قالت روسيا إن اجتماع وزراء خارجية مجموعة «أصدقاء سوريا» في باريس، أمس، «هدام» ويمكن أن يقوض جهود مبعوث السلام الدولي، كوفي أنان. وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش إنه تم توجيه الدعوة الى روسيا، لكنها رفضت الحضور لأن المحادثات «أحادية الجانب» في غياب ممثل للحكومة السورية. ودعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس المجتمع الدولي الى «بذل كل ما من شأنه» أن يضمن نجاح خطة أنان. وجاء الموقف الروسي بعدما أعرب وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه عن أسفه لأن روسيا لا تزال «مستمرة» في عزلتها بشأن الملف السوري. وقال للصحافيين «دعوت شخصياً السيد لافروف» الى حضور الاجتماع الذي شارك فيه 14 وزير خارجية، من دول بينها الولايات المتحدة وتركيا وقطر والسعودية وتناول التطورات الأخيرة في سوريا، وناقش خطط طوارئ إذا فشلت خطة أنان، إلا أنها رفضت.
وقال جوبيه إن «على مجلس الامن أن يتبنّى قراراً جديداً لتشكيل بعثة المراقبين. وعلى هذه البعثة ان يكون لها التفويض والوسائل الضرورية لتحقيق اهدافها. ان فرنسا مع شركائها في المجلس ستقترح سريعاً جداً مشروع قرار».
وأضاف أن على بعثة المراقبين أن «تكون صلبة قدر الإمكان».
من جهة ثانية، قال جوبيه «لا يزال من الواجب على المعارضة إحراز مزيد من التقدم»، قبل أن تتمكن مجموعة «أصدقاء سوريا» من القيام «بخطوة إضافية»، في إشارة الى احتمال الاعتراف بالمجلس الوطني السوري كمحادث وحيد وشرعي مع المجتمع الدولي. وشدد جوبيه على «أن خطر الحرب الأهلية كبير»، مؤكداً أنه «ليس وارداً إرسال أسلحة» الى المعارضة.
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إنه إذا لم تسمح سوريا ببعثة مراقبة وافية، فسيكون على مجلس الأمن الدولي التحرك تجاه قرار عقوبات يمكن فرضه. وحسب نص لتصريحاتها أثناء اجتماع باريس، قالت كلينتون إن مثل هذا القرار يجب أن يشمل حظر سلاح وعقوبات مالية، وأخرى بشأن السفر. ونقل عنها قولها إن القرار يجب أن يصدر بموجب البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يسمح بإجراءات، منها التحرك العسكري.
وأجرت كلينتون على هامش الاجتماع محادثات مع وزراء أوروبيين وعرب من دول، ناقشت خلال اجتماعات سابقة دعم المعارضة السورية الخارجية. وأعلنت أن تركيا تفكر في تفعيل معاهدة الدفاع المشترك لحلف شمالي الأطلسي بسبب القصف السوري «المشين» لمنطقة على الحدود مع تركيا.
ودعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى إقامة ممرات للمساعدات الإنسانية في سوريا لحماية معارضي الرئيس بشار الأسد، وحث القوى العالمية على إظهار الوحدة لإقناع روسيا والصين بالتخلي عن دعمهما للأسد.
وبالتزامن مع اجتماع باريس، دعا المجلس العسكري الأعلى في الجيش السوري الحر الخميس الى «تشكيل حلف عسكري» خارج إطار مجلس الأمن وتوجيه ضربات الى النظام السوري. وطالب رئيس المجلس العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ في شريط فيديو بـ«تشكيل حلف عسكري من دول أصدقاء الشعب السوري خارج مجلس الأمن وتوجيه ضربات عسكرية جراحية في مفاصل النظام». كما طالب الشيخ، الذي كان يتلو بياناً مكتوباً باسم المجلس العسكري، بـ«إقامة مناطق آمنة على حدود سوريا الشمالية والغربية والجنوبية»، وبـ«تسليح الجيش السوري الحر لتحقيق نوع من التوازن مع النظام الفاشي» في إشارة الى نظام بشار الأسد.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)