رأت روسيا، أمس، أن القاعدة ومجموعات متحالفة معها تقف «وراء الاعتداءات» التي وقعت في الأيام الماضية في سوريا. وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف إن روسيا ستحبط أي قرارات في مجلس الأمن تتيح تدخلاً عسكرياً في سوريا. ورأى أن من غير المرجح في الظروف الراهنة أن تجرى مفاوضات بين المعارضة والحكومة السورية. وأضاف «من الصعب القول كيف ستتطور الأمور. لكن في الوقت الراهن، فإن ظروف جلوس الطرفين الى طاولة مفاوضات غير متوافرة». وحذر من أن النزاع قد يصبح طويل الأمد بين الطرفين لأن أياً منهما غير قادر على إلحاق ضربة قاضية بالآخر، والنتيجة الأسوأ هي استمرار هذه المراوحة».
وفي السياق، نقلت وكالة مهر الإيرانية للأنباء عن مستشار المرشد الأعلى للثورة في إيران، غلام علي حداد عادل، قوله «إن التفجيرات الأخيرة في سوريا تستهدف المقاومة. والنظام السوري يحظى بدعم شعبي، ولن يسقط بعدة تفجيرات».
وفي الرياض، أكد وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، خلال مؤتمر صحافي في ختام قمة تشاورية لمجلس التعاون الخليجي، أن «الثقة بجهود أنان بدأت تتناقص كثيراً وبسرعة لأن القتال ما يزال مستمراً، ونزف الدماء كذلك».
وأضاف إن «العذر بالقول إن نزف الدم مستمر، لكنه أخف، لا يعالج المشكلة في سوريا».
وقال الفيصل إن «اتهام دول الخليج بالتدخل في سوريا باطل، والهدف منه أن ننسى تدخلات سوريا في لبنان، متسائلاً «ما هو مبرر تدخلاتها في لبنان؟ تريد منه أموراً لا يريد أن يقوم بها».
وفي إشارة واضحة الى فشل مبادرة الجامعة العربية لتوحيد المعارضة السورية، قال أحمد رمضان، عضو المجلس الوطني السوري المعارض، أمس، إن المجلس لن يشارك في محادثات ترعاها جامعة الدول العربية بهدف توحيد صفوفه. وأضاف لـ«رويترز» في روما إن المجلس لن يتوجه إلى الاجتماع في القاهرة لأن الجامعة العربية لم توجه له الدعوة كهيئة رسمية، بل كأفراد. ويأتي إعلان مقاطعة المجلس الوطني لاجتماع القاهرة بعد يوم على اعلان هيئة التنسيق الوطنية المعارضة رفضها المشاركة في الاجتماع.
وفي وقت لاحق أعلنت الجامعة العربية في بيان أنها أجلت اجتماع المعارضة السورية هذا الاسبوع استجابة لطلب من جماعات المعارضة.
من جهة ثانية، أقر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، أمس، حزمة جديدة هي الخامسة عشرة من العقوبات ضد النظام السوري. وتطاول العقوبات الجديدة 129 شخصاً و43 شركة أو منشأة، حيث ستجمد أرصدتهم ويفرض حظر على سفرهم. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون «نحن نواصل النظر في فرض عقوبات مرة أخرى».
وقال وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، «من المهم جداً مواصلة الضغط على نظام (الرئيس بشار) الأسد»، فيما قال وزير خارجية لوكسمبورغ، جين اسلبورن، «علينا أن نواصل الضغط السياسي». وأكد وزير خارجية السويد، كارل بيلت، أن فشل خطة أنان سيؤدي «الى حرب طائفية أهلية».
وقالت آشتون إن الاتحاد الأوروبي سلم في عطلة نهاية الأسبوع أسطولاً من العربات المدرعة لمساعدة أنان في مهمته. وقال دبلوماسيون ان الاتحاد الأوروبي دفع تمويلاً لـ 25 عربة، وأضافوا إنه سيتم تقديم مزيد من المساعدات الطبية.
ميدانياً، زار وفد من المراقبين الدوليين أمس مدينة دوما بريف دمشق وحيي القصور والخالدية بحمص. كما التقى وفد المراقبين الدوليين محافظ دير الزور. وأوضح حسن سقلاوي، المسؤول الإعلامي في بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا في تصريح صحافي أمام مقر الأونروا بدمشق، «أن عدد أفراد البعثة وصل إلى 250 عضواً، منهم 189 عسكرياً».
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن اشتباكات عنيفة منذ الفجر «على مداخل مدينة الرستن بين مقاتلين منشقين والقوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام المدينة الخارجة عن سيطرة النظام منذ أشهر»، مشيراً الى مقتل «ما لا يقل عن 23 جندياً من القوات النظامية وجرح العشرات»، إضافة الى «تدمير ثلاث ناقلات جند مدرعة والاستيلاء على اثنتين منها».
وفي دمشق، أفاد المرصد بأن القوات النظامية نفذت حملة مداهمات في حي القابون. وفي محافظة حماه خرجت تظاهرات، أبرزها في بلدة اللطامنة تضامناً مع بلدة التمانعة الواقعة أيضاً في الريف الغربي من المحافظة نفسها.
في المقابل، أعلنت وكالة سانا أن المجموعات المسلحة اغتالت ضابطاً برتبة عقيد في منطقة جوبر بدمشق. وضابطاً برتبة مقدم في درعا. وفي إدلب، اغتالت مجموعة إرهابية مسلحة أول مواطن في بلدة عزمارين بريف إدلب.
(سانا، ا ف ب، رويترز، يو بي آي)