نفى وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، أن تكون إسرائيل قد تعهدت بعدم مهاجمة إيران ما دام هناك تواصل في المفاوضات بينها وبين الغرب، ملمّحاً في الوقت نفسه إلى احتمال قبول تل أبيب بنسبة تخصيب منخفضة لليورانيوم في الجمهورية الإسلامية.
وبدا هذا الموقف متعارضاً بكل وضوح مع موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي شدد غير مرة على ضرورة وقف التخصيب بالكامل ونقل الكميات المخصبة من اليورانيوم إلى خارج البلاد. وقال باراك في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، أمس، إن «موقفنا واضح بشأن الموضوع النووي الإيراني، وقد أبلغنا الإدارة الأميركية والأوروبيين أن الطريقة الوحيدة لتلاشي هذا الخطر هو وقف البرنامج النووي الإيراني». وأضاف «إلا أنه في كل مفاوضات، كما هي العادة، هناك مساومات وربما يصلون في نهاية المطاف إلى اتفاق يقضي بتخصيب إيران لليورانيوم بنسبة ضئيلة لا تكفي لعمل أي شيء من شأنه أن يشكل خطراً ملحوظاً علينا، ويكون تحت المراقبة بحسب البروتوكولات المعروفة والمقبولة، بالإضافة إلى كشف إيران عن جميع نشاطاتها النووية السابقة».
إلا أن باراك «استبعد أن يوافق الإيرانيون بحسب اطلاعنا» على هذه الشروط، مضيفاً «نحن بالفعل نتألم على ضياع هذا الوقت والذي يعتبر باهظ الثمن، فموقفنا الأساسي هو أن الواقع الذي يتصرف من خلاله الإيرانيون من تضييع للوقت والتهرب يجب أن يوضع له حد لكي لا تتكرر التجربة الباكستانية وجنوب كوريا، ولذلك يجب اتخاذ قرارات في هذا الشأن».
ورداً على سؤال عن التزام إسرائيل بعدم شن هجوم أحادي على إيران، قال باراك «نحن لم نلتزم بأي شيء، حديثنا مع الإدارة الأميركية هو حديث توافقي من أجل التوافق، ولم نقدم أي تعهدات بعدم شن هجوم على إيران في حال مواصلة المفاوضات معها». وتابع «نحن لسنا جزء من المفاوضات مع إيران، وإنما ندلي برأينا فقط حول الموضوع، ونعتقد أن الأميركيين والأوروبيين يشتركون في هدف واحد وهو وقف برنامج إيران النووي». في السياق، رأت صحيفة «هآرتس» أن انتهاء المفاوضات الإيرانية الغربية إلى نتائج حقيقية من شأنها أن تؤدي إلى مشكلة كبيرة بين نتنياهو والرئيس الأميركي، باراك أوباما. وتوقف المعلق في الصحيفة، حامي شاليف، عند «الانفجار المسبق للحوار غير الدبلوماسي» العابر للأطلسي بين نتنياهو، الذي اعتبر أن إيران تلقت هدية في مفاوضات إسطنبول، وأوباما الذي رد عليه برفض مضمون كلامه. ورأى شاليف أنه «المنطق الذي في صراخ نتنياهو أغضب أوباما».