وصف الوسيط الدولي للأمم المتحدة، كوفي أنان، قرار مجلس الأمن بنشر 300 مراقب في سوريا بأنه يمثل «لحظة حاسمة لاستقرار البلاد». ودعا كلاً من قوات الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة إلى إلقاء السلاح والعمل مع المراقبين العزل لدعم الوقف الهش لإطلاق النار. وقال أنان «يجب أن تكف الحكومة عن استخدام الأسلحة الثقيلة بشكل خاص، وأن تسحب كما تعهدت مثل هذه الأسلحة والوحدات المسلحة من المراكز السكنية». ويقول معارضو الرئيس السوري، بشار الأسد، إن قواته واصلت قصف معاقل المعارضة في انتهاك للهدنة، فيما تقول السلطات إن «مجموعات إرهابية مسلحة» واصلت حملة التفجيرات ضد أهداف حكومية. وقال نشطاء إن جنوداً سوريين مدعومين بالدبابات قتلوا ستة أشخاص على الأقل أمس الأحد. وأضافوا إن الجنود، تدعمهم الدبابات، اقتحموا بلدة دوما شرق دمشق، فيما فتحت قوات الأمن النار في إدلب في شمال البلاد.
وأظهرت لقطات فيديو على الإنترنت، قال ناشطون إنها في دوما، الدخان يتصاعد من المباني الرمادية وأصوات إطلاق نار كثيف في الخلفية. وأظهر مقطع الجنود وهم يرتدون خوذات وسترات واقية من الرصاص بالقرب من دبابة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ما لا يقل عن أربعة جنود قتلوا إثر تفجير عبوة ناسفة بناقلة جند مدرعة في مدينة دوما.
ولم تشر وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) الى القتال في دوما، لكنها قالت إن «مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت بعبوة ناسفة حافلة على طريق الرقة _ حلب، تقلّ عدداً من الضباط وصف الضباط من إحدى الوحدات العسكرية، ما أدى الى استشهاد أحد العناصر وإصابة 42 آخرين من الضباط وصف الضباط». كما قالت الوكالة السورية إن «مجموعة إرهابية مسلحة» أخرى استهدفت بعبوة ناسفة قطاراً لشحن القمح المستخدم لصنع الخبز في إدلب.
وتجول مراقبو الأمم المتحدة في وسط مدينة حمص يوم السبت، حيث ساد الهدوء في الأحياء التي شهدت على مدى أسابيع عمليات عسكرية واسعة النطاق. وذكر المسؤول في طليعة بعثة المراقبين، نيراج سينغ، «بقي اثنان من المراقبين الدوليين منذ مساء السبت في حمص، التي زارها المراقبون يوم أمس». وأوضح سينغ «لقد كانت زيارة طويلة، التقى جنود حفظ السلام خلالها السلطات المحلية وجميع الأطراف وتكلموا مع الناس وقاموا بجولة في المدينة وتوقفوا في عدد من المناطق». وأشار المسؤول الى وجود «ثمانية مراقبين في سوريا، ومن المنتظر أن يصلها أيضاً مراقبان آخران الاثنين».
وبيّن شريط بثه ناشطون على الإنترنت عدداً من جنود حفظ السلام، بينهم رئيس الفريق العقيد أحمد حميش، وهم يتحدثون مع السكان في غرفة خلال زيارتهم لمدينة حمص. وأظهر مقطع الفيديو أحد سكان حي الخالدية وهو يتحدث الى المراقبين بالإنكليزية «من فضلكم ابقوا معنا، إن هذا مهم جداً»، مضيفاً «إن القصف يتوقف عندما تكونون هنا».
وفي مقطع آخر للاجتماع نفسه، يقول الملازم أول المنشق عبد الرزاق طلاس، أحد قادة كتيبة الفاروق التي قاتلت القوات النظامية في بابا عمرو، للمراقبين «لقد دخلتم الى سوريا لوقف القتل (..) إننا في الجيش الحر مسؤولون عن حماية المواطنين، ونضمن لكم سواء جاء مراقبان أو عشرة أن يكونوا في عهدتنا لا يصابون بأذى ولا يحدق بهم أي خطر على حياتهم». ويؤكد طلاس للمراقبين «إن خرجتم الآن من حمص فسيتابع (النظام) عملياته العسكرية». ويضيف «إننا نطلب منكم البقاء، اثنان منكم على الأقل».
ووصل فريق المراقبين الى الرستن في ريف حمص قبل الظهر، بحسب ما أفاد ناشطون في المدينة. وأظهر مقطع فيديو، بث على الإنترنت، قائد فريق المراقبين الى جانب قائد المجلس العسكري في محافظة حمص، العقيد الركن الطيار المنشق قاسم سعد الدين، يتجولان في شوارع هذه المدينة الخارجة عن سيطرة القوات النظامية منذ أشهر.
وقال العقيد سعد الدين، وهو أيضاً المتحدث باسم المجلس العسكري الموحد للجيش السوري الحر في الداخل، إن «السكان تجمعوا حول المراقبين، وكل منهم يريد أن يوصل لهم أسماء الضحايا والمعتقلين». وأضاف «يبدو أن حاجز القوات النظامية الموجود في المدخل الشمالي للرستن لم يرُقْه تجمع الناس حول المراقبين فأطلق الرصاص». وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن «فريقاً من المراقبين الدوليين يزور حماه ويلتقي محافظ المدينة (أنس ناعم)»، دون إعطاء المزيد من التفاصيل.
ووصف وزراء غربيون وعرب، اجتمعوا في باريس الأسبوع الماضي، بعثة المراقبة بأنها «الفرصة الأخيرة» للسلام في سوريا. وقالت الولايات المتحدة إنه إذا لم تسمح دمشق بعملية رصد كافية، فإن مجلس الأمن يجب أن يعمل من أجل فرض عقوبات على سوريا.
وأعلنت وزارة الخارجية المصرية، في بيان أمس، أن الوزير محمد كامل عمرو سيستقبل اليوم في القاهرة رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون.
وأفادت الوزارة بأن اللقاء يندرج في إطار «جهود مصر لحث المعارضة السورية على توحيد صفوفها والانتظام فى كيان واحد يطرح رؤية متفقاً عليها في ما بينهم بشأن مستقبل سوريا». وأضافت الوزارة إن عمرو تباحث مع مسؤولين آخرين في المعارضة مثل ميشال كيلو وقادة المنبر الديموقراطي السوري وهيثم مناع ممثل هيئة التنسيق السورية.
وفي عمان، قال رئيس بعثة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في الأردن، أندرو هاربر، الأحد إن «الأردن بحاجة الى دعم ومساندة دول الجوار والدول الصديقة في موضوع إيوائه اللاجئين السوريين». وأضاف إن «المفوضية تعمل مع الجهات الدولية المختلفة لتنسيق عملية دعم الأردن لاستضافته اللاجئين».
(سانا، ا ف ب، يو بي آي، رويترز)