هيّأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأجواء المناسبة للقاء المنتظَر حصوله اليوم في القدس المحتلة، بين رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض ونظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من خلال خفض سقف المسلمات الفلسطينية، نافياً التهديد بحل السلطة الفلسطينية في حال استمرار الاستيطان في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، ومدافعاً عن استمرار التنسيق الأمني مع إسرائيل. وقد نفى عباس التهديد بحل السلطة الفلسطينية، في رسالة يسلّمها فياض إلى نتنياهو اليوم. وبحسب صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، كان النص الأساسي للرسالة يتضمن تهديداً بحل السلطة الفلسطينية، «إلا أن تعديلات طرأت عليها بعد ضغوط أميركية قوية» بحسب الصحيفة نفسها. ووفق نص الرسالة التي أكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن فياض سيسلمها إلى «بيبي» في لقاء القدس اليوم، يقول عباس إن السلطة الفلسطينية «فقدت مبرر وجودها»، محذراً من أنها «لن تستطيع الوفاء بالتزاماتها إذا ما استمر هذا الوضع». وتابع عباس في الرسالة أنه «نتيجة لسياسات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، لم يعد للسلطة الفلسطينية أي سلطة، وأصبحت دون ولاية حقيقية في المجالات السياسية والاقتصادية والجغرافية والأمنية، أي إن السلطة فقدت مبرر وجودها». كذلك يطالب الرئيس الفلسطيني في الرسالة باستئناف مفاوضات السلام المتوقفة منذ أيلول 2010، وبالإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين، وخصوصاً الذين اعتقلوا قبل اتفاقات أوسلو عام 1993، و«بإلغاء كافة القرارات التي اتخذتها الحكومات الإسرائيلية منذ عام 2000». وختم أبو مازن الرسالة بـ: «المنطق بسيط: إذا كنتَ (نتنياهو) تؤيد إقامة دولة فلسطينية، فكيف تبني (مستوطنات) على أراضيها؟».
وكرر عباس مضمون رسالته في مقابلة نشرتها صحيفة «الأيام» الفلسطينية، قال فيها إن «هناك أسباباً كثيرة تؤدي إلى إضعاف السلطة الفلسطينية، لكنّ موضوع حلها غير وارد». ورفض الرئيس الفلسطيني فكرة وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، لأن «هذا كلام فارغ، عندما يكون لدينا أمن، فإن هذا لمصلحتنا والتنسيق الأمني ليس لطرف واحد، ولكن أيضاً للأرض الفلسطينية، ونحن حريصون على التنسيق الأمني».
ورأى أن ما يُقال بهذا الشأن «مزايدات رخيصة». وشدد على أن حل الدولتين هو خيار السلطة الفلسطينية رغم الصعوبات التي تضعها إسرائيل، مشيراً إلى أن تل أبيب «تجعل حل الدولتين غير ممكن من خلال الاستيطان، هي تحاول بكل وسائلها أن تقضي عليه، ولكن بالنسبة إلينا فإن خيارنا الأول والأخير هو حل الدولتين». ورفض فكرة الدولة الثنائية القومية، واختصر موقفه بالقول «سمعتُ أصواتاً كثيرة تقول هذا الكلام، ورأيت بعض الإعلانات في الصحف وغيرها، أنا لا أريد أن أحجر على آراء الناس ولكن أنا مع حل الدولتين». وبشأن تأثير التعديل الوزاري المرتقب على حكومة فياض على المصالحة الوطنية، أجاب عباس أن «التعديل الوزاري شيء والمصالحة شيء آخر». ورهَن عباس البدء بإجراء مشاورات تأليف حكومة «كفاءات وطنية»، بـ«إيفاء حماس في غزة بواجباتها»، وذلك من خلال السماح للجنة الانتخابات المركزية ببدء عملها. وفي السياق، وصف عباس علاقته برئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، بأنها «علاقة ممتازة، لأنني أشعر أنه رجل صادق في ما قاله وفي ما التزم به، ولكن التطبيق يحتاج الى جهد منه لدى حركة حماس».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)