رام الله | من أمعائهم الخاوية وُلدت الحرية. أنه انتصار الإرادة الذي أعاد للشارع الفلسطيني نبض الحياة. انتصار الأمعاء الخاوية على الظلم من أجل الكرامة وعلى العزل الانفرادي والاعتقال الإداري في سجون الاحتلال. انتصار أهالي غزة على الاحتلال كي يجتمعوا بأبنائهم الأسرى. إنه انتصار لآدميتهم.كيف تحقق هذا الانتصار؟ أولاً بانصياع الاحتلال واعترافه باللجنة المركزية لقيادة الإضراب، وثانياً بجمعهم من كافة السجون في سجن عسقلان للاجتماع بهم، وسماع قرارهم النهائي بشأن الاتفاق لإنهاء الإضراب، الذي دخل يومه التاسع والعشرين في السجون، ووصل السابع والسبعين للأسيرين بلال ذياب وثائر حلاحلة. وعقدت قيادة الإضراب عصر أمس اجتماعاً في سجن عسقلان لمناقشة التفاهمات المطروحة وآليات تنفيذها مع مصلحة السجون الاسرائيلية بحضور الوسيط المصري، انتهى بتوقيع اتفاق إنهاء الإضراب عن الطعام من قبل الأسرى مقابل تلبية مطالبهم.
وأكد رئيس نادي الأسير الفلسطيني، قدورة فارس لـ«الأخبار»، أن كافة ممثلي الفصائل الفلسطينية ممثلون في اللجنة المركزية لقيادة الاضراب، وقعوا الاتفاق، بحضور ممثل عن الحكومة المصرية، وصل إلى السجن إثر تعثر المفاوضات بسبب تراجع الجانب الاسرائيلي عن بعض بنود الاتفاق، أهمها الاعتقال الإداري. وأشار الى أن المسؤول المصري الرفيع المستوى، غادر السجن، وأبلغه بتوقيع الاتفاق رسمياً، فيما أكدت المتحدثة باسم مصلحة السجون الاسرائيلية، سيفان وايزمان، التوصل الى الاتفاق «عقب تفاهمات تمت صياغتها في الأيام الأخيرة».
وكانت قد سرت أنباء بُعيد الإعلان عن التوصل الى اتفاق حول تراجع الجانب الإسرائيلي عن بعض البنود التي اتُّفق عليها، وتحديداً عدم التجديد الإداري لأي أسير فلسطيني والإفراج عن كل أسير إداري بعد انتهاء حكمه ما لم تتوافر معلومات جديدة، وتحويل كل من ثبتت عليه التهم للمحاكمة وعدم الاعتقال.
وكان وزير الأسرى عيسى قراقع قد أكد أن الصيغة التي اتُّفق عليها بين ممثلي الحكومة المصرية والفصائل الفلسطينية وإسرائيل، بحضور ممثل الرئيس الفلسطيني، عزام الأحمد، تعتبر استجابة كبيرة لمطالب المعتقلين المضربين. وقال قراقع إن الاتفاقية نصت على «عدم تجديد الاعتقال الإداري لكافة الاسرى الاداريين، والإفراج عنهم فور انتهاء محكوميتهم، وانهاء العزل الانفرادي، والسماح بزيارة أسرى قطاع غزة من قرابة الدرجة الأولى، وغيرها من القضايا التي تلبي مطالب الأسرى». وشدد على ان إنهاء قضية العزل الانفرادي وعدم تجديد الحكم الاداري سابقة مهمة جداً، بحيث شمل كافة الاداريين وليس عدداً محدداً منهم فقط. وختم بالقول «إننا نعول بإيجابية على الرعاية المصرية للاتفاق والضغوط الدولية على اسرائيل لحل مشكلة الاسرى»، معرباً عن أمله أن يصدق الاحتلال وينفذ ما اتُّفق عليه.
بدوره، أكد عزام الأحمد، أنّه سيبقى في القاهرة لمتابعة تنفيذ الاتفاق، بما يضمن تحقيق المطالب التي أضرب من أجلها الأسرى، وعبر عن اقتناعه بأن «الأسرى سيحتفلون بإنجاز انتصار كبير». وقال «بحمد الله أُنجزت خطوات مهمة والتوصل لصيغة اتفاق يضمن تحقيق المطالب التي خاض لأجلها أسرى الحرية، لمعركة الأمعاء الخاوية». ورأى المتحدث باسم «حماس»، فوزي برهوم، أن التوصل إلى الاتفاق حصل «بعد تشكيل أكبر حالة ضغط فلسطينية دولية على الكيان الصهيوني ومحاصرته دبلوماسياً وإعلامياً وسياسياً وجماهيرياً»، مثمناً الجهد المصري في هذا الإطار. وكان وفد من «حماس» مكلف متابعة إضراب الأسرى قد عاد إلى غزة من القاهرة بعد مباحثات مع المسؤولين المصريين جرى خلالها التوصل إلى اتفاق الإطار عبر محادثات غير مباشرة مع إسرائيل. وقال المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية المقالة، طاهر النونو، إن قيادة الإضراب كانت على تواصل مستمر مع الوفد.