انفجرت عبوة صباح أمس لدى مرور موكب من ست سيارات لبعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا «اليونسميس»، بينهم رئيس الفريق الجنرال روبرت مود، عند مدخل درعا، ما أدى إلى إصابة 8 جنود سوريين بجروح، فيما لم يصب مود بأذى. وكان ضمن الموكب أيضاً المتحدث باسم فريق المراقبين نيراج سينغ. وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن التفجير، قد يؤدي الى إعادة النظر في مهمة الأمم المتحدة في هذا البلد.
وقال مصدر سوري في محافظة درعا إن «عبوة ناسفة تزن ما بين 40 إلى 50 كلغ انفجرت لدى وصول فريق المراقبين الدوليين إلى قرب مجبل يتبع للشركة العامة للطرق والجسور على مدخل مدينة درعا». وأوضح المصدر أن تفجير العبوة حصل عن بُعد، مشيراً إلى أن الانفجار أصاب مقدمة الموكب، ما أدى إلى جرح ضابط سوري برتبة ملازم أول و7 عناصر آخرين من فريق الحماية المكلّف مرافقة البعثة الدولية في تحرّكاتها، إضافة إلى مصور يعمل في التلفزيون الرسمي السوري، فيما لم يصب أي من المراقبين الدوليين بأذى.
وهذا الاستهداف هو الأول من نوعه الذي يطاول فريق «اليونسميس» خلال عملهم في سوريا الذي بدأ في 12 نيسان الماضي.
وسارع المجلس الوطني السوري المعارض إلى اتهام السلطات السورية بتدبير انفجارات كهذه «لإبعاد المراقبين عن الساحة» ولتثبيت «مزاعمه بوجود أصولية وإرهاب في سوريا». وندد الجنرال مود، في أول تعليق على الحادث بالانفجار، واصفاً إياه بأنه «مثال حيّ على أعمال العنف التي لا يحتاج إليها السوريون».
ونقل نيراج سينغ عن مود قوله إن «من الضروري أن تتوقف أشكال العنف كافة، ونحن سنبقى مركزين على مهمتنا». كذلك أدانت باريس «بحزم» التفجير، محملة السلطات السورية مسؤولية أمن المراقبين، كما جاء على لسان المتحدث باسم الخارجية بيرنار فاليرو.
ويعمل على مراقبة وقف إطلاق النار في سوريا نحو سبعين مراقباً، على أن يرتفع عددهم إلى 300 في الأسابيع المقبلة. وقال سينغ إن «أربعة مراقبين استقروا أول من أمس في مدينة حلب»، التي تشهد منذ أشهر تصاعداً في الحركة الاحتجاجية. وأوضح أن عدد المراقبين وصل حالياً إلى سبعين مراقباً، مشيراً إلى أن «عددهم سيرتفع إلى أكثر من مئة في اليومين المقبلين».
ودعا رئيس المجلس العسكري للجيش السوري الحر العميد مصطفى الشيخ المجتمع الدولي إلى توجيه «ضربات نوعية إلى مفاصل الدولة الأمنية والعسكرية مثلما حدث في ليبيا». وأكد الشيخ، في المقابل، رفضه «اجتياحاً برياً لسوريا»، مضيفاً: «نحن مع إسقاط النظام، ولسنا مع إسقاط الدولة» السورية. ورأى قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد في تصريحات لصحيفة «الشرق الأوسط» صدرت أمس أن «الدفاع عن النفس وعن الشعب السوري أصبح مشروعاً بعد مرور ثلاثة أسابيع على بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار».
وعرض المبعوث السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري مساء الثلاثاء قرصاً مدمجاً، قال إنه يحتوي على اعترافات من 26 مقاتلاً عربياً ضُبطوا في سوريا وجاؤوا من ليبيا وتونس ودول أخرى عبر تركيا ولبنان للإعداد لأعمال «إرهابية» في سوريا. وأضاف أن القوات السورية قتلت 15 مقاتلاً أجنبياً آخرين، وحث السعودية وقطر وتركيا على التوقف عن دعم الجماعات المسلحة.
من جهة ثانية، رأى الرئيس التونسي المنصف المرزوقي أول من أمس أن خطة الموفد الدولي كوفي أنان هي «المخرج الأمثل» لحل الأزمة في سوريا. وجاء موقف المرزوقي بعد استقباله المعارض السوري هيثم مناع، رئيس «هيئة التنسيق الوطنية في سوريا».
في المقابل، نقلت وكالة مهر الإيرانية للأنباء عن مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان، قوله إن بلاده «تدعم بشدة الشعب السوري المقاوم وخطة إصلاحات (الرئيس السوري) بشار الأسد».
وهنأ المجلس الوطني السوري المعارض الرئيس الفرنسي المنتخب فرنسوا هولاند بالفوز في الانتخابات الرئاسية، داعياً إياه إلى «مساندة الشعب السوري في كفاحه من أجل الحرية والديموقراطية والمساواة».
ميدانياً، تعرضت مدينة دوما، التي تُعَدّ أحد معاقل الاحتجاج في الريف الدمشقي، لقصف وإطلاق نار استمر من الليل حتى قبل الظهر، بحسب المرصد وناشطين في المدينة. وفي العاصمة نفسها، وقعت اشتباكات محدودة بين دورية للأمن ومقاتلين من المجموعات المسلحة من دون وقوع ضحايا، بحسب المرصد. وشنت القوات النظامية حملة اعتقالات في حرستا أدت إلى اعتقال عشرات الأشخاص.
وقال نشطاء إن مقاتلين من المعارضة السورية قتلوا سبعة على الأقل في إحدى ضواحي دمشق. واستهدف الهجوم بالقذائف الصاروخية حافلة في ضاحية عربين دفع الجيش إلى تطويق المنطقة.
وفي مدينة حلب، دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومجموعة مسلحة في حي الأشرفية، وقتل أحد العناصر الموالين للنظام، بحسب المرصد. وفي محافظة إدلب، بالقرب من مدينة جسر الشغور، قتل مدني وأُصيب ثلاثة آخرون بجروح في نيران من رشاشات للقوات النظامية في بلدة تل عين الحمراء. وقتل عسكري متقاعد برصاص قناصة في قرية المغارة.
وفي حمص، قتل شخصان بنيران القوات النظامية في حيي الخالدية وكرم الزيتون. وفي دير الزور، نفذت القوات النظامية حملة دهم في السفيرة والقورية وقرية الحصان. وقتل عنصرا أمن في حي الجورة في دير الزور في انفجار، وفقاً للمرصد.
في المقابل، أعلنت وكالة سانا أن مجموعة إرهابية مسلحة هاجمت بنيران أسلحتها الرشاشة أول من أمس حافلة لنقل العمال عائدة لشركة كايتون للأحذية بين حمص وحماة قرب مفرق السودا. كذلك اغتالت مجموعة أخرى أحد شيوخ عشيرة العكيدات بإطلاق النار عليه عند مفرق قرية جاسم في محافظة دير الزور. وفُكِّكت عبوة ناسفة في حديقة بحماة. ونقل مراسل سانا عن مصدر في محافظة حماة خبر مقتل مواطن على طريق حلب بطلق ناري من قبل مسلحين. وأقدمت مجموعة مسلحة على اختطاف المقدم زهير محمد النابلسي من منزله بقرية النعيمة في درعا. واقتصر انفجار عبوة ناسفة في إدلب على أضرار مادية في شبكة الكهرباء. كذلك أدى انفجار عبوة ناسفة بالقرب من الأرصاد الجوية بإدلب إلى إصابة أربعة أشخاص بجروح. وفككت وحدات الهندسة عبوتين ناسفتين بالقرب من مركز الأرصاد الجوية على طريق إدلب _ سلقين.
(سانا، رويترز، أ ف ب، يو بي آي)