وُضعت قوات كبيرة من الجيش الليبي، أمس، في حالة تأهّب للفصل بين المتقاتلين الثوار غرب البلاد، اثر معارك دارت بين الثوار في زواره والجميل ورقدالين. وأكد ضابط رفيع المستوى في الجيش الليبي، أن قوة كبيرة من الجيش حرّكتها رئاسة الأركان باتجاه المنطقة الغربية (مناطق زواره ورقدالين والجميل) جاهزة لاستخدام القوة ضد أي طرف في حال عدم استجابته لوقف إطلاق النار. ولفت الضابط إلى أن قوات من الجيش والأمن متواجدة بالفعل بالقرب من خطوط التماس وتراقب الأوضاع وتتابع مجريات الأحداث، وقال «نحن مستعدون للتدخل في أي لحظة في حالة عدم التزام أي طرف بما تم الاتفاق عليه».
وكان رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل، قد هدّد أول من أمس باستخدام القوة ضد أي فئة في المدن المتقاتلة في غرب ليبيا، في حالة عدم امتثالها لقرار وقف إطلاق النار الذي تم التوصّل إليه.
وكلف المجلس رئاسة أركان الجيش الليبي بالسيطرة على خطوط التماس في المناطق المتوترة أمنياً وفوّض إليه اتخاذ كافة التدابير والإجراءات التي تشدد على وقف إطلاق النار بين المسلحين في زواره من جهة ورقدالين والجميل من جهة أخرى. وحذّر المجلس، في أول قرار قوي يصدره لمعالجة الانفلات الأمني في البلاد، كافة الأطراف منبهاً إلى الكف عن إطلاق النار خلال مدة أقصاها ثلاث ساعات من لحظة إعلان هذا القرار، مطالباًَ الجيش باستخدام القوة ضد أي طرف في حال عدم الاستجابة، ومنَحه صلاحية التعامل العسكري مع أية آلية تطلق النار على المدنيين.
وطالب رئاسة الأركان بالسيطرة على أي تحرك داخل المنطقة ومنع الدخول إليها أو الخروج منها عسكرياً إلا بعلمها، مشدداً على ضرورة الإسراع في اتخاذ الإجراءات اللازمة لبسط سيادة الدولة على جميع المنافذ.
وكان وزير الداخلية الليبي فوزي عبد العال قد أكد، أول من أمس، توقف الاشتباكات المسلّحة في المدن المذكورة، غير أن شهود عيان تحدثوا عن خروقات للهدنة بين الحين والآخر. وكانت الاشتباكات المسلّحة التي استجدّت بين أهالي مدن زواره (120 كيلومتراً غربي العاصمة) والجميل ورقدالين منذ الثلاثاء الماضي، قد أدت إلى مقتل 18 شخصاً وإصابة 70 آخرين بجراح وفق آخر حصيلة كشف عنها المتحدث باسم المجلس الانتقالي محمد الحريزي.
واندلعت هذه الاشتباكات عقب اتهام ثوار زواره ثوار في مدينتي راقدالين والجميل بالقبض على مجموعة منهم يتبعون وزارة الداخلية كانوا في مهمة على الحدود الليبية التونسية. وتعيش في زواره غالبية من الأمازيغ الذين كانوا معارضين للقذافي ابان الانتفاضة. ومعظم جيرانهم في البلدات القريبة من العرب الذين كانوا موالين للقذافي.
في هذا الوقت، أعربت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة ليبيا (أونسميل) عن قلقها البالغ إزاء ازدياد العنف في المدن الليبية الثلاث وما نجم عنه من ارتفاع في عدد الضحايا، ودعت جميع الأطراف المشاركة في القتال في مدن إلى وقف القتال فوراً.
الى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية أمس أن محكمة عسكرية في طرابلس وجّهت اتهاماً رسمياً لـ20 أوكرانياً بمساعدة قوات القذافي.
(رويترز، يو بي آي)