إسطنبول | لا تزال تركيا، وما يتّصل بها من ناحية الأزمة السورية، تشغل المراقبين. وفيما طرأ أمس تطور أمني هو الأول من نوعه على الحدود السورية، مع مقتل وجرح سوريين وأتراك داخل الأراضي التركية بنيران سورية، صدر عن أنقرة موقف تهديدي كان لافتاً أنه نُسب إلى مسؤول ثانوي في وزارة الخارجية التركية. تهديد حمل في طياته نعياً لخطة الموفد الأممي _ العربي كوفي أنان، الذي يصل اليوم إلى المخيمات السورية داخل الأراضي التركية.
وقد قُوبلَت تهديدات نائب مساعد وزير الخارجية التركية، ناجي كورو، بأن تبدأ من اليوم «مرحلة جديدة» في التعاطي مع الشأن السوري، بالتشكيك من مصادر تركية متابعة عن كثب لدبلوماسية حكومة حزب «العدالة والتنمية»، ببساطة لأنّ «حملة العلاقات العامة التي نفّذتها الحكومة منذ أكثر من عام لتهيئة الأجواء الداخلية لاحتمال تدخل تركيا عسكرياً، أكان ذلك بإنشاء منطقة عازلة أم آمنة أم بتدخل عسكري مباشر، فشلت بالكامل، بدليل أنّ الرأي العام التركي لم يتقبّل فكرة التدخل التركي العسكري في سوريا بأي طريقة من الطرق، وتحت أي ذريعة»، على حد تعبير المصادر. ووفق المعلومات نفسها، فإنّ الفئة التركية الوحيدة المتحمّسة لمثل تدخُّل تركي كهذا، إلى جانب بعض حكام «العدالة والتنمية»، هي فئة الإسلاميين المتشددين «الذين لا يشكلون النواة الصلبة للحزب الحاكم». من هنا، فإنّ المعارضة الشعبية، إلى جانب المعارضة الحزبية لخيار التورط التركي في أي خطوة عسكرية ضد سوريا، «ستكون كبيرة، وسببها يعود إلى رفض تأدية أي كلفة عسكرية أو بشرية أو اقتصادية من أجل أي دولة أجنبية».
وجاء التطور الأمني على الحدود التركية _ السورية أمس، عشية وصول كوفي أنان إلى مخيمات اللاجئين السوريين، حيث سقط في منطقة كيليش الحدودية قتلى وجرحى برصاص مصدره سوري. وأكّدت الصحف التركية أن مصدر النيران كان القوات المسلحة السورية التي جرحت مترجماً تركياً ولاجئين سوريين داخل مخيمهم الواقع قرب مدينة كيليش في محافظة غازي عنتاب. ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مصدر تركي مسؤول تأكيده أن حكومته احتجّت مباشرة على إطلاق النيران لدى القائم بأعمال السفارة السورية في أنقرة، وطالبت بوقف النار. وأوضح محافِظ غازي عنتاب، يوسف أوداباش، أن المترجم دخل إلى المخيم لمحاولة تهدئة قاطني المخيم الذين كانوا يتظاهرون ضد النظام السوري. وعلى أثر الحادثة، توقفت حركة عبور السوريين إلى الأراضي التركية بشكل كامل عبر تلك النقطة الحدودية.
وعشية حلول موعد العاشر من نيسان، الذي كان مفترضاً أن تدخل معه سوريا في وقف إطلاق النار، يصل كوفي أنان إلى محافظة هاتاي اليوم، لمقابلة لاجئين سوريين هاربين إلى المحافظة التركية (الإسكندرون سابقاً)، وذلك قبل توجهه إلى طهران لعقد لقاءات مع المسؤولين الإيرانيين حول الملف السوري، مع وصول عدد اللاجئين السوريين في المخيمات التركية إلى 24200 شخص. وقد سارعت وزارة الخارجية التركية، على لسان مساعد نائب الوزير، ناجي كورو، إلى القول إنّ «الهجمات المستمرة للجيش السوري أظهرت أن خطة أنان لا يمكن أن تنفذ، ومهلة 10 نيسان باتت بلا جدوى»، بحسب ما نقلته عنه وكالة أنباء الأناضول التركية الحكومية.
وشدد كورو على أن «كوفي أنان سيتحدث إلى اللاجئين السوريين، وسيرى أوضاعهم بعينيه، وأعتقد أن مرحلة جديدة ستبدأ اعتباراً من يوم غد (الثلاثاء)». وفيما لم يوضح كورو طبيعة هذه «المرحلة الجديدة»، فسّرت مصادر دبلوماسية التهديد التركي بالقول إن «العالم سيرى أن النظام السوري لن ينفذ خطة أنان، وبالتالي فإنّ خطوات ملموسة يجب أن تتخذ ضد دمشق».
أما صحيفة «ميلييت» التركية، فقد أعادت التشديد على أن المقصود من التهديدات التركية يصبّ في خانة إقامة مناطق عازلة على الحدود مع سوريا. وأوضحت الصحيفة الليبرالية المعارضة أنه في حال تجاوز عدد اللاجئين السوريين في تركيا 50 ألفاً، «تعتزم أنقرة إنشاء ممرات إنسانية على الحدود لمساعدة المدنيين». وأشارت الصحيفة نفسها إلى أن تركيا ترى أن «انتشار أعمال العنف على نطاق واسع في مدينة حلب (شمال) القريبة من الحدود التركية خط أحمر» بالنسبة إلى الأمن التركي، لأنّ حلب «هي نقطة التواصل بين تركيا وكل دول الشرق الأوسط». لذلك، تابعت الصحيفة، «سيضمن الجيش التركي أمن هذه الممرات التي ستقام في منطقة عازلة بين البلدين أو عند الحدود السورية»، بحسب الكاتبة أصلي أيدينتاشباش. ولا يزال الموقف التركي المتردِّد، يضع 3 شروط لإقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية: ــ صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بهذا الصدد، أو ــ وصول عدد اللاجئين إلى أرقام تفوق القدرة التركية على الاحتمال، أو أخيراً ــ حصول «مجزرة كبيرة» من الطرف السوري للحدود الشاسعة الممتدة على أكثر من 900 كيلومتر.
وفي السياق، أوضحت «ميلييت» أن الرقم الذي تضعه أنقرة في حد أقصى لتوافد السوريين إلى أراضيها هو 50 ألفاً، أي تقريباً ضعف العدد الموجود حالياً في تركيا. وبحسب الكاتبة أيدينتاشباش، فإنّه عند وصول الرقم إلى هذا المستوى، ستصبح تركيا بحلٍّ من انتظار «الشرعية الدولية». وفي هذه الحالة، لفتت أيدينتاشباش إلى أن أنقرة «قد تقيم منطقة عازلة في المنطقة المعزولة أصلاً من السلاح بين سوريا وتركيا، لكن المشكلة تكمن في أن مساحات شاسعة في هذه المنطقة لا تزال مليئة بالألغام منذ سنوات الحرب بين السلطات التركية ومقاتلي حزب العمال الكردستاني».
وقد تكثّفت الحركة الدبلوماسية الغربية تجاه تركيا، إذ التقى عضوا مجلس الشيوخ الأميركي جون ماكاين وجو ليبرمان الرئيس التركي عبد الله غول في أنقرة، على أن يتوجها اليوم إلى محافظة هاتاي أيضاً، لزيارة مخيمات اللاجئين بحسب مصدر دبلوماسي تركي. كل ذلك في الوقت الذي كان أردوغان يجري الزيارة الأولى لرئيس حكومة تركية إلى الصين منذ 27 عاماً، حيث اعترفت بكين بأنّ الاختلاف في وجهات النظر موجود بالفعل بين الدولتين حيال الملف السوري.



الأمن السوري يعتقل ريما الدالي

أوقفت قوات الأمن السورية الناشطة المعارضة ريما الدالي ، أول من أمس، أمام مبنى البرلمان في العاصمة دمشق بعدما حملت لافتة تطالب «بوقف القتل». وأظهر مقطع بثه ناشطون على الإنترنت الشابة بلباس أحمر وهي ترفع اللافتة وسط تصفيق المارة وصيحات «برافو»، ثم تجمع حولها عدد من الشباب قبل أن تعتقلهم جميعاً قوات الأمن.
(أ ف ب)

مكتب تنفيذي جديد لهيئة التنسيق المعارضة

أعلنت هيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة تشكيل مكتبها التنفيذي الجديد واحتفاظ حسن عبد العظيم بمنصب المنسق العام للهيئة. وقالت الهيئة، في بيان على موقعها على الفايسبوك، إن المكتب التنفيذي عيّن منذر خدام رئيساً للمكتب الإعلامي فيها، فيما «حل الباحث الاقتصادي عارف دليلة محل حسين العودات (الذي ابتعد لأسباب صحية) في منصب نائب أول للمنسق العام، كذلك شغل كل من رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي (الكردي) صالح مسلم محمد، وميس كريدي، منصب نائب منسق عام، وبقي هيثم مناع منسقاً عاماً في المهجر». واحتفظ رجاء الناصر بأمانة السر، فيما شغل بسام الملك أمانة الصندوق، وانتقل عبد العزيز الخير من رئاسة المكتب الإعلامي إلى رئاسة مكتب العلاقات الخارجية، وترأس مكتب العلاقات الداخلية عبد المجيد منجونة، وترأس مكتب الدراسات محمد سيد رصاص، ومكتب الحراك والشباب والإغاثة محمود مرعي، والتنظيمي منصور الأتاسي.
(يو بي آي)

الأردن يدرس منطقة عازلة لإيواء الفلسطينيين الفارين

دخل 17 شخصاً من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا إلى المملكة الأردنية، حيث جرى التحفظ عليهم في أحد مخيمات إيواء اللاجئين السوريين، فيما أشارت صحيفة «العرب» إلى أن هناك اتجاهاً حكومياً لإقامة منطقة عازلة حدودية لإيواء هؤلاء اللاجئين إذا تدفقت أعداد كبيرة منهم.
(يو بي آي)