الجزائر | أعدت زهية مختاري (الصورة)، محامية عائلة محمد مراح، المتهم بارتكاب عمليات تولوز، كل محتويات الملف الذي ستضعه الأسبوع المقبل بيد القضاء الفرنسي لرفع دعوى على القوات الخاصة الفرنسية بشأن ملابسات تصفية محمد مراح (23 سنة). وتقول المحامية إنه لم يبق لها سوى الحصول على الوثائق التي تسمح لها بالسفر إلى فرنسا لإيداع الملف لدى القضاء. وقالت مختاري، في مؤتمرها الصحافي الذي عقدته أول من أمس بمكتبها في بلدة بالراقي بالضاحية الجنوبية للعاصمة الجزائر، إن الحقائق التي تملكها وتقدمها تدحض الطرح الأحادي الجانب الذي كرسه الأمن الفرنسي حتى الآن وصار الصورة التي تتناقلها وسائل الإعلام في العالم.
ولفتت إلى أن ما تطرحه يزعزع هذه الصورة وأن ثمة دوائر يزعجها عرض حقيقة ما جرى داخل شقة محمد مراح على العالم وفي مقدمة هذه الدوائر جهاز الاستخبارات الفرنسي. وكشفت عن محاولة اغتيالها مباشرةً بعدما أعلنت أنها تمتلك شريطاً مصوراً مناقضاً للرواية الرسمية يظهر فيه محمد مراح وهو يستغيث بشقته ويسأل القوة الأمنية التي هاجمته: «لماذا تقتلونني؟ أنا بريء». وأكدت أنها وجدت سيارتها مخربة وفيها تهديدات وبقايا سجائر وفنجان قهوة. وربطت الحادثة بدورها بالقضية وبالمستجدات التي طرأت على القضية وأهمها وجود هذا الشريط. ولم تتهم أحداً بشكل صريح، لكنها قالت إن من يصرون على إخفاء الحقيقة يفعلون أي شيء لتحقيق غرضهم. لذلك أودعت شكوى لدى مصالح الأمن الجزائرية مرفقةً بطلب لتأمين حياتها، وهي منذ ذلك الوقت تحت الحراسة. وبخصوص الشريط، قالت إنه يمتد لـ 20 دقيقة صاخبة، ورجحت أن يكون محمد نفسه هو من سجله بالصورة والصوت. وأضافت: «محمد ربما عرف أن مصيره سيكون التصفية، بعدما رُفض طلبه بالحديث إلى الصحافة، لذلك أراد أن يبين الحقيقة فسجلها وسيعرفها العالم». وأوضحت أن الشريط محفوظ في مكان آمن وستقدمه عند إيداع ملف القضية لدى القضاء الفرنسي. وحذرت من أنه حتى لو وقع لها مكروه، فإن الحقيقة ستظهر لأن الشريط سيصل إلى الناس ويفضح مسببي قتل محمد مراح. واتهمت المحامية الجزائرية رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية الفرنسية برنار سكوارسيني وشخصين آخرين من جنسية أخرى دون أن تعطي تفاصيل عنهما بارتكاب الجريمة. وقالت إن الثلاثة كانوا على علاقة بمحمد واستخدموه ثم قتلوه لإخفاء حقائق يريدون طمسها. وزاد والد القتيل محمد بن علال مراح، من الغموض الذي يلف القضية حين أعلن أن نجله كان ينوي المجيء إلى الجزائر للإقامة النهائية فيها، وأنه «كان يسعى إلى مساعدته على ذلك قبل أن تحدث المصيبة».
يذكر أن محمد بن علال مراح الذي ترك عائلته في فرنسا قبل قرابة عشرين عاماً ويقيم في الجزائر، كلف المحامية زهية مختاري الدفاع عن العائلة ورفع دعوى قضائية على الأمن الفرنسي في قضية مقتل ابنه. وقد بدأت المحامية قبل عشرة أيام بجمع الوثائق والشهادات وأعطت إشارات منذ أيام بأن محمد قتل عمداً لإخفاء حقائق، وبدأت عملها بالسؤال: «لماذا تعمد فرقة أمنية خاصة في درجة عالية من التدريب إلى قتل شخص لا يشكل أي خطر، لكونه في شقة بعمارة فارغة؟».