أسفرت العمليات العسكرية والامنية والاشتباكات مع المنشقين في مختلف أنحاء سوريا عن مقتل ما يزيد على مئة قتيل بينهم 74 مدنياً، و19 من الجنود النظاميين و8 منشقين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وفي تطور لافت، نفى مصرف سوريا المركزي أمس وجود نية لاستبدال الأوراق النقدية السورية المتداولة حالياً بأخرى جديدة.
ونقلت وكالة الانباء السورية «سانا» عن مصدر رسمي في المصرف أنه «لا يوجد أي نية لدى المصرف المركزي لاستبدال العملة حالياً، ولم يصدر أي قرار بهذا الشأن»، موضحاً أن كل ما تناقلته وسائل الإعلام «يندرج ضمن إطار الشائعات المضللة والحملة الإعلامية المغرضة على القطاع المصرفي السوري». وأشار المصدر إلى أن «المخزون من الأوراق النقدية للعملة السورية كاف، ولا يوجد أي حاجة لتبديل العملة».
وقبيل ساعات من بدء سريان مهلة الـ48 ساعة التي حددتها الأمم المتحدة لوقف أعمال العنف من قبل النظام والمعارضة المسلحة، عمل الجيش السوري النظامي على استعادة السيطرة على مساحات من الأراضي في محافظة إدلب من المعارضين. وفي حمص، تعرضت أحياء مدينة الرستن الخارجة عن سيطرة القوات النظامية منذ أشهر، لقصف من قبل القوات النظامية التي تحاصرها، بحسب ما نقلت «شبكة شام الإخبارية».
وتضم مدينة الرستن عدداً كبيراً من العسكريين المنشقين عن القوات النظامية، واقتحمتها القوات النظامية قبل أشهر بعد معارك عنيفة، قبل أن تخرج منها تحت ضربات المنشقين. وحاول الجيش النظامي اقتحامها مرات عدة في الأسابيع الماضية، من دون أن يتمكن من التقدم داخلها.
وفي العاصمة دمشق، «دخلت تعزيزات أمنية عند الساعة الخامسة صباحاً إلى حي كفرسوسة، حيث نفذت عمليات دهم للبيوت، واعتقلت عشرات الاشخاص»، بحسب ما أفاد به مصدر معارض. وفي ريف دمشق، قتل أربعة جنود نظاميين في انفجار عبوة ناسفة في حافلة كانت تقلّهم قرب قرية كوكب، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وأشار المرصد إلى انتشار ناقلات جند مدرعة على حواجز بين مدينة داريا بريف دمشق وحي كفرسوسة بدمشق. وفي مدينة حماة «نفذت قوات الأمن حملة دهم واعتقالات في أحياء باب القبلي والبياض والشير، منذ ساعات الصباح الاولى».
وقتل عشرات الاشخاص في بلدة اللطامنة في ريف حماة، بحسب ما أعلن المرصد. وفي محافظة دير الزور، اقتحمت القوات النظامية قرية موحسن صباح أمس، وسط سماع إطلاق رصاص كثيف وأصوات انفجارت.
وتدور اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة في قرية البوعمر بالقرب من موحسن، فيما سمعت في مدينة دير الزور أصوات إطلاق رصاص وانفجارات صباح أمس. وفي محافظة درعا قتل مواطن في بلدة صيدا إثر إصابته برصاص. ونفذت قوات الأمن حملة دهم واعتقالات في خربة غزالة صباحاً أدّت إلى اعتقال 16 شخصاً، بحسب المرصد.
وقتل عشرة من رجال الشرطة السورية واثنين من المدنيين وجرح أحد عشر آخرون برصاص مسلحين كانوا ضمن متظاهرين، وبين القتلى ضابط برتبة ملازم أول خلال تظاهرة في أحد أحياء مدينة حلب، فيما لم تعلن المعارضة عن مقتل أي من ناشطيها المسلحين أو غيرهم في حي السكري الذي شهد الحادثة ليلة الأحد.
وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن تسعة من أفراد قوات الأمن ومدنياً قتلوا رمياً بالرصاص وأن 13 شخصاً أصيبوا في حلب، ثانية كبرى المدن السورية. وذكرت «سانا» أن قوات الأمن أحبطت أمس الأحد محاولتين لمجموعتين مسلحتين للتسلل من لبنان إلى منطقة حمص. وقال مصدر أمني في محافظة حلب لـ«الأخبار» إن المنطقة شهدت سابقاً عدة استهدافات بالرصاص للشرطة والمتظاهرين معاً، وبعضها بعبوات ناسفة، أوقعت قتلى وجرحى بينهم أطفال، لخلق بلبلة وتأليب الرأي العام، واستغلال الجنازات للقيام بتظاهرات».
وتبنّى «الجيش السوري الحر» هذه العملية حيث نشرت صفحة اتحاد تنسيقيات حلب بياناً لكتيبة «رجال الله الأحرار» التابعة للجيش السوري الحر جاء فيه «قامت اليوم سريتا الإخلاص وشهداء حلب الأحرار التابعتان لكتيبة رجال الله الأحرار بالاشتباك مع دوريات الأمن في حي السكري بالقرب من جامع الإخلاص، وبفضل الله تمكّنت من قتل ما يزيد على عشرين عنصر أمن».
وفي ريف حلب الشمالي، تواصلت العملية العسكرية التي تستهدف بنية الجماعات المسلحة المنتشرة في الريف بمشاركة مدرعات وحوامات، حيث أعلنت التنسيقيات مقتل أربعة ناشطين خلال «قصف الجيش العشوائي لمناطق مارع وتلرفعت وحردتين وقبتان الجبل وحريتان». بدوره، قال مصدر مطّلع لـ«الأخبار» إن «قوات حرس الحدود أحبطت محاولة تسلل لعشرات الإرهابيين، من بينهم مقاتلون من جنسيات عربية، وقتلت وجرحت عدداً منهم، فعادوا إلى الأراضي التركية».
وخطفت جماعة أخرى ممّا يسمى الجيش الحر، تطلق على نفسها اسم «نور الشهداء ـــ لواء أحرار الشمال»، 17 من العمال المتوجهين إلى منازلهم في مدينة نبل، وهددت بذبحهم خلال خمس ساعات ما لم تنسحب القوات السورية من المنطقة.
وتبنّى اتحاد تنسيقيات الثورة السورية في حلب العملية، وبثّ على صفحته في موقع فايسبوك مقطع فيديو مصوّراً للمخطوفين وهم معصوبو الأعين يعترفون بأنهم «شبيحة». وتلا ناشط معارض بياناً أعلن فيه «ذبحهم خلال خمس ساعات ما لم تتوقف العملية العسكرية في المنطقة». كذلك شهدت جامعة حلب اعتصاماً في كلية العلوم تضامناً مع الثورة التي تشهدها مناطق الريف، وللمطالبة بإسقاط النظام.
وندّدت منظمة هيومن رايتس ووتش الاثنين بتنفيذ القوات السورية النظامية «إعدامات غير قضائية» خلال الأسابيع الأخيرة في سوريا. وتشمل الأحداث التي ذكرتها هيومن رايتس ووتش بتفاصيلها ما لا يقل عن 85 مدنياً، منهم 25 رجلاً قتلوا خلال عمليات تفتيش في الثالث من آذار في حمص، و13 آخرين قتلوا في مسجد بلال في 11 آذار في إدلب، و47 شخصاً على الأقل معظمهم من النساء والأطفال قتلوا في عدة أحياء من حمص في 11 و12 آذار.
وقالت هيومن رايتس ووتش إنه ينبغي لمجلس الأمن الدولي أن يضمن أن تكون أي بعثة للأمم المتحدة تكلّف بالإشراف على تنفيذ خطة مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان «في وضع يسمح لها بتوثيق هذه الجرائم».
(شارك في التغطية زياد الرفاعي من حلب، سانا، رويترز، أ ف ب، يو بي آي)