افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان «انفجاراً ارهابياً» نفذه انتحاري امس في حي الميدان وسط العاصمة السورية اسفر عن «تسعة شهداء وعشرات الجرحى اضافة الى اشلاء في محفظتين طبيتين». وبث التلفزيون صوراً لمكان الانفجار تحت جسر في حي الميدان، الذي شهد انفجاراً سابقاً في السادس من كانون الثاني اوقع 26 قتيلاً. وبدت في الصور آثار دماء واشلاء بشرية للضحايا وحافلة صغيرة تعرض زجاجها للكسر.
ونسبت وزارة الداخلية، في بيان نشرته الوكالة العملية، الى «المجموعات الإرهابية التكفيرية التي تستهدف أمن واستقرار الشعب السوري». وذكر البيان «أقدم إرهابي انتحاري يحمل حزاماً ناسفاً على تفجير نفسه في الشارع العام بالقرب من مسجد زين العابدين بحي الميدان وسط دمشق وبالتزامن مع خروج المصلين من المسجد». واكدت الوزارة «انها لن تتساهل في التعامل مع المجموعات الإرهابية وستضرب بيد من حديد كل من يعمل على ترويع المواطنين ونشر الفوضى في البلاد». كذلك انفجرت سيارة اخرى في وقت سابق امس في حي الصناعة الواقع على اطراف العاصمة السورية، حسبما افادت مصادر متقاطعة. وفي دمشق ايضاً، اصيب مدنيان صادف وجودهما اثناء انفجار عبوة ناسفة زرعتها «مجموعة ارهابية مسلحة» بالقرب من كلية الزراعة، بحسب الوكالة.
يأتي ذلك فيما تظاهر عشرات الآلاف من الاشخاص في سوريا الجمعة للمطالبة باسقاط نظام الرئيس بشار الاسد، بحسب ما افاد ناشطون واظهرت مقاطع بثت على الانترنت. واحصى المركز السوري لتوثيق الاحتجاجات حتى السابعة من مساء امس 570 تظاهرة في 460 نقطة تظاهر في الجمعة التي اطلقت عليها المعارضة تسمية «أتى أمر الله فلا تستعجلوه».
وفي حلب، خرج آلاف الاشخاص في تظاهرات عدة جابت شوارع المدينة، وسجلت اكبر التظاهرات في حيي الشعار ومساكن هنانو بحسب ما افاد المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي. وقال المرصد إن مواطناً قتل وجرح ثلاثة آخرون برصاص قوات الامن التي اطلقت النار لتفريق المتظاهرين في حي الصاخور في حلب، كما قتل ثلاثة من عناصر الامن اثر استهداف سيارتهم من قبل مسلحين في حي الانصاري حلب.
وفي حماه، التي كانت في الايام الاخيرة مسرحاً لعمليات عسكرية اسفرت عن مقتل وجرح عشرات الاشخاص، خرجت تظاهرات في احياء المدينة، ولا سيما حي المشاع الذي تعرض لقصف من القوات النظامية قبل يومين. وخرجت تظاهرات في مختلف بلدات وقرى الريف. واظهر احد مقاطع الفيديو التي بثها ناشطون متظاهرين في حي الملعب في حماه وهم يحملون لافتة كتب عليها «فقط في سوريا لجنة المراقبين عون للظالمين».
وفي ريف دمشق، افاد المرصد عن «استشهاد مواطن في قرية دف الشوك اثر اطلاق النار على متظاهرين». وافاد عضو لجان التنسيق المحلية في الزبداني محمد فارس عن خروج «تظاهرة حاشدة بعد صلاة الجمعة تنادي بإسقاط النظام وتهتف للمدن المحاصرة والمعرضة للحملات الأمنية الشديد».
وفي بيت سحم، بيّن شريط فيديو تظاهرة عبّر فيها المشاركون عن تضامنهم مع المدن المنكوبة حيث اظهرت لافتة «اقصفونا واتركوا حمص ودوما».
وفي شرق البلاد، اظهرت عدة شرائط فيديو بثها ناشطون على موقع اليوتيوب عشرات المتظاهرين في عدد من احياء مدينة دير الزور منها الجبيلة والحميدية وحي المطار. كما افادت اللجان عن خروج تظاهرة حاشدة انطلقت وسط مدينة الدرباسية واخرى في عامودا ذات الغالبية الكردية والتابعة لمدينة الحسكة.
وفي ريف ادلب، بيّن شريط تظاهرة جرت في جسر الشغور غلب الفتيان على مشاركيها، كما خرج عشرات المتظاهرين تتبعهم مظاهرة نسائية في حاس وهم يحملون لافتات كتب عليها «كلهم يا سوريا باعوكي كلام والشعب يريد اسقاط النظام» و«خذلتونا يا عرب». وفي شمال البلاد، افادت لجان التنسيق عن خروج تظاهرة من مسجد عثمان بن عفان في الرقة قامت قوات الأمن بتفريقها.
إلى ذلك، اعربت منظمة «مراسلون بلا حدود» عن قلقها ازاء مصير الناشطة يارا ميشيل شماس التي تواجه اتهامات تصل عقوبتها الى الاعدام، بحسب ما جاء في بيان للمنظمة التي طالبت السلطات السورية بالافراج عن الصحافيين والناشطين وفقاً لخطة المبعوث الدولي كوفي انان. وقالت المنظمة «في حين ان مراقبي الأمم المتحدة يحاولون بصعوبة انجاز مهمتهم، تأمل مراسلون بلا حدود أن تلفت الانتباه إلى عدة انتهاكات لحرية الاعلام يستمر نظام بشار الاسد في ارتكابها، ولا سيما بحبس من يملكون الشجاعة لإطلاعنا على أخبار الوضع السائد في سوريا». ودعت المنظمة «الى الافراج الفوري عن كل الاعلاميين والمواطنين الصحافيين ومستخدمي الانترنت الذين يسجنهم النظام».
واعلنت الامم المتحدة في تقرير امس أن اكثر من 65 الف سوري فروا من بلادهم منذ بدء قمع الحركة الاحتجاجية هناك، وقد توجه معظمهم نحو تركيا ولبنان. وذكر التقرير الذي نشر على موقع المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين، ان عدد اللاجئين السوريين في الدول المجاورة لسوريا وصل الى 65,070 بينهم نحو 50 الفاً سجلوا بياناتهم لدى الامم المتحدة. واوضح التقرير أن هناك نحو 24 الف لاجئ في تركيا، ونحو 22 الفاً في لبنان، ونحو 16 الفاً في الاردن، واكثر من ثلاثة آلاف في العراق.
(الأخبار، سانا، ا ف ب، رويترز)