«لماذا لا يذهب مليون مصري إلى القدس المحتلة عبر الأردن كما فعلها مفتي الديار المصرية علي جمعة، ونقول إن الزيارة شخصية وليست تطبيعاً مع الدولة العبرية»، بهذه الكلمات علقت الناشطة المصرية نوارة نجم على زيارة الشيخ جمعة للمسجد الأقصى. مليونية مصرية إلى القدس المحتلة عبر الأردن، كان هذا هو الاقتراح ــ الخيالي طبعاً ــ الذي ردّت به الناشطة المصرية على الخبر الذي دهم الجميع، مفتي الديار المصرية ذهب إلى المسجد الأقصى وصلى هناك. الزيارة التي فاجأت الجميع أثارت ردود فعل متباينة وإن كانت الظروف السياسية التي يعيشها الشارع المصري قد منعت تحول الزيارة الى حديث الساعة. غير أن النشطاء على فايس بوك وتويتر لم تمنعهم تلك الظروف من التعليق على الزيارة بين رفض من المعظم وقبول من البعض وحياد من قلة نادرة، المفتي قال إن الزيارة كانت شخصية لا رسمية، وإنه ذهب باعتباره عضو مجلس أمناء مؤسسة آل البيت الأردنية، المسؤولة عن المشروع الإسلامي الذي افتتحه لدى زيارته المثبرة للجدل.
وتعليقاً على الأقوال التي بررت الزيارة بأنها شخصية ولم تحصل تحت أي رعاية إسرائيلية، تساءل الناشطون هل ستسمح اسرائيل بالأمر نفسه إذا قررت مجموعة من النشطاء زيارة شخصية الى القدس المحتلة عبر الأردن ومن دون الحصول على الأختام الإسرائيلية.
صحيفة «يديعوت احرونوت» تحدثت لاحقاً عن أن الزيارة تمت تحت حراسة مشددة من الجيش الاسرائيلي ليزيد موقف المفتي سوءاً، وخصوصاً مع انطلاق مطالبات بعزله وهو الرجل المحسوب أساساً على نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك. وهناك من تهكم على خبر عودة المفتي إلى مطار القاهرة ورفضه التصوير أو التصريح للصحافيين. وتساءل «هل عاد مفتي مصر بالعمامة أم بالقبعة؟ وهل الحل هو عزله ليعين مفتي فلسطين ويصلي هناك كما يشاء». وجاء تبرؤ الأزهر من زيارة المفتي والتأكيد على أنهم عرفوا بها من وسائل الإعلام ليزيد الصورة سخونة وتتزايد الاتهامات التي تؤكد أن الزيارة كان لها أهداف أخرى.
فحتى لو أراد المفتي جمعة أن يحقق لنفسه أمنية الصلاة في المسجد الأقصى، فهل ينفي، حسبما يرى النشطاء، أن تلك الزيارة تُسهّل مهمة اعتراف العرب باسرائيل أيا كانت الحجة، ودعم هذا الرأي التعليق الذي أطلقه المفكر العربي عزمي بشارة عبر صفحته الرسمية على «فايس بوك»، حيث فند كل الدعاوى المبررة لزيارة أي شخصية عربية إلى الأرض المحتلة، مؤكداً أن إسرائيل ستسمح بزيارة المسؤولين العرب للحصول على الشرعية لكنها لن تفتح حدودها لأي تدفق شعبي عربي تحت أي مُسمى حتى لو كان الصلاة في المسجد الأقصى.