استمرّت الاتهامات المتبادلة بين السلطات السورية ومعارضيها من ناحية المسؤولية عن استمرار القتل في المناطق السورية، وذلك لليوم الثالث منذ إعلان دمشق بدء تطبيق الاتفاق الذي أبرمته مع الموفد الأممي _ العربي كوفي أنان، من جهة البدء بسحب الجيش من المدن وعدم استخدام الأسلحة الثقيلة، وصولاً إلى تاريخ العاشر من نيسان الجاري. في غضون ذلك، واصل رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي، جاكوب كلينبرغر جولته السورية التي حوّلها إلى ميدانية، إذ جال أمس في مدينة درعا وريفها.
وبحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارِض، بلغت حصيلة قتلى أول من أمس، 58 مدنياً، و18 جندياً. أما حصيلة القتلى حتى مساء أمس، فقد حددها «المرصد» بـ 18 شخصاً في مناطق مختلفة من سوريا، تحديداً حمص وريفها وفي بلدة بيت سحم في ريف دمشق وإدلب ودير الزور. ومن جهة المعارضة، قال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن إنه «حتى الآن، من الحدود التركية حتى درعا، العمليات العسكرية مستمرة، ولا يمكن الحديث عن انسحابات» لقوات النظام. وتابع قائلاً إن «الدبابات تدخل إلى المدن والقرى وتقوم بعمليات ثم تعود إلى قواعدها، وهذا لا يعني أنها انسحبت».
أما وكالة الأنباء الرسمية «سانا»، فقد اتهمت «العصابات المسلحة» بتصعيد «جرائمها».
وأعلنت الوكالة تشييع جثامين «16 شهيداً من عناصر الجيش وقوات حفظ النظام استهدفتهم المجموعات الإرهابية المسلحة أثناء تأديتهم لواجبهم الوطني في حمص وريف دمشق وإدلب».
واتهمت أيضاً «مجموعات إرهابية مسلحة» بإشعال النيران في مستودع للهلال الأحمر العربي السوري، يحوي مواد ومساعدات غذائية وطبية في حي القرابيص بحمص.
اتهام ردّ عليه بعض المعارضين الذين اعتبروا أن الحريق من أفعال تابعين للنظام، بينما أوضح مصدر من «الهلال الأحمر» أن «مجموعة مجهولة الهوية» هي التي أحرقت
المقر.
وفي السياق، اتهمت «سانا» أيضاً، «الإرهابيين» بالوقوف خلف انفجار عبوات ناسفة سببت وفاة سبعة في بيت سحم في ريف دمشق.
على صعيد آخر، أقدم مسلحون على إلقاء قنابل وإحراق عدد من السيارات في حي برزة وسط العاصمة دمشق، «ثم جرى اشتباك بين المسلحين والقوات الأمنية قبل أن يلوذوا بالفرار» بحسب وكالة «يونايتد برس إنترناشونال»، علماً بأنه يوجد بجوار المكان المستهدف، عدد من المدارس و«مركز البحوث
العلمية».
أما بالنسبة إلى مهمة رئيس الصليب الأحمر جاكوب كلينبرغر، فقد زار درعا «ليرى آثار الصراع بنفسه» على حد تعبيره، وذلك غداة إعلان وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن دمشق اتفقت مع كلينبرغر على «آلية تعاون» بشأن المساعدات الإنسانية في سوريا.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن كلينبرغر قوله، خلال جولة قام بها الى عدد من بلدات محافظة درعا لتقييم الإحتياجات الإنسانية للمتضررين، إنه «إلتقى في دمشق المسؤولين الحكوميين لكنه فضّل الذهاب الى المناطق والإطلاع ميدانياً على الواقع، والتعرّف على النشاطات التي يغطيها الصليب الأحمر بالتعاون والتنسيق مع الهلال الأحمر السوري».
وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية في دمشق، صالح دباكة، إن كلينبرغر توجه بعد درعا برفقة رئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري عبد الرحمن العطار إلى مدن الشيخ مسكين وازرع ونوى
(ريف درعا). وقدمت اللجنة الدولية عدداً كبيراً من المساعدات، من بينها شاحنتان مليئتان بالغذاء والمستلزمات الصحية «أُفرغت في مستودعات منظمة الهلال الأحمر في درعا» تمهيداً لتوزيعها، بحسب دباكة.
(أ ف ب، رويترز، سانا، يو بي آي)