نيويورك | يُنتظَر أن يصدر عن مجلس الأمن الدولي، اليوم، قرار إرسال مراقبين دوليين غير مسلحين إلى سوريا للتحقق من وقف إطلاق النار، بناءً على البدء بتطبيق خطة الموفد الأممي ـــ العربي كوفي أنان الذي أعرب، في رسالة وجهها من جنيف إلى مجلس الأمن، أمس، عن سروره بأنّ «لحظة الهدوء النادر» تسود الأرض في سوريا، وهو ما يبعث، بحسب قوله، على «الانفراج والأمل للشعب السوري الذي عانى كثيراً ولمدة طويلة في هذا النزاع القاسي». وتعدّدت التعليقات «المشكّكة» حيناً، و«الإيجابية» حيناً آخر، في تقويم الالتزام بوقف إطلاق النار الذي ساد «جزئياً» أمس، بينما أعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن مشروع قرار إرسال مراقبين دوليين غير مسلحين إلى سوريا قُدّم إلى مجلس الأمن مساء أمس، وهو ما يتوقّع أن يقرّه الأعضاء الـ15 في جلسة اليوم، وفق المندوب الروسي إلى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، وهو ما طالب أنان أيضاً بحصوله «في أقرب وقت ممكن، للتمكّن من إطلاق عملية حوار سياسي جدّي من شأنها معالجة كافة مشاغل الشعب السوري وتطلّعاته». وفي حين أشاد أنان بتعاون كافة الدول المعنية، من بكين إلى دمشق مروراً بموسكو وطهران، في إنجاح مساعيه الرامية إلى تطبيق خطة النقاط الست، فإنه تحدّث عن «تطبيق جزئي» لوقف إطلاق النار من قبل القوات السورية، على حدّ ما نقله عنه دبلوماسيّون استمعوا إلى كلمته عبر الأقمار الاصطناعية. أما بالنسبة إلى قرار إرسال مراقبين دوليين إلى سوريا، فقد أوضح جوبيه أنه يدعو إلى إرسال «فريق طليعي مؤلف من بضع عشرات من المراقبين في الأيام المقبلة، تتبعه قوة يمكن أن يصل عددها إلى عدة مئات» من المراقبين، على أن يكون هؤلاء قادرين «على التحرك بحرية وباستقلال عن النظام السوري». وفي موازاة ذلك، تحدّث جوبيه عن أن بلاده «تملك قرائن على قيام النظام السوري بارتكاب جرائم ضد الإنسانية تتيح اللجوء إلى القضاء الدولي».
وفي السياق، أكد المندوب الروسي تشوركين أن مجلس الأمن الدولي «قد يصدر قراراً الجمعة (اليوم) بشأن إرسال قوة مراقبين دولية تبدأ العمل على الأرض الأسبوع المقبل»، لكونه «من المهم نشر المراقبين بسرعة». ووفق تشوركين، فإنّ الفريق الطليعي من المراقبين «يجب أن يتألف على الأقل من 20 إلى 30 مراقباً، على أن ينتشروا في سوريا مطلع الأسبوع المقبل». وأثار المندوب الروسي مخاوف من أن تؤدي الدعوات إلى الخروج في تظاهرات معارضة حاشدة اليوم إلى «استفزازات» في سوريا. وقال «نحن قلقون من احتمال حدوث استفزازات، وقلقون من الدعوات إلى تظاهرات حاشدة، وهذا هو عكس ما نريد أن يحدث الآن في سوريا». وأضاف «بدلاً من الحديث عن تظاهرات، على قادة المعارضة صياغة موقفهم من الحوار السياسي». وكانت المندوبة الأميركية سوزان رايس من أوائل المشكّكين في تطبيق السلطات السورية بنود خطة أنان، إذ قالت إنه «إذا احترمت هذه الفسحة السلمية الهشّة وصمدت، فهذا يعني أنه يتعيّن حصول انسحابات للقوات السورية المسلحة من الأماكن المدنية وسحب الأسلحة الثقيلة والعودة إلى الثكن. عندها قد تكون عملية تطبيق خطة النقاط الست بدأت، وهو ما نأمله». كذلك انتقد المندوب السوري الدائم لدى المنظمة الدولية، بشار الجعفري، «الدول التي دأبت على وضع العصي في الدواليب، لا سيما السعودية وتركيا وقطر». وأشار الجعفري إلى أن «المجموعات المسلحة ارتكبت 8 انتهاكات لوقف إطلاق النار، بينما سوريا التزمت بالكامل بخطة أنان، ويجب أن يلتزم الآخرون بها أيضاً».