«الشيخ يكذب... ويكابر»، هكذا بدا موقف المرشح السلفي لرئاسة الجمهورية الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، بعدما أكدت وزارة الداخلية نيل والدته الجنسية الأميركية، بما يخالف الشروط التي يقرّها قانون انتخابات الرئاسة المصرية، في حين يصرّ المرشح وأنصاره على خوض الانتخابات بالمخالفة للقانون. وأكدت مصلحة الجوازات والهجرة والجنسية في وزارة الداخلية، في خطابها إلى اللجنة العليا للانتخابات، أن «السيدة نوال عبد العزيز نور»، والدة أبو إسماعيل، «تحمل جواز سفر أميركياً برقم 500611598 ، تنقّلت به عدة مرات بين مصر وأميركا وألمانيا».

إلاّ أنها لم تقطع بنحو مباشر بأن السيدة متمتّعة بالجنسية الأميركية. غير أن سفير مصر في الولايات المتحدة نبيل فهمي أكد، في مداخلة هاتفية مع برنامج «آخر النهار» على فضائية «النهار» المصرية، أنه «لا يستطيع أي شخص أن يحمل جواز سفر أميركياً من دون أن يكون حصل قبله على الجنسية الأميركية»، بينما نفى المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، عمرو رشدي، أمس، أن تكون وزارته «أرسلت خطاباً إلى اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية بشأن جنسية والدة أبو إسماعيل»، لافتاً إلى أن الخارجية أحالت على الفور ما تلقته من استفسارات من اللجنة بشأن كافة المرشحين إلى الدول المعنية لمراجعة قوائم الحاصلين على جنسيتها من المصريين، ولم تتلقّ رداً في هذا الشأن بعد».
من جهته، قال عضو الاتحاد الدولي للمحامين، خالد أبو بكر، «إن الدول لا تمنح جوازات سفر إلاّ لمواطنيها، وليس للمقيمين فيها»، مطالباً بأن يحاكم أبو إسماعيل على كذبه، وتزويره في الأوراق التي تقدم بها إلى اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، والتي أقرّ فيها بأن والديه لا يحملان أي جنسية غير المصرية. وأكد أبو بكر لـ«الأخبار» ضرورة التعامل مع القضية بالشق الجنائي واتهامه بالتزوير، إضافة إلى الجانب الأخلاقي في القضية بادّعاء شخصية مرشحة لرئاسة الجمهورية أموراً كاذبة.
إلا أن أنصار أبو إسماعيل لا يريدون الاعتراف بكذب شيخهم ومرشحهم، واحتشدوا منذ صباح أمس في ميدان التحرير وسط العاصمة للتنديد «بالمؤامرة على الشيخ حازم». وعلّقوا لافتة كبيرة في الميدان كتبوا عليها «لن نسمح بالتلاعب. نحيا كراماً. أبو إسماعيل مش بس للسلفيين». وأنصار أبو إسماعيل، الذين سمّوا أنفسهم طلاب الشريعة الإسلامية، وزعوا بياناً اتهموا فيه أميركا بالتآمر مع بعض الأطراف الداخلية المصرية على أبو إسماعيل. ومما جاء في البيان: «أيها السادة، تحذير... أنتم الآن لا تعلمون قدرات الشعب المصري. تحذير... السفارة الأميركية على بعد زفرات وشهقات من صيحات ميدان الشعب المصري. تحذير ... لا تغتروا بإفلات الجاسوس إيلان وتهريب رعاياكم الحقوقيين، لأن تعاملكم كما كان مع حكومات النظام المخلوع، فأنتم الآن سوف تتعاملون مع إرادة شعب 25 يناير، عفواً أيها السادة لن نسمح بالتلاعب وسنحيا كراماً». كذلك هدّدوا بالدفاع عن أبو إسماعيل وحقّه في الترشح حتى «آخر نفس»، معتبرين أن ما يحدث مؤامرة عندما استشعروا شعبية أبو إسماعيل في الشارع، وأنه المرشح الأجدر للفوز بالمنصب الرفيع، ورغبته في تطبيق شرع الله، ولمواقفه الواضحة من العسكر والأميركيين.
في موازاة ذلك، تجمع في الميدان أمس المئات من المعارضين للتشكيلة الحالية للجمعية التأسيسية لصياغة الدستور، مطالبين بإعادة تأليف الجمعية لتكون معبرة عن كل أطياف المجتمع. واعترضوا على تشكيلتها الحالية التي تمثل التيارات الإسلامية أغلبية فيها، مجددين التعبير عن خوفهم من أن يضم الدستور الجديد بنوداً تنتقص من الحريات العامة والخاصة.