هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، باستهداف من وصفهم «بالإرهابيين»، ومن يقف وراءهم، رداً على إطلاق صواريخ غراد باتجاه مدينة إيلات، جنوب إسرائيل. ولفت الى أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تحذر منذ فترة طويلة من تحول شبه جزيرة سيناء الى منطقة انطلاق لشن هجمات على إسرائيل، مؤكداً أن الحل لا يكمن في الجدار الذي تبنيه إسرائيل مع مصر.وأكد نتنياهو، في الذكرى السنوية الأربعين لعملية عينتيبه، ضرورة «عدم منح الحصانة والاستقلال للإرهاب»، الأمر الذي يفرض «عقد تحالف دولي، ضمن الحد الممكن» لمواجهته. ووجه رسالة الى الإسرائيليين، مؤكداً فيها ما سماه «القاعدة الأهم» وهي أن «على كل منا أن يفهم بأن أحداً لن يقف الى جانبنا إذا لم نقم نحن بالعمل».

بدوره، وصف وزير الدفاع إيهود باراك الحادثة بـ«الخطيرة»، في سياق تقدير وضع خاص أجراه مع رئيس أركان الجيش وقادة الأجهزة الاستخبارية في مبنى وزارة الدفاع، مؤكداً أنه «لا حلول وسط في هذه القضية»، وموضحاً أن «الوضع الأمني الميداني يفرض علينا نوعاً آخر من المواجهة».
وتعليقاً على الحادثة أيضاً، رأى رئيس الاستخبارات العسكرية، أمان، اللواء أفيف كوخافي، أن «الشرق الأوسط، الذي يُعدّ معدّل التسليح فيه هو الأكبر في العالم، يغيّر وجهه وطابعه من دون معرفة ملامحه». وأشار إلى أن «من المحتمل أن تحمل رياح التغيير فرصة وبشرى، لكن في المدى القصير والمتوسط تتزايد المخاطر»، لافتاً الى أن أحد هذه الأماكن هو منطقة سيناء. أما بخصوص إطلاق الصواريخ باتجاه إيلات، فاعتبر أنها «ليست إلا تعبيراً عن التغيير الجوهري الذي تمر به المنطقة، وخاصة أن المنظمات الإرهابية تواصل تأسيس وتعزيز سيطرتها هناك». وحذر كوخافي من أن التجارب تعلمنا بأن علينا الاستعداد للساحات الجديدة، وللتغلب على التهديدات وعدم الاستقرار الأمني بالمنطقة في السنوات المقبلة». ورأى أن المهمة الملقاة على ضباط الاستخبارات تصبح أكثر تعقيداً من يوم الى آخر، عازياً ذلك الى أن «الواقع متغير بسرعة كبيرة بما لا يُقاس بالسنوات والعقود السابقة».
في السياق نفسه، رأت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن الصاروخ الذي سقط على إيلات، يبدو أنه أول الغيث وأن «الإشكالية الأساسية تتمثل بكيفية الرد وإحباط إطلاق الصواريخ وسائر العمليات العسكرية من سيناء، دون أن يؤدي ذلك الى تدهور خطير في العلاقات مع مصر ودون تعريض معاهدة السلام معها للخطر».
وأضافت الصحيفة إن المصريين لن ينفذوا المهمة لحساب إسرائيل، «لا لأنهم لا يريدون، بل لأنهم لا يستطيعون»، في ضوء سيطرتهم الهشة على شرق سيناء ووسطها، الأمر الذي يحتم على الجيش الإسرائيلي القيام بمهمة إحباط إطلاق الصواريخ والعمليات العسكرية الأخرى بنفسه. ولفتت الصحيفة الى أن «عملية التصدي والإحباط تحتاج الى ثلاثة عوامل رئيسية تتمثل بجدار حدودي فاعل، وجمع معلومات دقيقة جواً وبراً والقدرة على تفعيل مصادر نيران أرضية وربما بحرية أيضاً ضد خلايا مسلحة وإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل». وحذرت من أنه إذا لم ترد إسرائيل بتصميم رادع فإنها ستجد نفسها في وضع شبيه بالوضع الذي نشأ في قطاع غزة بعد الانسحاب في 2005. لكنها أضافت إن المشكلة التي قد تواجهها إسرائيل هي إذا كانت الأوامر تصدر من غير قطاع غزة.
وحذرت يديعوت من أن إطلاق الصواريخ من سيناء سيتعزز، ليس فقط على المستوى الكمي بل في ما يتعلق بمدى الصواريخ وحجم رأسها التفجيري ودقته في الإصابة، ما يجعل مناطق جديدة في نطاق الاستهداف.