نقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، عن مصدر في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قوله إن الأخير سيقترح على الوفد الفلسطيني، الذي من المفترض عقد الاجتماع به يوم الثلاثاء المقبل، رفع مستوى المحادثات وإجراء مفاوضات مباشرة بينه وبين رئيس السلطة محمود عباس. وأضاف المصدر أن مبعوث رئيس الوزراء، إسحاق مولخو سينقل إلى عباس رسالة من نتنياهو تتضمن موقف إسرائيل من التسوية الدائمة مع الفلسطينيين، وأن إسرائيل ترحب ببيان الرباعية الداعي إلى استمرار المحادثات المباشرة بين إسرائيل والسلطة من دون شروط مسبقة.
في الإطار نفسه، ذكرت موقع «يديعوت أحرونوت» أن نتنياهو سيرد بوثيقة مماثلة لرسالة الرئيس الفلسطيني بشأن الصعوبات التي تعترض المفاوضات، تتضمن بحسب مصادر مطلعة، تفاصيل المطالب الإسرائيلية بخصوص الترتيبات الأمنية، وبقاء إسرائيل في غور الأردن وتجريد الدولة الفلسطينية المرتقبة من السلاح، وتطرق ما لحدودها، بالإضافة إلى المطلب الدائم المتعلق بالاعتراف بإسرائيل دولةً للشعب اليهودي، وسيعترف بإقامة الدولة الفلسطينية. لكن مصادر سياسية مطلعة على تفاصيل الوثيقة، أشارت إلى أنه لن يكون مطلوباً في هذه المرحلة اعتراف فلسطيني بإسرائيل دولةً للشعب اليهودي، قبل المحادثات، وأن ما ينبغي الآن هو العودة إلى المحادثات والتقدم. ولفت موقع «يديعوت» إلى أن أغلب مواد الوثيقة سبق لنتنياهو أن قالها في منتديات مختلفة، وأيضاً أمام مجلسي الكونغرس الأميركي في أيار قبل نحو سنة، ولكن ما سيفعله الآن إجراء بعض التغيرات تمهيداً لنقلها إلى الفلسطينيين.
وكانت اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط قد ثبتت، أول من أمس، سياستها في مساواة الظالم بالمظلوم، فأدانت إطلاق الصواريخ من قطاع غزة بعبارات الإدانة نفسها للنشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة. تسويف ربما كان ضرورياً لتحضير الأجواء للّقاء المنتظر بين رئيسي الحكومة الإسرائيلية والفلسطينية، بنيامين نتنياهو وسلام فياض في 17 من الشهر الجاري.
ودعت «اللجنة الرباعية»، الجهات المانحة إلى تقديم المساعدات الموعودة إلى الفلسطينيين «لتأمين مساعدة بقيمة 1,1 مليار دولار لتفي السلطة الفلسطينية بمتطلباتها المالية لعام 2012». كذلك طلبت من الإسرائيليين والفلسطينيين «بناء الثقة لإحياء محادثات السلام». وأدان دبلوماسيون من الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا، إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، وأعربوا عن قلقهم من النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية.
وتعليقاً على البيان، جزم كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات بأن «الطرف الفلسطيني نفّذ كل ما عليه، وإسرائيل لم تنفذ أي شي من الالتزامات المطلوبة منها». وأوضح عريقات، الذي يرافق هو وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه، فياض خلال لقائه مع نتنياهو، أنه كان على البيان «أن يتضمن آليات تنفيذ ملزمة لإسرائيل لوقف الاستيطان والموافقة على حل الدولتين؛ لأن إسرائيل ترفض هاتين القضيتين حتى الآن، وهو ما يعرقل أي مفاوضات».
(أ ف ب، رويترز)