في خطوةٍ غير مألوفة ولا تبدو بعيدة عن استثمار التغيير الحكومي في المواجهة مع الملف النووي الإيراني، أقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على إشراك نائبه الجديد، شاؤول موفاز، إضافةً إلى كل من وزيري الدفاع والخارجية، إيهود باراك وأفيغدور ليبرمان، في اللقاء الذي عقده أمس مع وزيرة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون.
وذكرت وسائل الإعلام العبرية، أن الجانب الإسرائيلي أظهر خلال الاجتماع مواقف متشددة حيال ما اعتبر أن المطلوب من إيران تنفيذه. ونقل موقع «هآرتس» عن مسؤول إسرائيلي قوله إن نتنياهو والوزراء الثلاثة أوضحوا لآشتون أن إسرائيل ستعتبر أن المفاوضات مع إيران أفضت إلى تقدم فقط عندما تعلن الأخيرة موافقتها على وقف التخصيب بشكل كامل وإخراج كل المادة المخصبة من أراضيها وتفكيك منشأة فوردو في قم، على أن يكون ذلك كله مقروناً بجدولٍ زمني واضح. وقال نتنياهو لآشتون إن «إيران تحاول أن تربح الوقت من طريق المحادثات مع الغرب، وليس لديها النية لوقف برنامجها النووي».
وأشار معلقون إسرائيليون إلى أن ما دفع نتنياهو إلى إشراك الوزراء الثلاثة في اجتماعه بآشتون هو رغبته في إظهار «موقف متشدد وموحد» أمام المسؤولة الأوروبية التي تدير المفاوضات مع إيران باسم دول «5+1».
وتأتي زيارة آشتون لإسرائيل في سياق وضعها بصورة المفاوضات التي تجريها الدول الست مع طهران وإطلاعها على التوقعات بشأن الجولة القادمة في بغداد بعد نحو أسبوعين. وخلافاً لكل الزيارات السابقة، لم يعلن مكتب آشتون الزيارة بشكل مسبق، كذلك لم يشمل برنامجها زيارة السلطة الفلسطينية.
وعلى الخط الإسرائيلي الإيراني، ذكرت صحيفة «معاريف» أمس أن اللقاءات التي جمعت كلاً من نتنياهو وموفاز لبحث انضمام «كديما» إلى الحكومة تناولت في جانب مهم منها الملف النووي الإيراني، حيث أراد نتنياهو أن يفهم موقف حليفه الائتلافي الجديد من السياسة التي يقودها ضد إيران.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع على اتصالات الجانبين أن نتنياهو وموفاز كانا «على نفس الموجة» في الموضوع الإيراني. ويعني ذلك، بحسب الصحيفة، أن موفاز سيعزز موقف نتنياهو وباراك في هيئة «التساعية» الوزارية المسؤولة عن اتخاذ القرارات الاستراتيجية الكبرى، ومن بينها قرار الهجوم على إيران. يشار إلى أنه وفقاً لتقارير إسرائيلية، هناك عدد من الوزراء في نادي «التساعية» يعارضون توجيه ضربة عسكرية لإيران، من بينهم دان ميريدور وبيني بيغين، وانضم إليهما أخيراً موشيه يعالون.
ومن المعلوم أن موفاز قاد حتى قبيل مشاركته في الحكومة خطاً منتقداً لسياسة نتنياهو التهويلية في الموضوع الإيراني، معتبراً أنه «يخيف الجمهور الإسرائيلي». وكان موفاز يرى أنه ينبغي لإسرائيل أن لا تتصدى مباشرة لمعالجة هذا الملف الذي يجب أن يبقى استحقاقاً دولياً. واعتبر موفاز في الماضي أن إيران بعيدة عن تطوير سلاح نووي وفي كل الأحوال، فإن التهديد بمهاجمتها يجب أن يكون حلاً أخيراً.
إلا أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تجمع على أن مواقف موفاز ما قبل الدخول إلى الحكومة شيء وما بعدها شيء آخر. وتوقعت مصادر لإذاعة الجيش، أمس، أن يحدث تغيير دراماتيكي في موقف موفاز المعارض لشن هجوم على طهران وأن ينتقل بموقفه الجديد إلى تأييد مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. وقالت المصادر إن نتنياهو يشعر بخيانة التحالف الغربي لمشروعه في مواجهة إيران، في ظل الغزل المعلن والخفي بين طهران وواشنطن. وأوضحت المصادر أن السبب الرئيسي لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية بقيادة موفاز ونتنياهو هو مواجهة التحديات الأمنية والسياسية المقبلة التي تتطلب توحد المجتمع الإسرائيلي خلف حكومته في مواجهة مستقبل مليء بالمفاجآت.