب ينتشرون في جميع المناطق الساخنة في البلاد. وقال مود في تصريح: «قمنا بإنشاء محطة في محافظة دير الزور».
وتعرض فريق من المراقبين الدوليين في محافظة إدلب لاختطاف على أيدي مسلحين على طريق إدلب _ خان شيخون أمس. وقال مصدر محلي في محافظة إدلب «إن فريقاً من المراقبين الدوليين، خلال توجه إلى محافظة حماة، اعترضته مجموعة مسلحة وطلبت منه التوجه إلى مدينة خان شيخون للمشاركة في جنازة». وقال عضو في فريق المراقبين إن انفجاراً ألحق أضراراً بسيارة تابعة للمراقبين أثناء جولة تفقدية في بلدة خان شيخون، لكن لم يصب أحد من المراقبين بأذى في الانفجار. وقال مراقب ثانٍ: «نحن في أمان مع الجيش الحر وننتظر مجموعة (من الأمم المتحدة) لنقلنا».
وإزاء تواصل أعمال العنف، تحدث وزير الخارجية الفرنسي المنتهية ولايته آلان جوبيه الثلاثاء عن «احتمال إخفاق» مهمة كوفي أنان في سوريا، معرباً عن أمله في أن يتطور الموقف الروسي في نهاية المطاف نحو اتخاذ عقوبات في الأمم المتحدة ضد نظام بشار الأسد.
ونقل موقع صحيفة «زمان» عن رئيس الحكومة التركي رجب طيب أردوغان، قوله في اجتماع لكتلة حزب العدالة والتنمية الحاكم، إن «الذين يرون المشاكل في سوريا قتالاً مذهبياً، بالتأكيد يفشلون في الإنسانية».
من جهة ثانية، وجهت منظمة أطباء بلا حدود الثلاثاء نداءً لتكون «سلامة الجرحى والعاملين في المجال الطبي أولوية يجب التزامها». وأوجزت المنظمة التي قامت بمهمة سرية في سوريا رأيها بصراحة تامة، وقالت إن «هدف الجيش السوري هو قتل الجرحى ومن يشتبه في أنه يعالجهم»، كما يؤكد طبيب فرنسي.
وأعلن المتحدث باسم السفارة الإيرانية في تركيا عبد الرضا شقاقي، أمس، الإفراج عن اثنين من الزوار الإيرانيين الذين اختطفتهم جماعات مسلّحة في سوريا. ولا يزال 8 مهندسين وتقنيين واثنان من الزوار الإيرانيين، رهائن بأيدي المسلحين في سوريا.
إلى ذلك، برز خلاف بين دمشق والأمم المتحدة حول توزيع المساعدات. وقال دبلوماسيون إن الحكومة السورية تريد أن تدير توزيع كل مواد الإغاثة الإنسانية على نحو مليون شخص يحتاجون إلى المعونة، لكن الأمم المتحدة تريد أن يكون لها بعض السيطرة على العملية. وسئلت فاليري آموس، رئيسة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية خلال رحلة إلى كندا: هل وصلت المحادثات إلى طريق مسدود؟ فقالت: «إننا مستمرون في المناقشة والتفاوض، لذا لا أريد أن أستخدم هذا التعبير». وأضافت آموس أنها لا تعرف متى ستُحَل المسائل العالقة.
(سانا، رويترز، أ ف ب، يو بي آي)