المنامة ـ الأخبار يعقد القادة الخليجيون لقاءهم التشاوري الرابع عشر (المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية) اليوم في الرياض، وسط انقسام حاد داخل البحرين على الاقتراح الذي أُثير في قمة مجلس التعاون العادية السابقة حول إقامة نوع من الاتحاد بين دول الخليج على أن يبدأ بين البحرين والسعودية كردّ على «التهديدات الايرانية»، وهو ما انعكس على الشارع البحريني، حيث تصاعدت الاحتجاجات التي تصدّت لها القوات الأمنية بالقوة.
وفيما رحبت السلطة البحرينية بالاقتراح الخليجي، رأت المعارضة أن من شأن هذا الأمر أن ينسف الاستقلال. ورأى رئيس الوزراء البحريني خليفة بن سلمان آل خليفة أن التحديات الناجمة عن الظروف الاستثنائية تجعل الاتحاد الخليجي أمراً ملحاً. ونقلت صحيفة «الرياض» السعودية عن خليفة قوله إن «الظروف الاستثنائية والتحديات الناجمة عنها تجعل خيار الاتحاد امراً ملحاً». واكد ان اولوية العمل الخليجي ينبغي ان «تتركز في هذه المرحلة على تحقيق وضمان الامن بمفهومه الواسع، وزيادة التنسيق المشترك في المجالات الامنية والعسكرية والدفاعية عن طريق تبني منظومة امنية خليجية موحدة».
بدورها، أكدت وزيرة الدولة لشؤون الاعلام، سميرة رجب، أن «موضوع الاتحاد الخليجي سيكون مطروحاً على جدول أعمال قمة الرياض»، وأن الاتحاد «يمكن أن يبدأ بعضوين أو ثلاثة أعضاء» من اصل الدول الست الاعضاء في مجلس التعاون الخليجي. وأضافت إن الفكرة «اقترحتها السعودية وإن البحرين توافق على الاتحاد»، مشيرة الى أن المشروع سيكون «شبيهاً بالاتحاد الأوروبي، مع الأخذ في الاعتبار الصعوبات التي اعترضت هذا الاتحاد».
في المقابل، انتقد أكبر فصيل للمعارضة في البحرين بشدّة اقتراح الاتحاد، ورأى الأمين العام لجمعية «الوفاق»، علي سلمان، أن العناوين المطروحة للوحدة الخليجية هي «تفريط في الاستقلال». وقال أمام حشد من الجماهير إن «البحرين حصلت على استقلالها بعد استفتاء شعبي قادته الأمم المتحدة لحل نزاع بين إيران والبحرين على تبعية الجزيرة أو استقلالها». وشدد على أن «شعب البحرين صوت على عنوان الاستقلال، وبالتالي في البحرين، على نحو استثنائي، ما حقق الاستقلال لها ليس أسرة آل خليفة بل شعب البحرين، وهو الوحيد الذي يملك حق التصرف والحديث عن الاستقلال وعدمه، وليست لأي سلطة في أي مكان وبالأخص البحرين، ليس لأي سلطة وليس لآل خليفة الحق في أي عنوان وحدة أو كونفدرالية مع أي أحد». وأكد «قراركم باطل لا يعتمد على أي أساس شرعي».
ودعا الى اجراء استفتاء شعبي «يقول فيه الشعب الكويتي هل يريد أن ينظم إلى وحدة من نوع معين أو لا، ويقول فيه الشعب السعودي العزيز هل يريد ذلك أم لا، ويقول فيه الشعب العماني والإماراتي والقطري والبحريني، يقول بإرادة حرة عبر طريقة منظمة ديموقراطياً هل يريد أن يكون جزءاً من هذا النوع من الوحدة أو لا»، على غرار ما فعلته «الحكومات التي تحترم نفسها في الاتحاد الأوروبي». وتابع «لكي لا يقال لماذا يرفض البحرينيون ذلك، نقول نرفضها للأسباب التي يرفضها أمير قطر وامير الكويت وسلطان عمان وشيخ الإمارات».
ميدانياً، فرقت قوات الامن البحرينية بالقوة مسيرات خرجت في قرى متفرقة للتضامن مع معارضين معتقلين تلبية لدعوة أطلقها «ائتلاف 14 فبراير» تحت شعار «الأمعاء الخاوية تهز عروش الطاغية». ورفع المتظاهرون صورا للمعارضين المعتقلين ورددوا شعارات «الشعب يريد اسقاط النظام».
الى ذلك، أمرت نيابة المحافظة الشمالية بتجديد حبس الناشط البارز نبيل رجب سبعة أيام احتياطياً على ذمة التحقيق، بتهمة الدعوة الى مسيرة غير مخطر عنها.
من جهة ثانية، أعلنت الولايات المتحدة أنها ستستأنف جزئياً عمليات بيع المعدات العسكرية الى البحرين بعد تجميد معظم الشحنات بسبب قمع الحركة الاحتجاجية، لكن المتحدثة باسم الخارجية، فكتوريا نولاند، قالت إن «القطع التي سيستأنف تسليمها لا تستخدم في مراقبة التظاهرات».