رغم انها ليست طرفاً في المفاوضات بين الدول الغربية الست وطهران، الا أن تل أبيب أكثر الأطراف حضوراً واهتماماً بما يجري داخل غرف التفاوض بين الجانبين، من هنا كان طبيعياً مع اقتراب موعد الجلسة المقبلة للمفاوضات النووية بين ايران والدول الست «5+1» أن يتم تمرير عدد من الرسائل في اتجاهات متعددة، سواء عبر مواقف القيادات السياسية أو عبر التسريبات الصحافية، التي كان آخرها هذه المرة، ما ذكرته صحيفة «معاريف» من أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفض التعهد للرئيس الأميركي بألا تهاجم اسرائيل ايران حتى الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني 2012، وانما اكتفى بالموافقة على الانتظار حتى الخريف المقبل.
وذكرت «معاريف» أن نتنياهو ينطلق في تحديد هذه الفترة الزمنية من أن المنشآت النووية الايرانية ستدخل بعد الربيع ضمن «نطاق الحصانة» التي تحميها من الاستهداف العسكري الاسرائيلي، وتفقد اسرائيل بالتالي، بحسب «معاريف»، استقلالية القرار بالعملية العسكرية، لكون الأمر يبقى مرتبطاً بالقدرات العسكرية الأميركية حصراً.
وبالرغم من أن هدف هذا التسريب واضح الدلالة لجهة الضغط على الطرف الإيراني، عبر وضعها أمام خيارين إمّا الموافقة على الطرح الدولي أو التعرض لعمل عسكري اسرائيلي، نقلت «معاريف» عن مسؤولين أميركيين استياءهم الشديد مما يسمونه «المحاولة الاسرائيلية لفرض جدول زمنها العسكري لعملية في ايران على الولايات المتحدة».
وأضافت المصادر الأميركية أن نتنياهو وافق خلال لقائه مع أوباما، الشهر الماضي، على منح فرصة للحوار بين الدول العظمى وإيران وللعقوبات الاقتصادية والخطوات الدبلوماسية، لكنه لم يتعهد بالامتناع عن شن هجوم عسكري على إيران إلى ما بعد الانتخابات الأميركية. وقالت «معاريف» إن نتنياهو يعتقد أنه بعد الخريف المقبل ستدخل المنشآت النووية الإيرانية في «حيز الحصانة» من هجوم إسرائيلي وأن إسرائيل ستفقد استقلاليتها باتخاذ قرار بشن هجوم عسكري.
ويظهر من أقوال المصادر وجود خلافات بين الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية بشأن الجدول الزمني للتعامل مع إيران وهو ناجم، وفقاً لـ«معاريف»، عن حجم القوة العسكرية لدى الدولتين. ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية في الحكومة الإسرائيلية قولها إن «إسرائيل تخشى من فقدان استقلاليتها في ما يتعلق بهجوم عسكري إذا دخلت إيران إلى حيز الحصانة وأصبحت (إسرائيل) متعلقة بالأميركيين».
وتشير التقارير الاستخبارية الإسرائيلية إلى أن إيران ترفع مستوى حصانة منشآتها النووية كلما مر الوقت وستكون محصنة بالكامل من ضربة إسرائيلية في نهاية العام الجاري.
وفي السياق، قال موظف أميركي رفيع المستوى للصحيفة إن غالبية أذرع الإدارة الأميركية، ومن ضمن ذلك وزارة الدفاع، تعارض شن هجوم عسكري على إيران، وإن التوجه الحالي يقضي بتقليص التدخل العسكري الأميركي قدر الإمكان، وخصوصاً التدخل العسكري البري خارج الولايات المتحدة، لكن الموظف الأميركي أشار إلى أن إحدى الإمكانيات الواردة هي استخدام الولايات المتحدة لقوتها البحرية، وأن وزارة الدفاع الأميركية بحثت هذه الإمكانية، وأن حاملة الطائرات الأميركية «انتربرايز» التي انضمت إلى حاملة الطائرات «لينكولن» في مياه الخليج ستوضح الرسالة الأميركية لإيران بأن الوقت ينتهي.
في المقابل، أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس، أن بلاده تستطيع الصمود أمام الحظر النفطي المفروض عليها. وقال نجاد إن طهران لن تتخلى عن حقوقها ولا تخشى الحظر النفطي، مضيفاً «إن احتياطاتنا من الذهب والعملات الأجنبية لا مثيل لها في التاريخ. لدينا احتياطات من العملات الأجنبية تمكننا من أن ندير شؤون البلاد حتى لو لم نتمكن من بيع برميل واحد من النفط طوال سنتين أو ثلاث سنوات». وقال إن «كل من يريد المس بحقوق الشعب الإيراني سنوقفه عند حده ونوجه إليه صفعة تجعله عاجزاً عن سلوك الطريق للعودة إلى منزله».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)