قبيل توقيع الاتفاق بين الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية والجانب الإسرائيلي لوقف الإضراب، وبالتزامن مع توسّع حملة التضامن معهم داخل فلسطين وخارجها، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديداً « فايسبوك»، حركة مساندة واسعة جداً لأكثر من 2500 أسير يحتجون على ظروف اعتقالهم.
لم يقتصر هذا التأييد على عبارات استنكار للسياسة الإسرائيلية القمعية أو صور للأسرى، وأخرى تجسّد مدى قسوة ظروف الاعتقال، بل وصلت في اليومين الماضيين إلى حد بات فيه كل متضامن يستجيب للدعوة التي أطلقها «مصمم الغرافيك» الفلسطيني، حافظ عمر، على صفحته الرسمية على «فايسبوك» التي تحمل اسم «حيطان»، ويستبدل كل منهم صورته الشخصية بإحدى الرسوم التي أعدّها عمر، «دعماً لأسرانا الأبطال».
الرسوم جاءت موحدةً لجهة الألوان والهدف، تصوّر أسيرة أو أسيراً أو مجموعة أسرى، ينتمون إلى مختلف الفصائل الفلسطينية، غير واضحي الملامح ومعصوبي العينين يرتدون قميصاً كتب عليه بالعبرية. وفيما تخلو بعض الصور من أي تعليق مكتوب، احتوى بعضها الآخر على جمل مثل «تعاطفاً معكم يا أسرى أقصانا» و«فضلاً وليس أمراً... تضامناً مع الأسرى الفلسطينيين»، إضافةً إلى« أمعاؤكم، طريقكم للحرية!»، فضلاً عن جمل أخرى باللغة العبرية تحمل المعاني نفسها.
في المقابل، عمد الأشخاص الذين يرفضون عرض صور تتضمن محتوى عبرياً على «حيطانهم» الفايسبوكية إلى استبداله بعبارة «مي وملح » باللغتين العربية والإنكليزية، في إشارة إلى أن الأسرى لا يتناولون شيئاً سوى الماء والملح طوال فترة
إضرابهم.
«مي وملح» هو أيضاً اسم مقطع الفيديو الذي انتشر في الفضاء الافتراضي، والذي يصوّر أوّل تجربة تمثيلية مرتجلة من نوعها انطلقت في شوارع رام الله الأسبوع الماضي، وحملت الاسم نفسه، حيث قام عدد من الشابات والشبان الفلسطينيين بالتجوال في شوارع المدينة مطلقين مجموعة من الهتافات المؤيدة للأسرى، كذلك وزعوا زجاجات من المياه وأكياساً صغيرة من الملح على المارّة.
وفور إبرام الاتفاق بين الأسرى و«الشاباك» انتشرت صور الاحتفالات في مختلف المناطق الفلسطينية، وكان لافتاً نشر رسام الكاريكاتور Latuff (لطوف) صورة تجسّد «حنظلة»، رافعاً علامة النصر وهو يتبوّل على خوذة جندي إسرائيلي.